اختر لغتك

راضية النصراوي صاحبة الضمير التونسي الناصع

راضية النصراوي صاحبة الضمير التونسي الناصع

راضية النصراوي صاحبة الضمير التونسي الناصع

تقاوم المرض أيام النصر كما قاومت التعذيب زمن القمع.
 
قبل أسبوعين تحدث حمة الهمامي على أمواج إذاعة موزاييك الخاصة ليعلن بحرقة أن زوجته راضية النصراوي مريضة ومريضة جدا. وكشف أن زوجته تعاني من متاعب صحية وأنّ أعراض المرض بدأت تظهر عليها منذ سنة ونصف السنة، وأنّ عائلته تعيش كابوسا منذ ذلك الحين، مشيرا إلى أنّها تعاني من مرض مركّب وتشكو من آلام على مستوى الرأس من مخلفات ما تعرضت له من تعنيف.
 
وأضاف الهمامي أنّ زوجته تعاني أيضا من ”الغدة الدرقية التي تسبّبت لها في انهيار عصبي واكتئاب، إضافة إلى ارتفاع نسبة سائل المخ عن المعدل العادي ما جعلها تعاني من بطء في الحركة ”، لكن الإطار الطبي المباشر لحالتها استبعد استبعادا كليا أن تكون زوجته تعاني من ”الخرف”، وفق تأكيده.
 
في يوم قائظ من أيام أغسطس عام 2008، حين أشارت الساعة إلى الثالثة ظهرا، كانت النصراوي تعتصم منذ الساعة التاسعة صباحا أمام باب سجن في محافظة قفصة لمقابلة أحد السجناء السياسيين. مرّت ساعتان بعدها، وجاءت التعليمات بالسماح للنصراوي بزيارة السجين الذي وقف أمام مكتب زيارة المحامي. أدخلوا تلك النحيفة التي تكاد حقيبتها تهزمها، وكانت تحمل في يدها اليمنى قطعة خبز وفي الأخرى قطعة جبن.
 
يروي ذلك السجين الذي كان اسمه عبيد خليفي، الحادثة فيقول “خالطتني بالسلام والأحضان. ضحكت كثيرا لمشهد راضية وهي تلتهم الخبز والجبن وتجادلني في القضية وتمنحني أخبار المساندة. حديثها مقطّع بين الأكل والماء والمساندة والتفاؤل.. قالت إنها نسيت أن تأكل منذ الرابعة صباحا حين غادرت العاصمة نحو قفصة”.
 
وحين عينت جلسة لمحاكمة خليفي، حضر أكثر من مئة وخمسين محاميا. كانت النصراوي أول المترافعين. عندما بدأت الكلام بصوتها الرقيق هدأت الأصوات في القاعة. بدت مرافعتها كمحاضرة في أصول التعذيب الجسدي والنفسي، وعن دلالات الصفع على الأذن اليسرى. كانت تصرخ أن “النظام يريدنا أن نسمع باليمين فقط، وأن الضرب على الأعضاء التناسلية محاولة لقطع خصوبة المناضلين والنضال، هو ضرب لرجولة شرقية متخلفة”.
 
فصّلت حديثا عذبا موجعا، ومن خلفها وقف الراحل شكري بلعيد، الذي اغتيل يوم 6 فبراير 2013 يتمتم “اللعنة. من أين تأتي بهذا الكلام؟”. أعاد خليفي سرد نص المرافعة التي حفظها عن ظهر قلب، وبمجرد عودته إلى الغرفة السجنية بعد صدور الحكم خطها في كراساته ليحفظ لنساء بلاده مجدهن.
 
 

آخر الأخبار

المدرسة العمومية في تونس بين الالتزامات الدستورية وانتهاكات الحق في التعليم: ألم يحن الوقت من أجل اقتصاد قائم على الحقوق؟

المدرسة العمومية في تونس بين الالتزامات الدستورية وانتهاكات الحق في التعليم: ألم يحن الوقت من أجل اقتصاد قائم على الحقوق؟

"موتوكوب" تحتفي بمرور 105 سنة من الريادة وتطلق مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة، اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة

"موتوكوب" تحتفي بمرور 105 سنة من الريادة وتطلق مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة، اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة

🟥 12 مليار تُنعش خزائن الإفريقي ومشروع الطرابلسي ينطلق بنُظُم نظيفة ولا عودة للفاسدين

🟥 12 مليار تُنعش خزائن الإفريقي ومشروع الطرابلسي ينطلق بنُظُم نظيفة ولا عودة للفاسدين

💔 راضية النصراوي على سرير المرض... أيقونة النضال تواجه المعركة الأصعب!

💔 راضية النصراوي على سرير المرض... أيقونة النضال تواجه المعركة الأصعب!

🎟️ وائل جسار يُشعل الحمامات قبل الموعد: تذاكر تنفد في ساعات وحفل منتظر يُعلن ليلة من العشق والطرب!

🎟️ وائل جسار يُشعل الحمامات قبل الموعد: تذاكر تنفد في ساعات وحفل منتظر يُعلن ليلة من العشق والطرب!

Please publish modules in offcanvas position.