اختر لغتك

حكومة الرئيس في تونس توافق واسع لعزل النهضة

حكومة الرئيس في تونس توافق واسع لعزل النهضة

حكومة الرئيس في تونس توافق واسع لعزل النهضة - حل سحري

حل سحري
 
بقطع النظر عن نجاح الشاهد في الحصول على ثقة الحلفاء الجدد، فإن السؤال المهم هنا: كيف يتم تحديد برنامج حكومة الرئيس، هل المرجع التوافقات الأخيرة التي تم التوصل إليها بين “النهضة” و”التيار” و”حركة الشعب” و”تحيا تونس”، ضمن سقف “قوى الثورة”، أم سيتم تطبيق برنامج الرئيس سعيد الذي قدمه في شكل عناوين مقتضبة خلال حملته الانتخابية؟ وهل أن حكومة الرئيس ستحوز على ثقة الأطراف الاجتماعية ودوائر المال والنفوذ التي تنتظر إصلاحات دافعة للاقتصاد ورجال الأعمال وليس حكومة تفتح المجال لحرب على الفساد قد تتحول إلى تصفية حسابات؟
 
سيكتشف الحلفاء المحيطون بحكومة الرئيس أن لقاءهم سياسي ظرفي وأنهم لا يمتلكون مقومات تحالف حكومي حول برامج مشتركة، وأن الهدف الأول لفكرة هذه الحكومة هو إرباك النهضة ووضعها بمواجهة سعيد، فضلا عن جذب أنصار الرئيس والاستفادة من شعبيته لأحزاب أغلبيتها حصلت على مقاعدها البرلمانية بأكبر البقايا.
 
ونعتقد أن حكومة الرئيس لو تحولت إلى مشروع حقيقي فستثير الخلافات بين أفكار يسارية اجتماعية وأخرى ليبرالية بنفس الحدة التي أثيرت في حكومة “النفس الثوري”، فضلا عن كونها ستسلب الأحزاب المكاسب التي حققتها في المفاوضات الأولى، حيث استأثر التيار بوزارات سيادية مهمة وكان سيضع يده على هياكل وإدارات مهمة في مكافحة الفساد والوقوف على ملفات خصومه. وكان الباب مفتوحا أمام حركة الشعب و”تحيا تونس” للحصول على حقائب خدمية مؤثرة، في ظل تنازلات النهضة وتعفف ائتلاف الكرامة عن الغنيمة الحكومية.
 
ويقول بعض أنصار حكومة الرئيس إن هدفها هو تنفيذ برنامج الرئيس قيس سعيد الذي طرحه في حملته الانتخابية، وهو رأي وإنْ كان لا يحوز على دعم الكتل النيابية بما في ذلك تلك التي بالغت في الحفاوة بالرئيس وشعبية الرئيس مثل حركة الشعب، فإن هذا البرنامج لا يطرح حلولا اقتصادية واجتماعية تفصيلية، وهو يعزو كل الحلول إلى تغيير النظام السياسي من ديمقراطية ليبرالية تقوم على التمثيلية إلى نظام يحلم بتجربة اللجان الشعبية التي تتولى تصعيد ممثلي الشعب من الأحياء والقرى المهمشة.
 
وبقطع النظر عن جاذبية هذا الانقلاب الجذري لدى فئات شعبية باتت منزعجة من ديمقراطية شكلية مفرغة من أبعادها الاجتماعية، فإن تنفيذه سيأخذ وقتا طويلا وسيدفع بالبلاد إلى خسارة الوقت في الصراعات الجانبية بدل إجراء إصلاحات اقتصادية والبحث عن سبل لحلحلة أزمة البطالة، فضلا عن أن النظام الجديد قد يعيد إنتاج نفس المشهد، وهو سيطرة حركة النهضة، وممثلي الدولة العميقة، وهما القوتان الرئيسيتان على المستوى المحلي مثلما عكست الانتخابات المحلية منذ أكثر من عام.
 
لكن الإحراج الأكبر لحكومة الرئيس أنها لا تستطيع الانقلاب على المنظومة الاقتصادية وبناء منظومة جديدة تستجيب لأحلام الرئيس وشعارات “أحزاب الثورة”، فتونس مرتبطة بشكل كامل بآليات التمويل الدولي ونظام القروض وشروط المديونية، ولا تحتاج إلى صراعات قد تدفعها إلى خسارة التمويل الدولي وثقة الداعمين في أوروبا والولايات المتحدة.
 
 
 
مختار الدبابي
كاتب وصحافي تونسي

آخر الأخبار

المدرسة العمومية في تونس بين الالتزامات الدستورية وانتهاكات الحق في التعليم: ألم يحن الوقت من أجل اقتصاد قائم على الحقوق؟

المدرسة العمومية في تونس بين الالتزامات الدستورية وانتهاكات الحق في التعليم: ألم يحن الوقت من أجل اقتصاد قائم على الحقوق؟

"موتوكوب" تحتفي بمرور 105 سنة من الريادة وتطلق مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة، اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة

"موتوكوب" تحتفي بمرور 105 سنة من الريادة وتطلق مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة، اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة

🟥 12 مليار تُنعش خزائن الإفريقي ومشروع الطرابلسي ينطلق بنُظُم نظيفة ولا عودة للفاسدين

🟥 12 مليار تُنعش خزائن الإفريقي ومشروع الطرابلسي ينطلق بنُظُم نظيفة ولا عودة للفاسدين

💔 راضية النصراوي على سرير المرض... أيقونة النضال تواجه المعركة الأصعب!

💔 راضية النصراوي على سرير المرض... أيقونة النضال تواجه المعركة الأصعب!

🎟️ وائل جسار يُشعل الحمامات قبل الموعد: تذاكر تنفد في ساعات وحفل منتظر يُعلن ليلة من العشق والطرب!

🎟️ وائل جسار يُشعل الحمامات قبل الموعد: تذاكر تنفد في ساعات وحفل منتظر يُعلن ليلة من العشق والطرب!

Please publish modules in offcanvas position.