وزير الخارجية الأميركي يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات الأوضاع في أوكرانيا وأهمية العمل على الوصول لتسوية سياسية للأزمة.
واشنطن - رفضت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ترتيب اتصالات هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الأسابيع الأخيرة، حيث سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها لاحتواء ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن الصراع الروسي-الأوكراني.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن البيت الأبيض فشل في محاولة إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رفضا طلبات الولايات المتحدة للتحدث إلى بايدن في الأسابيع الأخيرة ، حيث أصبح المسؤولون السعوديون والإماراتيون أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة في انتقادهم للولايات المتحدة.
وقال مسؤول أميركي عن المحادثات المزمعة بين ولي العهد السعودي وبايدن "كانت هناك بعض التوقعات بمكالمة هاتفية، لكنها لم تحدث". وأضاف أن "هدف الاتصال مناقشة مواضيع تقديم دعم دولي لأوكرانيا وضبط أسعار البنزين المتزايدة في العالم".
وأشارت إلى أن طلب البيت الأبيض لإجراء الاتصال لم يلق الاستجابة من البلدين السعودية والإمارات.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية خلال إدارة بايدن بسبب السياسة الأميركية في منطقة الخليج.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفترة الأخيرة تشهد علاقات سيئة بين بايدن والسعودية، وأضافت أن السعودية تطلب من إدارة بايدن المزيد من المساعدة في اليمن، ودعم أكبر بخصوص إيران، والتدخل في الدعاوى القضائية المرفوعة ضد السعوديين في الولايات المتحدة بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي إنه لا توجد خطط لبايدن وولي العهد السعودي للتحدث قريبًا، ولا توجد خطط لسفر الرئيس إلى الرياض.
وأكد يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، توتر العلاقات بين البلدين. وقال العتيبة "نجري اختبار تحمّل، لكنني على ثقة من أننا سنخرج منه ونصل إلى مكان أفضل".
وتعتبر الدولتان الخليجيتان الموردين العالميين الوحيدين الذين لديهم القدرة على ضخ المزيد من النفط لتخفيف ارتفاع الأسعار.
وأفاد مسؤولون أميركيون كبار بمجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية أنهم سافروا إلى الرياض وأبوظبي في الأسابيع الأخيرة للقيام بتمثيل أميركي مباشر.
ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن بايدن تحدث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في 9 فبراير. وأكدوا في الاتصال على الشراكة الإستراتيجية والاقتصادية لبلديهم. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن مكالمة بايدن والشيخ محمد بن زايد ستؤجل.
وأشارت إلى أن بايدن أجرى اتصالين هاتفيين مع كل من نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد رفض ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي.
وأمام حرص واشنطن على فتح قنوات اتصال مع حليفيها الخليجيين من أجل إقناعهما بضخ المزيد من النفط في ظل ارتفاعه أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة منذ 2008، كان الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الإماراتي.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) الأربعاء بأن وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد بحث خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وأضافت الوكالة أن الجانبين بحثا كذلك تطورات الأوضاع في أوكرانيا وأهمية العمل على الوصول لتسوية سياسية للأزمة.
ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا قالت فيه إن "الوزير أنتوني بلينكن ناقش خلال اتصال هاتفي مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، التعاون لتعزيز السلام والأمن في مجلس الأمن".
وأضاف البيان، أن بلينكن جدد التأكيد على قيمة التنسيق الوثيق بشأن أوكرانيا وأهمية بناء استجابة دولية قوية لدعم الديمقراطية والسيادة الأوكرانية في أعقاب الهجوم الروسي.
وبدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، رئاستها لمجلس الأمن الدولي لشهر مارس الجاري، في توقيت مشحون بالتحديات، في مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية.
ويعول العالم على قيادة دولة الإمارات للمنظمة الدولية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين في هذا التوقيت، استنادا لخبراتها وسجلها الحافل في نشر السلام ودعم الاستقرار وتعزيز الأخوة الإنسانية.
وبدأت دولة الإمارات رئاستها لمجلس الأمن الدولي بعدة أمور إجرائية ودبلوماسية وسياسية وإنسانية تؤكد للعالم عبرها أن ثقته بها والآمال المعلقة عليها في محلها.
وشدد بلينكن على التزام الولايات المتحدة بمساعدة دولة الإمارات على تعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات الخارجية من اليمن وأماكن أخرى في المنطقة.
في الأسبوع الماضي، رفضت أوبك بلاس، التي تضم روسيا، زيادة إنتاج النفط على الرغم من المناشدات الغربية. لكن التقارير عن اتصالات متجمدة تأتي مع سعي إدارة بايدن لزيادة المعروض من النفط بعد حظر واردات النفط الروسية رسميًا الثلاثاء ، مما دفع أسعار النفط إلى 130 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى في 14 عامًا.
ومع ذلك، فتحت الولايات المتحدة لأول مرة منذ سنوات قنوات دبلوماسية مع فنزويلا، حليفة روسيا والتي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم.
وأفرجت فنزويلا الثلاثاء عن مواطن أميركي كان مسجوناً مع خمسة مدراء تنفيذيين سابقين آخرين في سيتغو، الفرع الأميركي لشركة النفط الوطنية الفنزويلية (بيديفيسا)، بحسب ما أفاد محاميه، في خطوة تأتي عقب الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد أميركي إلى كراكاس في نهاية الأسبوع الماضي.
ويمكن للإفراج عن غوستافو كارديناس، الذي لم تتّضح في الحال ملابساته، أن يمثّل مؤشراً على بدء عودة الدفء إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا.