اختر لغتك

صفاقس تغرق في النفايات وغياب الخدمات

صفاقس تغرق في النفايات وغياب الخدمات

صفاقس تغرق في النفايات وغياب الخدمات

أعوان وإطارات المستشفى الجامعي الهادي شاكر يحمّلون البلدية ورئيسها مسؤولية استفحال الأزمة.

صفاقسـ تشهد ولاية صفاقس نقصا حادا في الخدمات، وهو ما أدى إلى تراكم النفايات وانقطاعات لا تنتهي للتيار الكهربائي والماء الصالح للشرب.

وصفاقس هي ثانية كبرى ولايات البلاد من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها 7569 كلم مربعا.

وتعتبر صفاقس العاصمة الاقتصادية، وثانية كبرى مدن البلاد بعد العاصمة تونس من حيث الكثافة السكانية، إذ يقطنها قرابة مليون نسمة.

وتعاني المدينة من عدة نقائص أبرزها “مشكلة التزود بالماء الصالح للشرب، حيث انقطع بالكامل عن الولاية 5 مرات خلال 2021، وتتراوح فترة الانقطاع الواحدة بين يومين وأسبوع”، بحسب الناشط بالمجتمع المدني زياد الملولي.

وتعيد الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه في أغلب بلاغاتها أسباب انقطاع الماء عن الولاية إلى أعمال صيانة القنوات أو العطب المفاجئ، فضلا عن النقص في مياه السدود ومحدودية الموارد الذاتية لجهة صفاقس.

كذلك تعاني صفاقس من انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، حيث سجلت خلال العام الماضي ستة انقطاعات متفرقة بحسب بلاغات الشركة التونسية للكهرباء والغاز.

وغالبا ما تزامن انقطاع التيار الكهربائي مع انقطاع الماء، في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بفايروس كورونا.

وقال أحد سكان صفاقس “في منزلي انقطع التيار الكهربائي 8 مرات خلال يوم واحد دون أي توضيح أو إعلام”.

وأضاف “للصبر حدود، لم نعد نحتمل الوضع الراهن فكل يوم نصبح على مفاجأة.. إما انقطاع الكهرباء أو الماء أو الخبز”.

أما عن معضلة تراكم النفايات فقال الناشط بالمجتمع المدني زياد الملولي إن “الأزمة مازالت قائمة بولاية صفاقس منذ أربعة أشهر، رغم بعض الحلول الترقيعية المؤقتة”.

من جهته قال الزوش إن “الوضع أكثر من صعب، إنه كارثي بالمعنى الدقيق للكلمة” في ثانية كبرى مدن تونس التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.

ويضيف مرتديا كمامة “لم يعد بإمكاننا العيش بالنسق المعتاد، فالقمامة في كل مكان، نحن خائفون حقا على صحة عائلاتنا وأطفالنا”.

وأضاف “نفايات متراكمة في عدة نقاط بالجهة ومن بينها المستشفى الجامعي، حيث مرت عليها كل العوامل المناخية من أمطار ورياح وحرارة، ما بات ينذر بكارثة صحية خطيرة”.

ونظّم أعوان وإطارات المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس الخميس مسيرة ووقفة احتجاجية نددوا فيها بتكدس النفايات في المستشفى وخاصة أمام قسم الكوفيد وحمّلوا البلدية ورئيسها مسؤولية استفحال الأزمة.

وعبر هؤلاء عن استغرابهم من تواصل ما اعتبروه تجاهل هذا الملف البيئي والصحي الخطير الذي قد يتسبب في إشكاليات صحية وأصبح يعيق عمل الفريق الطبي نظرا إلى الروائح الكريهة المنبعثة من الأكياس البلاستيكية والديدان والحشرات التي تكاثرت بسبب هذه الفضلات.

وأواخر سبتمبر الماضي جرى إغلاق مكب الفضلات بمدينة عقارب إثر احتجاجات على “رمي نفايات كيميائية في الموقع المخصص للنفايات المنزلية”.

ونتيجة للغلق تتراكم النفايات في شوارع الولاية بالأطنان، منذرة بكارثة صحية وبيئية محتملة، جراء تراكم النفايات والحشرات وانتشار الروائح الكريهة.

