اختر لغتك

قيس سعيد يشارك في قمة بروكسيل لتفعيل الدور الدبلوماسي لتونس

قيس سعيد يشارك في قمة بروكسيل لتفعيل الدور الدبلوماسي لتونس

قيس سعيد يشارك في قمة بروكسيل لتفعيل الدور الدبلوماسي لتونس

القمة الأوروبية - الأفريقية خطوة مهمة لعودة المساهمة الدولية.

تحاول السلطات التونسية تجاوز الركود الدبلوماسي المسجل في السنوات الأخيرة، خصوصا مع قارتي أوروبا وأفريقيا، في مسعى إلى تفعيل السياسة الخارجية التي تجاهلتها أطراف السلطة بعد 2011، بسبب التعقيدات التي شهدتها الساحة السياسية والتي حالت دون تعزيز التعاون الأفريقي في عدة مجالات حيوية، وتطوير الشراكة مع أوروبا كشريك استراتيجي.

تونس - يشارك الرئيس التونسي قيس سعيّد الخميس والجمعة في بروكسيل في قمّة الاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي، في أول زيارة له إلى الخارج منذ اتخاذه قرارات الخامس والعشرين من جويلية الماضي، في خطوة وصفها مراقبون بـ”الإيجابية”، ويمكن استثمارها سياسيا ودبلوماسيا مع أوروبا وأفريقيا كشركاء أساسيين بالنسبة إلى تونس.

وقالت الرئاسة في بيان إنّ "رئيس الجمهورية قيس سعيّد يتحوّل إلى بلجيكا لحضور أعمال الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي".

ويشمل برنامج زيارة سعيّد المشاركة في فعاليات القمة، فضلا عن إجراء “سلسلة من اللقاءات مع عدد من قادة الدول الأوروبية والأفريقية وكبار المسؤولين في كلّ من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي”.

وهذه أول زيارة لسعيّد إلى الخارج منذ أن أصدر في الخامس والعشرين من جويلية الماضي قرارات أعلن بموجبها تعليق نشاط البرلمان وأقال الحكومة.

وأكّدت شخصيات دبلوماسية على ضرورة استغلال هذه المناسبات لتأسيس علاقات تعاون سياسي واقتصادي، وطالبت بعدم التخلف عن مثل هذه المواعيد باعتبار وجود جملة من القضايا المشتركة على غرار ما خلفته أزمات الإسلام السياسي والهجرة غير النظامية ومحاربة الإرهاب.

واعتبر أحمد ونيس الدبلوماسي السابق، أن “مشاركة الرئيس سعيد في القمة السادسة للاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي ببروكسيل خطوة مهمة ومتميزة جدا”، مؤكدا أنها “تمثل عودة إلى منطق المساهمة الدولية وأن الحضور التونسي لم يعد يقتصر على تمثيل من قبل أحد الوزراء”.

وقال ونيس في تصريح لإذاعة محلية “أولا نرحب بالمشاركة لأننا كنا قد تخلفنا عن قمة كانت مهمة جدا في برلين حول ليبيا في يناير2020، وثانيا لأنه كانت لنا قمة فرنكوفونية كانت ستجمع قرابة ثمانين مشاركا وقرابة عشرة آلاف من الزوار، واليوم رجعنا إلى منطق المساهمة الدولية ولم يعد ذلك يقتصر على ذهاب أحد الوزراء، لذلك تعتبر المشاركة خطوة مهمة ومتميزة جدا”.

وأضاف “لم نساهم في القمم الأفريقية السابقة وكان وزير الخارجية هو الذي يمثل تونس ولأول مرة سوف يتم لقاء جماعي مع الرئيس سعيد والذي هو غير معروف لدى نظرائه الذين هم غير قريبين جغرافيا من تونس لكنهم طبعا يتابعون الأحوال التونسية ويركزون عليها، وهذا يمثل خروج الزعامة التونسية إلى الساحة الأفريقية العريضة وإلى الساحة الأوروبية”.

