لا يزال القلق يسيطر على العالم من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، وفيما تصر كييف على مضيها قدماً في محاولات الانضمام لحلف شمال الأطلسي«الناتو»، توعدت مجموعة السبع بعقوبات ذات عواقب هائلة على الاقتصاد الروسي حال شنت موسكو هجوماً عسكرياً، بينما أشارت موسكو إلى أن هناك فرصاً لحل الأزمة من خلال القنوات الدبلوماسية.
وقال سفير أوكرانيا لدى بريطانيا، فاديم بريستايكو، إن بلاده لن تعيد النظر في مساعي الانضمام إلى «الناتو»، وأضاف بريستايكو في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: «لا، الأمر ليس كذلك، وأنا سعيد للغاية لأن الفرصة أتيحت لي لتوضيح موقفي».
مشيراً إلى أن تقرير هيئة الإذاعة البريطانية السابق باستعداد أوكرانيا لتقديم تنازلات لتجنّب الحرب، كان نتيجة سوء فهم لكن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أعلن أنه لا توجد حالياً أي خطط لقبول أوكرانيا في أحلاف غربية، مثل «الناتو»، وقال عقب محادثاته مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كييف «وهذا هو السبب في أن يكون غريباً إلى حد ما، ملاحظة أن الحكومة الروسية تجعل شيئاً ليس مدرجاً عملياً على الأجندة، موضوعاً لمشاكل سياسية كبرى». وأضاف «ورغم ذلك، فإن هذا هو التحدي الذي نواجهه فعلياً الآن. إنه شيء ليس بمشكلة على الإطلاق، لكن يتم جعله مشكلة الآن».
وفيما حذّرشولتس، من أن أي عدوان عسكري جديد سيؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا، قال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن بريطانيا لم تر حتى الآن ما يشير إلى أن موسكو ستعمل على خفض التصعيد.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين: «يجب أن أقول إن هناك دائماً فرصة لحل المشكلات التي تحتاج إلى حل، فرص الحوار لم تستنفد».بدوره، صرح الكرملين بأنه لا يرى أن تصريحات السفير الأوكراني لدى لندن، مؤشراً على تغيير رسمي في موقف كييف بشأن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وأضاف إنه إذا تخلت كييف عن نيتها في الحصول على عضوية الحلف.
فإن ذلك سيساعد بشكل كبير على معالجة مخاوف روسيا الأمنية. فيما أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، انتهاء بعض المناورات العسكرية، فيما أثارت التدريبات البرية والبحرية على الحدود الروسية- الأوكرانية، وفي بيلاروس، مخاوف من تصعيد عسكري. وقال لبوتين «جرت تدريبات، قسم منها انتهى، وقسم على وشك الانتهاء. هناك أخرى جارية، نظراً لحجمها».
عواقب هائلة
في الأثناء، أكّد وزراء مالية دول مجموعة السبع استعداد بلدانهم لفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي خلال مهلة قصيرة جداً، في حال شن هجوم عسكري على أوكرانيا. وأعلن وزراء مالية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان أن الأولوية الآنية هي دعم الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة، مشيرين إلى أن أي عدوان عسكري روسي جديد ضد أوكرانيا سيقابل برد سريع وفعّال.
على صعيد متصل، ذكرت وكالة رويترز، أن طائرة عسكرية ألمانية تحمل تعزيزات من الجنود هبطت في مطار كاوناس في ليتوانيا، في أولى العمليات المزمعة لنشر قوات من دول «الناتو». إلى ذلك،أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن بلاده قررت نقل سفارتها لدى أوكرانيا من كييف إلى لفيف في غرب البلاد، في مواجهة «التسارع اللافت» لانتشار القوات الروسية عند الحدود.
