الهوية التونسية بما هي مركب تاريخي وثقافي وقانوني لم تكن في يوم من الأيام مجرد شيفرة رمزية أو إرثا فولكلوريا جامدا، لكنها كانت وما تزال نتاج سيرورة تاريخية متراكبة ومعقدة أنبنت على جدلية التفاعل بين الذات والآخر، بين المحلي والعالمي، بين الذاكرة الجماعية ومتطلبات الدولة الحديثة، غير أن ما يطفو على سطح المشهد التونسي المعاصر هو تصدع في هذا البناء الرمزي وخلل في المنظومة التي كانت تؤسس للانتماء وتؤطر العلاقة بين المواطن والوطن على قاعدة من المساواة والتكافؤ.