حضر مئات من رجال الأعمال الفرنسيين والأفارقة للحديث عن التعاون والشراكات والاستثمارات مع تونس، ويحلم البلد الواقع بشمال أفريقيا بأن يصبح حلقة وصل بين أوروبا وأفريقيا.
مع استضافة تونس للقاءات أفريقيا الاستثمارية، إلى جانب كل من نيروبي وأبيدجان، يطمح البلد الصغير في أن يصبح صلة وصل بين أوروبا وأفريقيا.
ووفق تقرير لإذاعة فرنسا الدولية (rfi)، نُشر أمس الخميس، حضر مئات من رجال الأعمال الفرنسيين والأفارقة مؤخرًا للحديث عن التعاون والشراكات والاستثمارات في تونس، التي يعاني اقتصادها من صعوبات جمة منذ عام 2011.
وفي ردهة الفندق الذي يستضيف المئات من المشاركين في لقاءات أفريقيا، يشعر محمد بروني بالثقة بنفسه والتفاؤل، فهذا المصرفي التونسي منذ عشرين عامًا، والذي يقيم علاقات مع المستثمرين الأجانب يقول: “تونس ليست بعيدة عن أوروبا، ولدينا ثقافة أوروبا”.
وأضاف: “صحيح أنه من السهل الاستثمار في تونس لأن تونس حلقة وصل مع أفريقيا، المستثمرون يعرفون عادات الأفارقة جيدًا”.
ويقول خبراء اقتصاد: إن هناك آفاقًا مشجعة لتونس، ولكن لا ينبغي تجاهل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها، فمعدل البطالة وصل إلى 20% والاقتصاد التونسي في حالة ركود.
ويقول علي، الذي يدير شركة للاستشارات الرقمية: “أنا لا أخفي أن غالبية الشركات التونسية، وخاصة في المجال الرقمي، تعمل في مجال التصدير، فما دام الوضع في حالة ركود هنا علينا أن نذهب إلى مكان آخر”، مضيفًا: “المشكلة مشكلة تبادل أيضًا: على سبيل المثال، في عام 2010، كان اليورو يوازي 1,700 دينار واليوم صار ثلاثة دنانير. والارتفاع متواصل”.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل سعر اليورو إلى 3,3 دينار تونسي في الربيع القادم.
ووفقًا لراضي مداب، وهو مقاول تونسي كبير يعطي 90% من دوراته في 30 دولة أفريقية، فإن تونس ليست نقطة وصل في أي شيء، وقال: “تونس لم تنتظر فرنسا حتى تنطلق لفتح أسواق أفريقية، واليوم لا يمكن أن نعتبر أفريقيا سوقًا، فهذه البلدان تسعى إلى بذل المزيد من الجهود لإنتاج أفضل، معًا يمكننا أن نستهدف العالم”.
واستشهد بالمثال الألماني الذي يمثل في اعتقاده مستقبل المغرب العربي:”اليوم، في تونس، هناك أكثر من 2300 شركة ألمانية تأتي لإنتاج عناصر يتم دمجها بعد ذلك في الإنتاج النهائي في ألمانيا، وهذا يسمح لألمانيا بأن تكون أول دولة مصدرة في العالم على نفس مستوى الصين”.
ويقول جان لويس غويغو، رئيس معهد العالم المتوسطي المستقبلي: إن”الشركات الأوروبية لا تريد أن تذهب بعيدًا جدًا، إنها تريد السيطرة على سلاسل قِيمها الاقتصادية، ومراقبة الجودة، وهكذا تضع قَدَمًا في الشمال، وقدمًا أخرى في الجنوب”.
وأضاف أن “المغرب العربي، من مصر إلى المغرب، سيكون منطقة صناعية كبيرة بعد عشر سنوات، لدى هذه البلدان سكانٌ ذوو مهارات عالية. ولديها هذا الفرح، مثل فرنسا في عام 1950”.