في هذا اليوم الذي يدعى "عيد العمال"، في زمن امتلأت فيه الساحات بالأعلام وارتفعت فيه المنابر تزاحمها الكلمات ثم انصرف الجميع إلى الاحتفاء المنمق بما يشبه طقسا سنويا تعودنا أن نحياه دون مساءلة، تقف العاملات في القطاع الفلاحي مرة أخرى على الهامش لا لأنهن أقل شأنا أو أثرا لكن لأن الصورة العامة لم تصمم لهن أصلا، وكأن الغائب عن هذا العيد هو الأكثر حضورا في ميادين الكدح فلا صوت لإحداهن يبث عبر الأثير،لا فقرة تسلط الضوء على معاناتهن في تقارير القنوات، لابند مستقل في ميزانية تفصل الأرقام كما تقصي الوجوه، فهل ما نعيشه احتفاء حقيقي بالعمل أم محض طقس يعيد إنتاج الإقصاء؟ وهل يمكننا بضمير صاف أن ندعي شمولية عيد لا يطالهن؟