مدينة القدس وأنحاؤها تشهد منذ الأسبوع الماضي توترا شديدا.
القدس- تجددت الأحد مواجهات بين مستوطنين إسرائيليين وفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية إثر نقل عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير مكتبه البرلماني لموقع آخر بالحي، فيما تتوقع أوساط أمنية توسع المواجهات إلى قطاع غزة بعد تهديدات أطلقتها حركة حماس المسيطرة على القطاع.
وقال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية السبت إن الاقتراب من القدس المحتلة “لعب بالنار”.
وأضاف الحية “الاقتراب من القدس هو لعب بالنار، وعلى الاحتلال أن يختار بين النار أو السلام”.
وتابع “من يرغبون بالهدوء في المنطقة عليهم أن يتحركوا لوقف عدوان الاحتلال على القدس، وإلا ما حدث في سيف القدس قد يعود في أي لحظة”.
ومعركة “سيف القدس” هي المواجهة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة وإسرائيل التي اندلعت في مايو 2021 والتي توقفت بعد وساطة مصرية.
ومنذ الأسبوع الماضي تشهد مدينة القدس وأنحاؤها توترا شديدا، إثر نصب النائب الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير خيمة على أرض فلسطينية خاصة، في حي الشيخ جراح، معتبرا إياها مكتبا له.
ورافق بن غفير العشرات من المستوطنين الإسرائيليين الذين هاجموا منازل العرب في الحي بالحجارة، ما فجّر مواجهات بين الفلسطينيين من جهة، والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
وتسود الجهات الأمنية الإسرائيلية حالة من القلق المتصاعد من حدوث تصعيد مع قطاع غزة بسبب المواجهات في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، رفضا لطرد الفلسطينيين من بيوتهم لصالح المستوطنين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن “أوساطا في جهاز الأمن تصف الأيام القريبة القادمة بأنها متوترة جدا وذات إمكانية كامنة للتصعيد، حيث تواصل القدس كونها بؤرة اشتعال من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد في قطاع غزة”.
وأضافت “التوترات والاضطرابات في الشيخ جراح، صلاة الجمعة في الأقصى، ويوم القدس، إضافة إلى الجهود التي تبذلها حماس لإشعال المنطقة؛ كل هذه الأمور من شأنها أن تؤدي إلى مواجهات قاسية”.
وقالت مصادر أمنية لصحيفة معاريف الإسرائيلية واسعة الانتشار إن “حماس تشخص فرصة في القدس، وتحاول قيادة الأمور نحو التصعيد”.
ويرى مراقبون أن حماس تحاول حاليا الحفاظ على الهدوء، وذلك بهدف تكثيف جهودها في تطوير قدراتها الصاروخية، وكذلك لاستعادة قوتها المتعلقة بالأنفاق الدفاعية والهجومية.
ويؤكد هؤلاء أنه مع ذلك فإن دروس الماضي تشير إلى إمكانية أن الأحداث بالقدس قد تؤدي إلى تصعيد ربما تدريجي من غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل تأخذ تهديدات حماس على محمل الجد وتدرك أنه يجب عليها أيضا أن تكون مستعدة لمثل هذا الاحتمال.
وبحسب التقديرات، فإن حماس عززت موقفها كجهة مدافعة عن القدس أثناء العدوان الأخير على غزة في مايو الماضي ولذلك لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال تصاعدت المواجهات في الشيخ جراح.