الرئيس الأوكراني يؤكد أنّ القوات الروسية تمكنت من السيطرة على مطار عسكري على مشارف العاصمة كييف، متعهّدا باستعادته.
كييف - كشف مسؤول عسكري أميركي كبير اليوم الخميس أن القوات الروسية تتجه نحو العاصمة الأوكرانية كييف، مؤكدا سعي موسكو للسيطرة على المدن ذات الكثافة السكانية، بعد إطلاق عمليتها العسكرية الشاملة.
وأكد المسؤول الأميركي أن الجيش الروسي يتحرك بهدف إسقاط الحكومة الأوكرانية وتغيير الواقع السياسي في كييف، مشيرا إلى أن التحركات العسكرية الحالية هي بداية لغزو واسع النطاق.
وأفاد المسؤول العسكري بأن الولايات المتحدة ترى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يهدف إلى قطع رأس الحكومة الأوكرانية، وأن أحد محاور الهجوم الرئيسية الثلاثة يتركز على العاصمة كييف.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، "المؤشرات التي رأيناها حتى الآن في الساعات الأولى فقط، وقبل حتى الاثنتي عشرة ساعة الأولى، تتماشى مع تقييمنا السابق وهو أن هدف الغزو سيكون قطع رأس هذه الحكومة".
وأوضح أن تحركات القوات الروسية حاليا تبدو في سياق مرحلة أولية لغزو واسع النطاق، حيث تضمنت أكثر من 100 صاروخ أطلقتها روسيا، من بينها صواريخ كروز وصواريخ أرض - جو وصواريخ يتم إطلاقها من البحر.
وأضاف أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أي هجمات برمائية من قبل القوات الروسية، لكنها استخدمت نحو 75 طائرة حربية في المرحلة الأولى من الغزو.
وتابع "الأهداف حتى الآن... ركزت بشكل أساسي على الدفاعات العسكرية والجوية. لذلك تم استهداف الثكنات ومستودعات الذخيرة وحوالي 10 مطارات"، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تتمكن بعدُ من تحديد حجم الخسائر البشرية أو الأضرار.
وتأتي هذه المعطيات بينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ القوات الروسية تمكنت من السيطرة على مطار عسكري على مشارف العاصمة كييف، متعهّدا باستعادته.
وأكد زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أنّ القوات الروسية سيطرت على المطار، لكنّ القوات الأوكرانية "صدّت" إنزالا لمظلّيين في غوستوميل، حيث يقع المطار و"تلقّت الأمر بتدميرهم".
وقالت السلطات العسكرية الأوكرانية إن 20 طائرة هليكوبتر روسية أنزلت مظليين عند مطار غوستوميل في منطقة كييف، حيث تقاتل قوات من الجانبين للسيطرة على المطار.
كما أعلنت السلطات الأوكرانية أنها فقدت السيطرة على مناطق في جنوب البلاد.
وبحسب ما ذكره مسؤولون محليون، لم تعد منطقتا خيرسون وهنيشيسك تخضعان لسيطرة أوكرانيا.
وبحسب مصادر أوكرانية، انتزعت القوات الروسية السيطرة على قناة مائية ومحطة طاقة كهرومائية في الجنوب. وثمة مخاوف من أن تقوم روسيا بغزو مدينة أوديسا على البحر الأسود.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن قواتها تمكنت من تدمير 74 منشأة عسكرية في أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان إن الضربات الروسية "أخرجت 74 منشأة عسكرية برية أوكرانية من الخدمة"، مشيرة إلى أن من بين المنشآت المستهدفة 11 مهبط طائرات.
وأضافت أن القوات الروسية دمرت أيضا ثلاثة مراكز لقيادة عمليات عسكرية أوكرانية.
لكن الجانب الأوكراني يؤكد أنه ألحق أضرارا بالجيش الروسي، وأنه تمكن من إلقاء القبض على جنديين روسيين وإسقاط عدد من المروحيات وقتل عدد من الجنود.
ويبدو أن ميزان القوى العسكري الميداني يميل بشكل كبير إلى روسيا، إذ تتمتع بقدرات ساحقة بالمقارنة مع أوكرانيا التي تملك منظومة دفاع جوي ضعيفة، رغم المساعدات العسكرية المتزايدة من الغرب، بحسب تقييم "ميليتاري بالنس" الذي ينشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني.
وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أنّ بلاده لم يكن أمامها "أي سبيل آخر" للدفاع عن نفسها سوى شنّ هجوم عسكري على جارتها أوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع عقده في الكرملين مع رجال أعمال وبثّه التلفزيون إنّ "ما يجري حاليا هو إجراء قسري، لأنّهم لم يتركوا لنا أيّ سبيل آخر للتحرك بشكل مختلف".
لكن بوتين يواجه احتجاجات داخلية، حيث قالت منظمة تراقب الاحتجاجات إن الشرطة الروسية اعتقلت ما لا يقل عن 389 شخصا في احتجاجات مناهضة للحرب، جرت في 39 مدينة روسية اليوم الخميس.
وتصاعد الرفض الغربي للهجوم العسكري الروسي، وسط توقعات بفرض المزيد من العقوبات على الاقتصاد الروسي، بينما شهدت العملة الروسية انهيارا على وقع الاجتياح.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيعقد قمة عبر الفيديو الجمعة، مخصّصة للهجوم الروسي على أوكرانيا، مشيرا إلى أن الناتو فعّل "خططه الدفاعية" لنشر قوات إضافية في الدول الأعضاء.
وقال ستولتنبرغ بعد اجتماع طارئ لسفراء دول الحلف، "دعونا إلى قمة عبر الفيديو غدا (الجمعة) لتحليل المسار الذي يجب سلوكه، وفعّلنا الخطط الدفاعية بهدف التمكن من نشر قدرات قوة الردّ، حيث يلزم الأمر".
وأوضح أن "الناتو ليست لديه قوات في أوكرانيا، وليست لديه أي خطط لإرسال قوات إلى هذا البلد".
وتابع "لقد عززنا وجودنا في شرق أوروبا منذ أسابيع. لدينا الآلاف من الجنود وسنرسل المزيد من القوات في الأيام المقبلة".
وتحدث ستولتنبرغ عن "إرسال عناصر" من قوة الردّ التابعة للناتو، والتي تضمّ 40 ألف جندي ولديها قوة عمل مشتركة عالية الجهوزية مؤلفة من ثمانية آلاف عسكري، بينهم سبعة آلاف فرنسي، مع وحدة جوية موضوعة حاليا تحت القيادة الفرنسية.
وذكّر بأن "هذا الانتشار يهدف إلى منع حصول هجوم. مهمة الناتو دفاعية ونحذّر من أن أي هجوم ضد أحد أعضاء الحلف سيُعتبر بمثابة هجوم ضدنا جميعا".
وقال "اللحظة خطرة على صعيد الأمن في أوروبا"، مضيفا أن روسيا تقوم بـ"عمل حربي وحشي" ضد أوكرانيا و"لدينا حرب في أوروبا".
واعتبر أن "روسيا تشنّ غزوا متعمدا بدم بارد ومخطط له منذ وقت طويل، رغم وابل من النفي والأكاذيب".