تحت شعار "مكافحة الفساد: مسار تشاركي"تنظّم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالشراكة مع وزراة الشؤون الثقافية ووزارة التربية وبدعم من شركائها الدوليين الماليين والفنيين وهم مجلس أوروبا ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومركز جنيف لإدارة قطاع الأمن وبإشراف رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد يوسف الشاهد يومي غد 8 و9 ديسمبر الجاري فعاليات المؤتمر الوطني الرابع لمكافحة الفساد وذلك بمدينة الثقافة بتونس وهو مؤتمر يهدف إلى التعرض لدور المشاركة المجتمعية في نشر ثقافة النزاهة والمساءلة ومدى تأثيرها على السلوك ويتضمّن برنامجه تقديم شهادات من المجتمع المدني في تثقيف النزاهة وتقديم المقاربة السلوكية كآلية مبتكرة لدعم النزاهة وتحديد دور الأطفال المنتخبون في ترسيخ قيم النزاهة للحد من مخاطر الفساد.
وستتم خلال فعاليات هذا المؤتمر الإشادة بتجربة خلية الحوكمة بوزارة الشؤون الثقافية ممثّلة في شخص رئيسها الزميل والصديق السيد فتحي باباي باعتبارها كانت سبّاقة ضمن خلايا الحوكمة ببقية الوزارات في الالتزام بتحقيق بنود الإستراتيجية الوطنية للحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد والتي وضعتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كما قامت وزارة الشؤون الثقافية في مجال الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد في المجال الثقافي بدعم برامج الهيئة سالفة الذكر في ترسيخ ونشر ثقافة مقاومة الفساد من خلال عدد هام من التظاهرات الثقافية ذات الصلة ومن خلال الحملات التحسيسية ذات العلاقة خلال التظاهرات والمهرجانات الثقافية على المستويين الوطني والجهوي والمحلي وبالمناسبة سيقدّم السيد فتحي باباي مداخلة ذات صلة وذلك يوم 9 ديسمبر الجاري.
وسيشهد المؤتمر في يومه الأول تنظيم ورشة رسوم فنية حول مكافحة الفساد بريشة المجتمع المدني فكتابة كلمة ضد الفساد من قبل كل المشاركين والحاضرين لأشغال هذا المؤتمر وذلك على لافتة تذكارية وبعد الاستماع الى النشيد الرسمي التونسي يؤدي كورال نادي المواطنة للمدرسة الابتدائية"ابن خلدون"بتستور من ولاية باجة ثم يلقي كل من العميد شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية والسيد حاتم بن سالم وزير التربية كلمات افتتاح المؤتمر.
وإثر ذلك يلقي رئيس بلدية الطفل بمدينة سليمان كلمة بعنوان"بلدية الطفل شريك فاعل في مكافحة الفساد"ثم يقدّم رئيس برلمان الطفل كلمة بعنوان"دور برلمان الطفل في مكافحة الفساد".
وضمن محور "المشاركة المجتمعية ومكافحة الفساد:نحو تغيير السلوك"وبتسيير للجلسة من قبل السيدة شيماء بوهلال يقدّم السيد سليم بن عبد الله وهو مختص في علم الاجتماع مداخلة بعنوان"من أجل مواطنة مسؤولة في مكافحة الفساد"كما تقدّم السيدة حنان زبيس وهي صحفية استسقائية مداخلة بعنوان"دور الصحافة الاستسقائية في تنمية ثقافة المحاسبة"ثم يقدّم السيد عبد الكريم الحيزاوي وهو أستاذ جامعي ورئيس مركز تطوير الاعلام مداخلة بعنوان"تجربة صحافة المواطنة من أجل حوكمة محلية رشيدة" ثم يقدّم السيد شرف الدين اليعقوبي وهو رئيس جمعية "أنشر"مداخلة بعنوان"مشاركة المجتمع المدني في دعم النزاهة في السياسات العامة"تليها مداخلة السيدة ايمان غيضاوي وهي باحثة مختصة في التدريب السلوكي بعنوان"المقاربة السلوكية كآلية مبتكرة لدعم النزاهة"ثم يتم عرض الفيلم القصير الفائز في الملتقى الدولي لفيلم مكافحة الفساد"بو العيلة"لمرتضى الغنوشي.
وضمن محور "المشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد،دور اليافعين واليافعات" وفي تسيير للسيدة ريم الحمروني يقدّم تلامذة نادي المسرح بالمدرسة الابتدائية"الحفصية"بالمرناقية من ولاية منوبة عرضا مسرحيا يلية عرض اخر من انتاج تلامذة نادي المواطنة بالمدرسة الاعدادية بمرناق من ولاية بن عروس فتنظيم جلسة حوار بعنوان"أطفال منتخبون ضد الفساد"وحول دور الطفل المنتخب في ترسيخ فهم قيم النزاهة للحد من مخاطر الفساد فاختتام اليوم الاول من المؤتمر بعرض من تقديم تلامذة المدرسة الابتدائية"الحفصية"بالمرناقية من ولاية منوبة.
