ضمن الاحتفال الافتراضي بشهر التراث تحت شعار "شدّ دارك...تراثك كنز ليك ولصغارك" يسعدنا نشر مقال للزميل منصف كريمي بعنوان "تثمين التراث وتنمية السياحة الثقافية من خلال الصناعات الرقمية" ونرجو لكم الاستفادة من محتواه.
يعتبر تراث الأمم ذاكرتها التي تحفظ تاريخها ماضيا وحاضرا ومستقبلا للأجيال القادمة وهو إلى جانب ذلك مجال استثماري واعد ومهم لمساهمته في التنمية الجهوية المستدامة والاستثمار الخاص باعتباره مقوّم مهم وحيوي في دفع المجال التنموي والاستثمار فيه عبر الابتكار وبما يثمّن التراث الوطني ودوره في خدمة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي حفز الابتكار والتجديد في شتى المجالات الإبداعية كما أنه رافد مهم في دعم التنمية السياحية.
وإذ تتميّز تونس ذات التاريخ العريق والمتأصّل فان تنوّع رصيدها التراثي الوطني ببعديه المادي وغير المادي يساعد بداهة على استغلاله في دفع التنمية الاجتماعية والثقافية باعتباره مخزونا حضاريا وثقافيا يمكن استثماره في تطوير موارد القطاع السياحي عبر توظيف التكنولوجيات الحديثة في الترويج له ومزيد التعريف به عالميا وفي إطار مواكبة التطورات المعلوماتية الرقمية الحديث ومن خلال إستراتيجية تربط الفعل التراثي والثقافي بالسياحة وتقوم على :
- العمل على مزيد تثمين الموروث الحضاري والثقافي التقليدي وإبراز الخصوصيات بالبحث عن الابتكار والتجديد وتوظيفهما في المجال السياحي من خلال تثمين الاقتصاد الثقافي الاجتماعي والتضامني ومن خلال مقاربة تنطلق من الثقافة والتراث وصولا نحو تنمية الموارد الاقتصادية ذات الصلة بالسياحة والصناعات التقليدية والفلاحة والقطاعات الاستهلاكية
- تنمية الاقتصاد الثقافي الرقمي باستغلال المحامل التكنولوجية ذات الصلة بالتراث والمسالك والمتاحف والمواقع والمعالم
- مزيد تهيئة البنية الأساسية السياحية وإضفاء المعمار التقليدي الخصوصي عليها
- تعزيز البرامج الترويجية المخصصة للسياحة الثقافية بتنويع المنتوج في ظل ازدياد المنافسة بين الوجهات السياحية
- تعزيز صورة الوجهة السياحية بإحياء وتثمين التراث المادي وغير المادي
- مزيد العناية بجميع المواقع المرتبة على قائمة اليونسكو والتي تعتبر أساسية لتنمية السياحة الثقافية
- خلق خصوصية تمثيلية للتظاهرات الثقافية بما يخدم مفاهيم التفرد والتميز في تثمين تراث بلادنا.
- دعوة المعهد الوطني للتراث إلى مزيد تطوير الوعي بضرورة المحافظة على المواقع الأثرية وتحسيس الناشئة والشباب عبر مختلف الأنشطة ذات الصلة بالتراث بأهمية المخزون الثقافي وكيفية المحافظة عليه وإمكانية استثمار التكنولوجيا الحديثة من أجل تثمينه.
- العمل على إلى إقرار ثقافة راسخة في عقول الأجيال بأهمية المحافظة على المواقع الأثرية وصيانتها بجعل المواطن عبر حملة تحسيسية وطنية شريكا فاعلا في المحافظة عليها من شتى أنواع الانتهاكات التي باتت تهدد ديمومتها.
وفي هذا الإطار بات من الضروري الانطلاق في حملة إعلامية يشارك فيها المواطن والمجتمع المدني في علاقة تشاركية تشابكية مع الوزارات المعنية بقطاع المحافظة على التراث ووسائل الإعلام لحسن استغلال وتوظيف الشبكة العنكبوتية للترويج عبر شبكات التواصل الاجتماعية لثراء المخزون الأثري الحضاري التونسي ببعديه المادي واللامادي واستغلال المؤسسات التربوية والفضاءات ذات الصلة بمجال إعلام الشباب وصحافة المواطن للتحسيس بضرورة توسيع شبكة المشاركة في هذه الحملات بمختلف اللغات الحيّة وعبر:
- بعث مواقع "واب" للترويج للتراث الوطني
- استغلال مداخل البلاد على مستوى المناطق الحدودية (العابر،المطارات...) كفضاء ترويجي للتعريف عبر مطويات ولافتات وغيرها من تقنيات الإشهار الورقي الحديث بمخزوننا التراثي
- تخصيص مساحات إذاعية وتلفزية للتعريف بهذا المخزون
وتبعا لهذا التوجّه يمكن النجاح في خلق بديل سياحي جديد وهو السياحة الثقافية والفنية وسياحة الندوات والسياحة الايكولوجية بما يساهم في التعريف بمواقعنا ومعالمنا وتوفير ظروف اصطياف جديدة للسائح تقديم على تقديم خدمة زيارة المعالم والمواقع والمتاحف إلى جانب الخدمات السياحية المعتادة والكلاسيكية.