وأشار إلى أن “هناك أيضا منطقة التبادل الحر الأفريقية، وهي من الملفات الجديدة التي يتعين تحديد سياسة للتعامل معها”، معتبرا أنه “أصبحت لأفريقيا من جديد أزمات عميقة وأيديولوجية مع الدول الأوروبية”، مذكرا بأن “مالي فجرت أزمة ثقة وأزمة تعاون استراتيجي مع فرنسا وغيرها من الدول وأن تلك الدول لم تأت إلا لإنقاذها”.

ويرى مراقبون أن الرئيس سعيد مطالب بإثارة عدد من القضايا الجوهرية في هذه القمة في إطار تفعيل دوره الدبلوماسي ودعم العلاقات الخارجية وتعزيز التعاون الاقتصادي مع الشركاء الأساسيين من القارتين.

وأفاد رئيس حزب الائتلاف الوطني ناجي جلول أن “هناك ضعفا في النشاط الدبلوماسي التونسي، وأوروبا لاعب رئيسي وأول شريك اقتصادي لتونس ولها تأثير كبير في الجهات المانحة (صندوق النقد الدولي)، وهي مطالبة بسداد عدد من القروض، وهذا ما يقتضي تفعيل النشاط الدبلوماسي عوض التمادي في العزلة”.

وأضاف “من الجيّد أن يذهب سعيّد ويشارك في هذه القمة، وهذه الزيارة إيجابية في علاقة بارتباط تونس بأوروبا وأفريقيا باعتبارهما شركاء رئيسيين (أفريقيا هي المستقبل وستصل إلى أربع مليارات نسمة، ولنا علاقات تاريخية مع أوروبا)”.

وتابع جلول “تونس تمرّ بأزمة اقتصادية ومالية، وعلى الرئيس سعيّد أن يثير هذه المسائل، فضلا عن مسألة التصدي للإرهاب والهجرة المنتشرة خصوصا في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء”.

واستطرد “على تونس أن تقول لأوروبا إننا لسنا حرس حدود، وآن الأوان للدفاع عن مصالح التونسيين في القارة الأوروبية”.

وينتظر أن تعيد القمة تشكيل العلاقة بين المجموعتين الدوليتين، وتحويلها من علاقة مانحين ومستقبلين إلى شراكة تكافلية، وقد سبقت القمة اتصالات رفيعة المستوى بين زعماء الطرفين. ومع تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية جوان المقبل، سيسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإبرام صفقة اقتصادية ومالية جديدة مع أفريقيا، حيث أوضح أن بلاده والاتحاد الأوروبي سيعطيان الأولوية للعلاقة مع أفريقيا، وضخ استثمارات في اقتصاديات دولها.

وسبق أن زارت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، العاصمة السنغالية داكار لمناقشة تفاصيل القمة مع الرئيس السنغالي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ماكي سال، وأعلنت أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 150 مليار يورو (170 مليار دولار) على مدى السنوات السبع المقبلة لدعم التنمية المستدامة بأفريقيا، وذلك جزء من مبادرة البوابة العالمية التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي كرد من الاتحاد الأوروبي على برنامج الحزام والطريق الصيني.

 

خالد هدوي
صحافي تونسي

 

آخر الأخبار

الملعب التونسي يعزز صفوفه بالتوغولي كلوساه أوجبوزو

الملعب التونسي يعزز صفوفه بالتوغولي كلوساه أوجبوزو

وفاة منفذ محاولة اغتيال الرئيس غزالي عثماني وسط تحقيقات مستمرة

وفاة منفذ محاولة اغتيال الرئيس غزالي عثماني وسط تحقيقات مستمرة

صراع الأبطال: الملعب التونسي يواجه اتحاد العاصمة في معركة الكونفدرالية

صراع الأبطال: الملعب التونسي يواجه اتحاد العاصمة في معركة الكونفدرالية

تصاعد النزاع بين البرازيل وإيلون ماسك بعد فرض غرامة على شركتي "إكس" و"ستارلينك"

تصاعد النزاع بين البرازيل وإيلون ماسك بعد فرض غرامة على شركتي "إكس" و"ستارلينك"

جنوب إفريقيا تصر على متابعة قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

جنوب إفريقيا تصر على متابعة قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

Please publish modules in offcanvas position.