ويوم 9 ديسمبر الجاري وبأحد النزل بضاحية قمرت يتم افتتاح معرض رسوم فنية حول مكافحة الفساد بريشة المجتمع المدني ثم يتلى النشيد الرسمي في جلسة تشرف على تسييرها السيد وائل التكبري ويقدّم خلالها العميد شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والسيد يوسف بوزاخر رئيس المجلس الاعلى للقضاء كلمة تقبعما كلمة السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة والذي سيعلن عن الافتتاح الرسمي عن فعاليات المؤتمر ثم تنتظم أشغال الجلسة الاولى له بتسيير من السيدة منية ابراهيم وهي جلسة تتعلّق بـ"الاستراتيجية الوطنية للحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد- المنج التشاركي لتنفيذ مبادرات خطة عملها 2019/2020"وهي استراتيجية تفرعت الى 71 مبادرة استرتيجية ذات أولوية رسمت ضمن خطة عملها الثانية 2019/2020 ليتولى تفعيلها 71 متدخلا من قطاعات مختلفة حكومية وغيرها وتهدف هذه الجلسة الى تسليط الضوء على أهم مبادرات خطة عمل هذه الاستراتيجية وغايات تفعيلها وطابعها التشاركي لتحقيق الاهداف المرجوّة وذلك من تدخّلات كل من العميد شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والسيد وليد الفهري مدير بمصالح الحوكمة برئاسة الحكومة والسيدة حياة بن حمودة عضو بالمجلس الاعلى للقضاء والسيد عبد الباسط الفريضي وهو عضو بنقابة الصحفيين التونسيين وممثّل عن مجلس نواب الشعب.
وضمن المحور الثاني للمؤتمر والمتعلّق بـ"المحاسبة ومكافحة الافلات من العقاب لتحقيق العدالة"تقدّم مداخلات لكل من ممثّل عن القطب القضائي الاقتصادي والمالي وممثّل عن محكمة المحاسبات والمكلّف العام بنزاعات الدولة وممثّل عن ادارة الشؤون الجزائية بوزارة العدل والسيد محمد العياري عضو مجلس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ليؤكدوا من خلال تدخلاتهم ان تونس وفي ظرف تشهده نحو استكمال مسارها الديمقراطي بات عليها من الحتمي فرض سيادة القانون وصون الحقوق والحريات والحد من ظاهرة الافلات من العقاب من خلال تدعيم الاليات الوطنية لمكافحة الافلات من العقاب وضمان المحاسبة بموجب القانون باعتبارهم من روافد تحقيق العدالة وفي هذا الاطار يعدّ القضاء الجهة الموكول إليها تنفيذ العدالة من خلال فرضها الحماية الجزائية على جميع افراد المجتمع وتعقّب مرتكبي جرائم الفساد ومحاكمتهم محاكمة عادلة.
وضمن المحور الثالث للمؤتمر والمتعلّق بـ"التصريح بالمكاسب والمصالح ومكافحة الاثراء غير المشروع وتضارب المصالح بين التطبيق والتحديات" وضمن جلسة تترأسها السيدة شيماء بوهلال يقدّم كل من السيدة نادية السعيدي عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والسيد فتحي باباي المدير العام للحوكمة بوزارة الشؤون الثقافية والسيد ناجي البغوري نقيب الصحفيين التونسيين والسيد يوسف بن تيلي عن جمعية البوصلة مداخلات تتعلّق بعرض تجارب الهياكل المشرفين عليها في ما يتعلّق بمحور الاهتمام ذلك أنه بعد مرور سنة على اصدار القانون عدد 46 المؤرّخ في 1 أوت 2018 والمتعلّق بـ"التصريح بالمكاسب والمصالح ومكافحة الاثراء غير المشروع وتضارب المصالح"كان لابدّ من تقييم التجربة خاصة على مستوى احترامه من قبل الاطراف المتدخلة والمعنية به حيث أفرزت التجربة تفاوتا في الالتزام بأحكام القانون وهو ما سجّلته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لفائدة الهياكل العمومية مقابل التفاعل المحتشم للهياكل غير العمومية كما برزت في الأثناء إشكاليات قانونية بالاضافة الى صعوبات اجرائية ومادية على مستوى تطبيق بعض أحكام هذا القانون.
وبمحور رابع بعنوان"تعزيز النزاهة محور أساسي في الاستراتيجيات القطاعية"ومن خلال جلسة يرأسها السيد مصطفي باللطيف وهو أستاذ تعليم عالي بكلية الحقوق والعلوم الانسانية بتونس تتوّج أشغال هذا المؤتمر وخلال هذه الجلسة الاخيرة تقدّم مداخلات ذات علاقة بهذا المحور وذلك من قبل السيدة مفيدة بلغيث وهي مستشارة قانونية بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وممثّل عن وزارة الصحة وعن الادارة العامة للديوانة التونسية وعن وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الادارة والسياسات العمومية ذلك أنه من التحديات المطروحة حاليا هو تفعيل الجهود الوطنية لتعزيز لنزاهة ومكافحة الفساد من خلال بناء استراتيجيات قطاعية لغاية حوكمة القطاع من جهة ومن جهة ثانية تفعيل مبادرات تعنى مباشرة بتعزيز النزاهة داخل القطاعات المعنية والتي تسهم في تفعيل العمل على تصميمها وتنفيذها كآلية للتوقي من مخاطر الفساد من خلال مقاربة تشمل معالجة نقاط الضعف في آليات الادارة وتوسيع المشاركة وتحسين الاداء حيث تعتبر الاستراتيجيات القطاعية وسيلة وليست غاية في حد ذاتها كما ان مراقبة وتقييم تنفيذها هو المقياس الحقيقي للنزاهة القطاعية.
