تحسب لوزيرة الشؤون الثقافية السيدة شيراز العتيري حسن اختيار رجل المسرح والمبدع الحكواتي الاستاذ هشام درويش وتكليفه في بلاغ صدر أمس الاول 22 افريل الجاري بالاشراف على تسيير المركز الوطني للاتصال الثقافي وهو هيكل اعلامي مهم على مستوى الوزارة وعملها ذي الصلة بالاعلام الثقافي.
هو اختيار صائب وسيكون ناجعا باعتبار ان المسؤول الاول عن تسيير هذا المرفق العمومي اشتغل لسنوات منتجا اذاعيا وتلفزيا وله تجربة سابقة في التنسيط التلفزي واشتغل في الوسط الجامعي وضمن هياكل وزارة المرأة وله تجربة ثريّة ذات صلة بالتنشيط الثقافي والتظاهرات الثقافية خاصة في فترة اشتغاله بكل من المندوبية الجهوية لللشؤون الثقافية ببن عروس وبادارة الشؤون الجهوية بوزارة الشؤون الثقافية بخطة كاهية مدير ادارة مركزية وعرف اعلاميا بتطويعه للأمثال الشعبية كفنان مسرحي طوّع الحكاية والمثل الشعبي وتحت عنوان "ناس بكري قالوا..." لمقتضيات تطوّر العصر وبما يلائم المتقبّل وخاصة الطفل وعائلته والفئات ذات الخصوصية ذلك انه في إطار ما يكفله الدستور التونسي من حق الجميع في الثقافة فقد اطلق مشروعا بعنوان “في الإشارة حكاية” انطلق من فكرة تقوم على جملة من المقاربات الحقوقية الثقافية والاجتماعية التي تضمن الحق لفئة الصم من الولوج الى فهم كل مكونات التراث الثقافي الشفوي التونسي من أمثال وحكايات شعبية بما تتضمنه من حكم وعبر كونية من خلال ترجمتها إلى لغة الإشارة وذلك بالشراكة والتعاون مع جمعية مترجمي لغة الإشارة بما يتيح للصم فهمها والتفاعل معها، وتتمثل المضامين المترجمة في حكايات شعبية من التراث العالمي تم اقتباسها إلى الدارجة التونسية من قبله حتى تستجيب اكثر لخصوصية المجتمع التونسي.
هشام درويش هو خريج المعهد العالي للتنشيط الثقافي ضمن دفعة من الطلبة يجمعهم هاجس الابداع سواء في المسرح الجامعي او في العمل الاذاعي بدأت مسيرته الاعلامية مع مدرسة الاعلام التونسي والعربي المرحوم نجيب الخطاب ضمن منوعة "الدنيا تغني" عام 1996 مع الاديب والسيناريست محسن بن نفيسة ومجموعة "اولاد باب الله" آنذاك وهو ما مكّنه من اكتشاف عالم صندوق العجب من الداخل.
الى جانب المشاركة ككرونيكور في برنامج "نوار عشية" بالاذاعة الوطنية من خلال فقرة قارة تعنى بالشان الثقافي والاجتماعي و“خدمة نظيفة” مع الاعلامي المتميز معز الغربي موسم 2015/2016 والمشاركة بالتاليف والتمثيل مع المسرحي ناصر العكرمي لسلسلة اذاعية كوميدية بالاذاعة الخاصة راديو 6 في رمضان 2016 وتمت المشاركة بها في المسابقة الرسمية للدورة 18 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفيزيون في افريل 2017 والمشاركة في منوعة مشموم الفل في قناة الزيتونة الفضائية من خلال الفقرة القارة "نقشات رمضان" سنة 2017 وسيصدر للفنان هشام درويش قريبا عن دار نقوش عربية كتابا حول الحكاية الشعبية.
وأكيد ننتظر من الاستاذ هشام درويش الاشتغال على مزيد الانفتاح الميداني للمركز على الجهات في مجال الاتصال الثقافي والتنمية الثقافية خصوصا بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية التي يتوفّر بها رؤساء مصالح مختصين في الاعلام والاتصال كما ينتظر منه الاشتغال وفق استراتيجية تقوم على تكوين الفاعلين الثقافيين في ميداني التوثيق والاعلام والاتصال والتنسيق مع الاعلاميين ومختلف الوسائط المتعدّدة للاتصال كما ينتظر منه هؤلاء العمل على اعادة سلسلة "ذاكرة وابداع" والتي توثق للذاكرة الوطنية وتعرف بالمبدعين التونسيين وبأعمالهم وبما ينسجم مع سياسة وزارة الشؤون الثقافية في العناية بالذاكرة الثقافية التونسية توثيقا واحياء وخطة لبعث نواد تكوينية للاعلام الثقافي لروّاد دور الثقافة والمكتبات العمومية.
