يحتفل العالم يوم 14 فبراير من كل عام بعيد الحب أو كما يُعرف بـ يوم الفلانتين، حيث تبادل الهدايا والتهاني وعبارات الحب بينهم، ولكن هل تساءلت يومًا عن قصة الفلانتين الحقيقية وما سبب الاحتفال به. نوضح لكَ عزيزي الرجل في مقالنا هذا قصة عيد الحب الحقيقية.
قصة الفلانتين الحقيقية
تتنوع الأساطير والروايات التي تُجيب عن سؤال "ما هو عيد الحب؟"، لكن القصص بأكلمها ترجع إلى القرن الثالث الميلادي تحديدًا في عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث كان الإمبراطور كلوديوس الثاني هو الحاكم حينها.
وكانت الإمبراطورية تتعرض لهجمات القوط، ما تسبب في نقص أعداد الجنود، ولهذا أمر الإمبراطور كلوديوس الثاني بعدم الزواج بين الجنود العزاب، حتى يكونوا أقوى وأكثر استعدادًا للحروب.
ومن ثم ظهر قسيس يُدعى فالنتين أو فالنتوس حيث تحدى الإمبراطور، وساعد الشباب العزاب على الزواج في الخفاء، وإحياء قصص الحب بينهم، من دون علم الإمبراطور الظالم، وبعدها كُشف أمره، وحُبس، وأمر الإمبراطور بقطع رأسه.
أما عن الرواية الأخرى وهي أكثر الروايات تداولًا لقصة الفلانتين، وهي ترجع إلى العهد الروماني، حيث كان الرومان يحتفلون بعيد يُسمى الخصوبة يوم 15 شباط / فبراير من كل عام، وخلال الاحتفال به يقومون بمجموعة من العادات والتصرفات الغريبة التي تساهم بشكل كبير في زيادة الخصوبة.
أما عن الرواية الثالثة فهي تدور أحداثها بعد اغتيال الإمبراطور غالينوس ووقوع حروب داخلية وصلت إلى قيام المواطنين الرومان بعبادة الآلهة الوطنية واضطهاد المسيحيين، بل إجبارهم على التخلى عن معتقداتهم أو قتلهم.
وتحدى الكاهن فالنتين طلب الإمبراطور وطلب من المسيحيين عدم التخلى عن المعتقدات، بل حرص على تعليمهم الدين المسيحي، ولهذا جرى القبض عليه، والحكم عليه بالإعدام.
وخلال فترة انتظاره لتنفيذ حكم الإعدام، طلب منه السجين المجاور له الدعاء لابنته الكفيفة، وبالفعل دعا لها واستعادت الفتاة نظرها.
وخلال هذه الفترة وقع الكاهن فالنتين في حب الفتاة بحسب المؤرخين لأصل يوم الفلانتين العالمي، وعند اقتراب حكم إعدامه كتب لها رسالة بها "From Your Valentine"، وجرى تدوالها خلال العصور الوسطى إلى الآن، كتعبير عن الحب الصادق.
وفي مختلف الروايات التي ذكرها المؤرخون، تؤكد على جاذبية وبطولية شخصية الكاهن فالنتين ورومانسيته ومحبته للخير، ولهذا سُمي عيد الحب بهذا الاسم وظل الاحتفال به قائمًا حتى وقتنا.
حقيقة الاحتفال بعيد الحب
ترجع حقيقة عيد الحب إلى إعلان البابا جيلاسيوس في عام 496 بعد الميعاد اعتبار يوم 14 فبراير من كل عام بأنه أول عيد للقديس فالنتين، ولم يُعرف حينها بأنه مرتبط بالحب نهائيًا بل لإحياء ذكرى الكاهن المخلص.
وبعدها خلال العصور الوسطى خاصة في إنجلترا وفرنسا، ساد اعتقاد بأن يوم 14 فبراير يعدُّ بداية موسم تزاوج الطيور ومن هنا نشأت خلفيته الرومانسية والتعبيرية عن الحب والولاء وظل يُعرف بالاسم نفسه.
ويُصنف الشاعر الإنجليزي جيفري تشوسر أول شاعر يُسجل عيد فالنتين باعتباره يومًا للاحتفال بالرومانسية والحب، وجاء ذلك خلال قصيدته "برلمان فولس" عام 1375.
وبدأ الأزواج والأحباء بالاحتفال بعيد الحب بداية من القرن السابع عشر، وانتشر مجموعة من الهدايا كدليل على مظاهر الاحتفال من بينها الأزهار والورود خاصةً الوردة الحمراء، فضلًا على تبادل الأصدقاء البطاقات المكتوبة بخط اليد.
وبقدوم عام 1900 بدأ ظهور البطاقات المطبوعة بدلاً من الحروف المكتوبة وذلك بفضل تحسينات أدوات الطباعة، ومن حينها بدأ الأزواج تبادل البطاقات التي تعبر عن مشاعرهم للطرف الآخر.
