قام رجل أسترالي يُدعى برودي موس بتوثيق منظرٍ استثنائي ونادر لحوت أحدب يقف على ذيله في عرض المحيط. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "سانس أليرت"، فقد وقعت هذه الحادثة الغريبة في المياه الغربية لأستراليا، حيث قام موس بتصوير المشهد الذي أثار دهشة العلماء والجمهور على حد سواء.
وفي تصريحاته للصحيفة، قال برودي موس إن "ذيل الحوت اخترق فجأة سطح الماء باتجاه السماء أمامه"، مشيرًا إلى أن ذيل الحوت الضخم ظل يطفو بشكل عرضي دون حركة تمامًا، وأنه كان يسبح بجواره حوت صغير.
هذا السلوك الغريب للحوت لم يكن مذهلاً فقط بالنسبة لبرودي موس ومتابعيه، بل أثار استفهام العلماء منذ عقود. إذ يُشبه ظهور ذيل الحوت على سطح الماء الشراع، وقد أُطلق عليه هذا السلوك أحيانًا اسم "إبحار الذيل".
تتوجه اهتمامات المراقبين والعلماء نحو هذا السلوك المثير الذي لاحظ عادةً من قبل مراقبي الحيتان الحدباء والحيتان الرمادية والحيتان ذات الرؤوس المقوسة. وقد تمكنت شركة مراقبة الحيتان في غرب أستراليا أيضًا من توثيق هذه الأحداث الاستثنائية في الأعوام 2019 و2020، على الرغم من أن موس لم يكشف عن مكان تصويره للمشهد.
ووفقًا لدراسات سابقة قام بها خبراء الحيتان في البرازيل، يبدو أن الحيتان تلوي ذيولها ببطء على محور طولي، مما يشير إلى أن هذا السلوك يمكن أن يكون ذا علاقة بالراحة والاسترخاء. وقد لاحظ الباحثون أن الحيتان العازبة والأمهات هي الأكثر عرضة لهذا السلوك، وأنه يمكن أن يكون للحيتان الأم دورًا في رفع أذيالهن لتحقيق الراحة ورصد أنشطة أطفالهن.
وتتساءل المجلة العلمية "sciencealert" عما إذا كان هذا السلوك قد يرتبط بإشعار الحيتان بالراحة، حيث يمكن للأمهات تدوير أجسادهن للأسفل لتسهيل مراقبة صغارهن. وقد لاحظ الباحثون أيضًا أن ذيل الحوت يتميز بوجود شبكة كبيرة من الأوعية الدموية، مما يشير إلى إمكانية استخدامه لتنظيم درجة حرارة أجسادهم بشكل فعال.
باختصار، يبدو أن سلوك الحوت الأحدب الذي قام برودي موس بتوثيقه يشكل لغزًا علميًا مثيرًا، حيث تتساءل الدراسات السابقة عما إذا كان يمكن تفسيره على أساس الراحة والتواصل داخل العائلات الحوتية، أو ربما يكون له علاقة بتنظيم درجة حرارة أجسادهم.