اختر لغتك

الغنوشي يهرب من الإعلام التونسي إلى الأناضول

الغنوشي يهرب من الإعلام التونسي إلى الأناضول

الغنوشي يهرب من الإعلام التونسي إلى الأناضول

رئيس حركة النهضة يستقوي بتركيا في مواجهة انتقادات أدائه كرئيس للبرلمان.
 
تونس - أثار لجوء راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة إلى وكالة الأناضول الرسمية التركية للرد على الانتقادات لأدائه كرئيس للبرلمان، والسطو على مهام رئيس الدولة قيس سعيد ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، موجة من الاستياء في الساحة الإعلامية التونسية في ما وصف بأنه استقواء بالإعلام التركي بدل الالتجاء إلى الصحافة الوطنية التي هي المكان الطبيعي للحوار في قضايا ذات بعد محلي.
 
واعتبر نشطاء تونسيون على مواقع التواصل أن الغنوشي ينظر باستعلاء إلى المشهد السياسي والإعلامي في تونس، وإلا ما كان لجأ إلى وكالة منحازة إلى سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي سياسات تقابل بغضب واسع في تونس وفي شمال أفريقيا، متسائلين هل أن الغنوشي وضع نفسه في ركب أردوغان وسياساته الاستعمارية في المنطقة، والتي لا شك انها سترتد بالسلب على تونس، أم أن التمسك بالخطأ يدفع الغنوشي إلى الهروب إلى الأمام بمعاداة شريحة واسعة من التونسيين ودول الجوار.
 
ولم يبادر الغنوشي إلى إطلاق تصريحات تساهم في التهدئة وإظهار حسن النوايا سواء مع رئيس الجمهورية أو مع الفرقاء السياسيين بعد التجاوزات الكثيرة التي قام بها في اتصالاته وتحركاته الخارجية ما اعتبر تحديا للمؤسسات الرسمية.
 
وعلى العكس، استبق رئيس حركة النهضة الجلسة البرلمانية العامة، المُقرر عقدها الأربعاء، تتضمن في أحد نقاطها سحب الثقة منه، وانتخاب رئيس جديد للبرلمان، بالعودة إلى النفخ في رماد "التوافقات" و "التفاهمات".
 
وسعى الغنوشي إلى فتح نافذة حملت الكثير من المُغالطات، حيث ركز فيها على أهمية "التوافقات" و"التفاهمات" و"القواسم المشتركة"، وغيرها من المصطلحات التي تحمل مضامين سياسية يحتاجها المشهد العام في البلاد، والحال أن تلك المفاهيم تبدو بعيدة المنال في الوقت الراهن لاعتبارات تتعلق بالأساس بعدم رغبته هو في تحمل تبعاتها.
 
واعتبر رئيس البرلمان في تصريحاته للأناضول أنه "من المفروض أن تتجه كل القوى إلى سد هذا الفراغ من خلال البحث عن توافقات واسعة، وتعزيز المشتركات بين القوى الوطنية، حتى نتجنب الفراغ وتمر حكومة تحظى باتفاق واسع"، واصفا الدعوات إلى حل البرلمان بأنها "دعوات فوضى واستقواء بالشارع، وركوب على مشكلات حقيقية خاصة بعد جائحة كورونا".
 
وتابع قائلا "ستظل مثل هذه الدعوات خارج السياق الدستوري، فتلتقي موضوعيا مع الفوضى التي تهدد كيان الدولة ومصالح الشعب"، لافتا في نفس الوقت إلى أن تونس "تُجابه تحديات غير مسبوقة، ولن نستطيع مجابهة هذه التحديات إلا بحكومة يحكمها تضامن وتآزر حقيقي، وحولها حزام سياسي واسع يسندها".
 
ودفعت هذه التصريحات زهير حمدي، الأمين العام لحزب التيار الشعبي التونسي إلى القول إن التوافق الذي عاد الغنوشي لينادي به هو لعبة قديمة جديدة كلما ضاق الخناق على حركته الاخوانية".
 