وارتبط الاحتفال بأعياد الحب من خلال تبادل الهدايا والشوكولاته، وذلك من خلال قيام الشركات بإنتاج الشوكولاته في علب جذابة وأشكال مزخرفة، حيث تلقى الشوكولاته طلبات كبيرة خلال هذا اليوم، لأنها رمز من رموز الرقة والرومانسية.
ولم يقتصر الاحتفال بعيد الحب أو عيد فالنتين على العشاق أو الأزواج فحسب، بل يحتفل به الأصدقاء والعائلة ويتبادلون الهدايا لأنه من الأيام التي ترمز للحب والرومانسية بصفة عامة، وهي ليست مشروطة على فئة بعينها.
طرق احتفال البلاد المختلفة بعيد الحب
تتنوع عادات تقاليد كل بلد خلال الاحتفال بعيد الحب، فمنهم من ينتظره حتى يحتفل به، ومنهم من لا يُعيره اهتمامًا، وإليكَ أشكال احتفال البلاد المختلفة بعيد الحب:
1) الفلانتين في المملكة العربية السعودية:
تستعد السعودية بالاحتفال بعيد الحب من خلال تهيئة المتاجر بطلبات الورود والأزهار، فضلاً على قيام المطاعم الشهيرة والعالمية بها بابتكار طرق للمفاجآت الخاصة بعيد الحب حتى توفر طرق الاحتفال للأزواج.
فيما يقوم صائغو المجوهرات بعرض التشكيلات المميزة والقطع النادرة المُزينة بالماس والياقوت والأحجار الكريمة.
2) عيد الحب في الأرجنتين:
يُعرف عيد الحب في الأرجنتين بـ "أسبوع الحلوى"، ويستمر الاحتفال به لمدة أسبوع، وخلال هذه الفترة يجري تبادل الحلوى والشوكولاته بين الأزواج والمُحبين كتعبير عن الرومانسية والحب.
3) يوم الفلانتين في اليابان:
تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الحب في اليابان حيث تقدم النساء الهدايا للرجال وهو عكس المتعارف عليه، ومن ثم ينتظر الرجال يوم 14 مارس، ليقدموا فيه الهدايا للنساء ويُعرف بـ "اليوم الأبيض".
4) عيد الحب في إنجلترا:
تبدأ النساء بوضع خمس أوراق غار تحت الوسائد حتى تحقق أحلامهن وتحفظ لهن أزواجهن، ويتبادل فيه الأزواج الشوكولاته والحلوى كتعبير عن مشاعرهم.
5) عيد الفلانتين في الدنمارك:
تُقدر الدنمارك عيد الحب ولهذا تُقيم المهرجانات المخصصة للاحتفال به، ومن ثم يتبادل الأصدقاء الورود والشوكولاته، فضلاً على انتشار البطاقات المصنوعة يدويًّا وتبادلها مع الزهور البيضاء المضغوطة والتي تُعرف باسم "قطرات الثلج".
6) عيد الحب في مصر:
تبدأ مصر بالاحتفال بعيد الحب من خلال تهيئة متاجرهم ومدّها بالأزهار الحمراء والدمى الكبيرة باللون الأحمر والشوكولاته، ويبدأ الأشخاص بتبادل الهدايا بينهم وبين أصدقائهم أو الأزواج.
7) عيد الحب في المغرب:
لا تختلف المغرب كثيرًا خلال الاحتفال بعيد الحب حيث تبادل الهدايا والورود بين الأصدقاء والعائلة على وجه الخصوص كدلالة منهم على تقدير العائلة.
8) عيد الحب في غانا:
تحتفل البلاد بعيد الحب باعتباره اليوم العالمي للشوكولاته، وهو من الخطوات التي اتخذتها حتى تشجع على السياحة بها لأنها من أكبر الدول المنتجة للكاكاو، فضلاً على وجود العروض والمناسبات.
ويتم وضع قوائم طعام خاصة في المطاعم، وتضمين الشوكولاته في بعض المأكولات.
9) عيد الحب في فنلندا:
يتحول عيد الحب في فنلندا إلى عيد الصداقة، حيث يحتفى به بعلاقات الصداقة القوية والألفة التي تجمع بين الأصدقاء، ويتبادل الجميع الهدايا فيما بينهم تعبيرًا على ذلك.
10) عيد الحب في الفلبيين:
يعدُّ تاريخ 14 فبراير في الفلبيبن من التواريخ المميزة لإقامة حفلات الزفاف، حيث ينتظر العشاق هذا اليوم للإقبال على الزواج.
11) عيد الحب في فرنسا:
يعتقد المؤرخون أن أول بطاقة تهئنة بعيد الحب نشأت في فرنسا وذلك بعدما أرسل تشارلز رسائل حب لزوجته وهو في السجن عام 1415.
وتحتفل فرنسا بعيد الحب من خلال تزيين الساحات والمنازل والأشجار بالورود المميزة والجميلة، فضلاً على إقامة حفلات الزفاف، وعروض الزواج في هذا اليوم. وتُصنف الاحتفالات بأجمل احتفالات بعيد الحب في العالم.
أما عن البلاد التي لا تحتفل بعيد الحب فأبرزها: ماليزيا، الباكستان، إندونيسيا، الهند.