وقال الخبير في تثمين النفايات وعضو الائتلاف المدني “تونس الخضراء” حمدي الشبعان إنه منذ إغلاق مكب النفايات الرئيسي في منطقة عقارب بصفاقس نهاية سبتمبر “ترفض البلديات جمع النفايات حتى تجد الدولة الحلول”.

ويضيف أن النتيجة هي أن “هذه المنطقة تشهد حاليا وضعا بيئيا كارثيا”.

وصرح الملولي قائلا “لا بد لهذا النزيف أن يتوقف، فلا يمكن لنا أن نستمر في هذا الوضع الكارثي، كما لا بد للجهات الرسمية أن تترك الشعارات الفضفاضة وتتجه نحو التغيير والإنجاز”.

وتتكرر الصعوبات المتعلقة بمعالجة القمامة في تونس التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة. ويتم طمر غالبية 2.5 مليون طن من القمامة تجمع كل عام في المكبات، دون معالجتها أو حرقها، في حين يعاد تدوير كمية صغيرة فقط، وفق العديد من المنظمات الدولية.

ووفق تقرير حديث للبنك الدولي تجمع 61 في المئة فقط من النفايات في العاصمة تونس وينتهي الأمر بمعظمها في مكبات قمامة مفتوحة. ولم يطلق اسم “العاصمة الاقتصادية بالبلاد التونسية” على صفاقس من فراغ، وإنما هو يستند إلى عوامل عديدة على حد تعبير الباحث والمؤلف في مجال بعث وإدارة المشاريع الاقتصادية علي سعيد.

وقال سعيد “تشهد الولاية تمركز 2300 وحدة صناعية تضم أكثر من 700 مؤسسة و150 وحدة صناعية مصدرة بالكامل، إضافة إلى 95 شركة ناشطة في التجارة الدولية”.

وأضاف “كما تضم 9 مناطق صناعية مهيأة، تمتد على مساحة 208.3 هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع)، ومن أبرز الصناعات النشيطة بالولاية نجد صناعة النسيج والملابس والصناعات الغذائية والميكانيكية والكيميائية والكهربائية والخشب”.

وزاد “تتميز الولاية بثراء مخزون الطاقة فيها كحقل مسكار للغاز الطبيعي، الذي يبلغ احتياطه 22.7 مليار متر مكعب، ويمتد على مساحة 352 كيلومترا مربعا، و يبلغ إنتاجه 1.9 مليار متر مكعب سنويا، ما يعادل 80 في المئة من الناتج الوطني”.

وتساهم صفاقس بإنتاج 900 ألف متر مكعب من النفط سنويا، وهو ما يمثل 25 في المئة من الإنتاج الوطني، كما تساهم بـ60 في المئة من إنتاج الملح البحري.

 

 

آخر الأخبار

حجز 700 كراس مدعّم في مخزن عشوائي ببنزرت: إجراءات صارمة لضبط السوق المدرسية

حجز 700 كراس مدعّم في مخزن عشوائي: إجراءات صارمة لضبط السوق المدرسية

إنجاز تونسي جديد: رحمة الرقيق تتوّج بذهبية السباعي وياسمين الغويبي تلمع بفضيتين وبرونزية في البطولة العربية

إنجاز تونسي جديد: رحمة الرقيق تتوّج بذهبية السباعي وياسمين الغويبي تلمع بفضيتين وبرونزية في البطولة العربية

محاولة اغتيال غامضة: رئيس جزر القمر يتعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض خلال جنازة

محاولة اغتيال غامضة: رئيس جزر القمر يتعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض خلال جنازة

"الذراري الحمر" و"ماء العين" يمثلان تونس في مهرجان نامور الدولي للأفلام الفرنكوفونية

"الذراري الحمر" و"ماء العين" يمثلان تونس في مهرجان نامور الدولي للأفلام الفرنكوفونية

الذهب الأحمر: الزعفران.. أسرار أغلى التوابل في العالم وفوائده الصحية

الذهب الأحمر: الزعفران.. أسرار أغلى التوابل في العالم وفوائده الصحية

Please publish modules in offcanvas position.