وقال حمدي لـ"العرب" إن ما ذهب إليه الغنوشي، في تصريحاته لوكالة الأنباء الرسمية التركية، "هو تكتيك لم يعد ينطلي على التونسيين، و(أن) كلمة التوافق في حد ذاتها عندما تصدر عنه تبقى كلمة مرفوضة ومغشوشة، لأن الهدف منها بالنسبة للغنوشي وحركته "هو ربح الوقت لمزيد التمكين وانتظار متغيرات إقليمية ودولية لصالحه وصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين".
 
ولم يفت الغنوشي إبداء أسفه من أن "البعض لا يزال مسكونا بالمعارك الوهمية، وأغلبها يعود إلى رؤى أيديولوجية واعتبارات مصلحية ضيقة"، داعيا جميع الأطراف إلى "رفع درجة الوعي بما يتهدد البلاد"، وذلك في إشارة إلى الخلافات المُتصاعدة داخل الائتلاف الحكومي، وخاصة بين حركة النهضة، وحزب التيار الديمقراطي، وحركة الشعب.
 
وشدد حمدي في تصريحه لـ"العرب"، على أن تونس "تحتاج رؤية وطنية جديدة للإنقاذ والبناء تُراجع مسار ما سمي بالتوافق نهائيا، فلا يمكن بناء مشروع وطني حقيقي يحقق طموحات التونسيين بالتلفيق بين مجموعات متنافرة وحركة إخوانية ولائها للخارج قبل الداخل، فأن تمجد النهضة والغنوشي الاحتلال التركي لليبيا وتدعم استقواء إخوانهم به على بقية الشعب الليبي هذا وحده كافي ليجعل من دعوة الغنوشي باطلة".
 
ودعا في المقابل، إلى "إرساء وحدة وطنية على قاعدة تغييرات جذرية تشمل المنظومة السياسية التي أرسيت لمصلحة الإخوان ومشتقاتهم ومراجعة السياسة الخارجية لتكون داعمة لمشروع التنمية وليست قيدا عليه، سياسة خارجية تعيد لتونس دورها العربي والمغاربي والأفريقي وتبني علاقاتها وفق مصالحها بعيدا عن أجندات الغنوشي والإخوان المسلمين التي رهنت السياسة الخارجية وكبلتها".
 
ومع ذلك، يُواصل الغنوشي محاولاته المكشوفة لتغيير صورته إلى حدود المغالطة في التفاصيل كما في المضمون رغم فشله المُتكرر في تسويق حيثيات الصورة التي يريد الظهور بها، خاصة وانه يُدرك جيدا انه ليس شخصية توافقية، ولن يكون كذلك مهما كانت الأوهام الذي تراوده التي تبقى دون شك ناتجة عن خطأ في حساباته السياسية.
 
 
الجمعي قاسمي
صحافي تونسي
 
 

آخر الأخبار

مفتش بمديرية التجارة في الجزائر يفارق الحياة بعد اعتداء جسدي من جارته

مفتش بمديرية التجارة في الجزائر يفارق الحياة بعد اعتداء جسدي من جارته

براكاج في باردو: النيابة العمومية بتونس تأمر بالاحتفاظ بشاب بتهمة الاعتداء والسرقة

براكاج في باردو: النيابة العمومية بتونس تأمر بالاحتفاظ بشاب بتهمة الاعتداء والسرقة

الإصابة تبعد حمزة الخضراوي عن التمارين لمدة 10 أيام

الإصابة تبعد حمزة الخضراوي عن التمارين لمدة 10 أيام

النادي الإفريقي يواجه رفض الجامعة الكونغولية ويستعد لتأهيل اللاعب كينزومبي عبر الفيفا

النادي الإفريقي يواجه رفض الجامعة الكونغولية ويستعد لتأهيل اللاعب كينزومبي عبر الفيفا

اتحاد بن قردان يدافع عن موقفه في ملف إثارة النادي الإفريقي: واثقون من عدم خسارة النقاط

اتحاد بن قردان يدافع عن موقفه في ملف إثارة النادي الإفريقي: واثقون من عدم خسارة النقاط

Please publish modules in offcanvas position.