شهد قطاع السياحة في السنوات الأخيرة تراجعا حادا بسبب غياب السلم الاجتماعي وغياب الأمن بالإضافة إلى تدرج الإرهاب من الجبال إلى المدن وتربصه بالمناطق السياحية وأفواج السياح.
ولئن شهد قطاع السياحة في الأشهر الأخيرة بعض التحسن إضافة إلى تحسن الوضع الأمني في البلاد ، إلا أن ذلك لم يمنع عددا من الدول الاوروبية من تواصل تحجير السفر إلى تونس أو تحذير رعاياها من ذلك.
ومنذ سنة 2015، حذرت وزارة الخارجية البريطانية من السفر الى تونس إلا للضرورة ونصحت رعاياها بمغادرتها في إطار تحذير من المزيد من الهجمات الإرهابية المحتملة.
وجاء التحذيرات بعد العملية الارهابية التي استهدفت حينها نزل امبريال مرحبا بسوسة وأسفرت عن مقتل 30 بريطانيا وهو أكبر عدد من القتلى البريطانيين يسقط في هجوم ارهابي منذ عشر سنوات.
وتحاول السلطات المعنية منذ مدة طويلة اقناع السلط البريطانية برفع تحذير السفر إلى تونس إلا أن ذلك لم يحدث إلى حد كتابة هذه الأسطر،كما دعا وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، في أكثر من مناسبة بريطانيا إلى مراجعة قرار تحذير مواطنيها من السفر إلى تونس، مذكرا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية لمكافحة الإرهاب وكذلك بمختلف التدابير التي تمّ اتخاذها من أجل تأمين المناطق السياحية وضمان سلامة السياح الوافدين على تونس .
ويوم الجمعة 3 مارس الجاري، دعا مكتب الشؤون الخارجية الاسترالي عبر موقعه الرسمي الاستراليين الى مراجعة نيتهم السفر إلى تونس، نظرا لـ”معلومات تفيد بوجود مخططات في مراحل متقدمة لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مناطق سياحية بتونس” حسب البيان.
وتأتي التحذيرات الاسترالية بعد أيام فقط من اعلان وزارة الشؤون الخارجية البلجيكية، رفع حظر السفر إلى تونس بصفة جزئية، موضحة أنه بوسع مواطنيها السفر إلى المناطق الساحلية التونسية الممتدة بين مناطق المهدية والمنستير وسوسة والحمامات ونابل وتونس وبنزرت شرط توفر إجراءات الحيطة الضرورية.
وطالبت وزارة الشؤون الخارجية البلجيكية رعاياها بعدم التحول إلى بقية المناطق في تونس إذا لم يكن السفر ضروريا، مضيفة أن التنقل إلى المناطق الحدودية الغربية مع الجزائر، على الخط الممتد على محور طبرقة وجندوبة والكاف والقصرين وقفصة وتوزر، وكذلك المناطق الحدودية مع ليبيا بجهة الجنوب التي تشمل توزر وقبلي ومطماطة ومدنين وجرجيس، غير منصوح به رسميا.
بينما بدأت كل من هولندا ولكسمبورغ، اتخاذ قرار بإلغاء حظر سفر مواطنيها إلى تونس، والذي فرضته قبل أكثر من عام ونصف العام.
في المقابل، سجلت الحجوزات على الوجهة التونسية ارتفاعا بنسبة 40 بالمائة بالنسبة لصائفة 2017 مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2016″ حسب ما افاد به وات، رئيس نقابة مؤسسات وكالات الاسفار (سيتيو) ريني مارك شكلي.
واضاف بالقول “يوجد انتعاشة محتشمة في السوق الفرنسية بالنسبة للوجهة التونسية ” مبرزا ان الوضع يعد ايجابيا باعتبارنا لم نصل الى هذا المستوى منذ سنوات.”واوضح “ان السائح الفرنسي يتخذ قراره بداية من موفى شهر مارس وخلال شهري ماي وجوان، مؤكدا ان القرار الحقيقي سيتم اتخاذه خلال شهر ماي وجوان بالنسبة لجويلية وأوت وكذلك بالنسبة للموسم ما بعد الذروة.
وقال ان انتعاشة السوق التونسية تأتي في إطار إنتعاشة عامة لمستوى الحجوزات والذي استفادت منه تونس.
وتجدر الإشارة أيضا، إلى أن تونس تحصلت الأسبوع الفارط على جائزة أكثر وجهة سياحية واعدة في الصين خلال منتدى المسافرين بالصين (CTF)، فيما شهد عدد السياح الصينيين تطورا بنسبة 400 % في شهر جانفي الماضي،حسب وزارة السياحة و الصناعات التقليدية.
وكانت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي قد قالت في تصريحات سابقة، إن السوق الصينية تعد أهم سوق خارجية بالنسبة للسياحة التونسية وأن السياحة الصينية لها خصوصياتها .
بينما تبقى السوق الجزائرية والروسية أهم رهان أمام وزارة السياحة لتأمين موسم سياحي ناجح، وقد زار أكثر من 623 سائحا روسيا تونس خلال سنة 2016.