قيس سعيد: نحن نقرض الدول الغربية الكفاءات والعقول التي لا تقدر بمال.
تونس - تعاني تونس منذ سنوات من تفاقم هجرة الكفاءات باتجاه الغرب وهو ما يقول محللون إنه يستوجب تحركا سياسيا والإسراع في مراجعة النموذج التنموي في البلاد.
ووجه الرئيس التونسي قيس سعيد الجمعة انتقادات لسياسات الهجرة الغربية في ظل الاستقطاب الكبير للكفاءات التونسية المتخصصة دون غيرها.
وقال سعيد في كلمة احتفاء بيوم العلم في تونس “قلت لكثير من المسؤولين في الخارج من يقرض من؟”، في إشارة إلى القروض التي تتلقاها تونس من شركائها ومن الدول الغربية.
وتابع سعيد “نحن نقرضهم الكفاءات والعقول التي لا تقدر بمال”.
ويغادر الآلاف من الكفاءات التونسية العالية ومن بينهم أطباء ومهندسون البلاد بسبب تفشي البطالة وتدني الأجور. ويذهب أغلبهم إلى الدول الأوروبية ودول الخليج والولايات المتحدة.
وأشار تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن تونس تحتل المرتبة الثانية عربياً بعد سوريا في معدلات هجرة العقول، بعد أن كانت تحتل المرتبة الخامسة عام 2008. فعدد الكفاءات التي قررت الانتقال خارج البلاد التونسية بلغ منذ عام 2011 إلى عام 2017 نحو 94 ألفاً، 60 في المئة منهم كانت وجهتهم أوروبا، و25 في المئة غادروا إلى الولايات المتحدة وكندا، و15 في المئة إلى الخليج العربي، بحثاً عن تحسين أوضاعهم المادية.
ولم تستثنِ هجرة الكفاءات التونسية إلى الخارج أي مجال أو تخصص، بل شملت تقريباً كل المجالات.
وبينت دراسة أنجزها المركز الوطني للهجرة بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية خلال شهري فيفري ومارس 2020 أن 58.4 في المئة من أصحاب المؤهلات العالية المهاجرين يتم توظيفهم كمهندسين، و33 في المئة كصناعيين، و25 في المئة كمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.
وأكد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية محمد الحاج سالم أن الأسباب أعمق من أن تكون مادية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى المحيط الذي تعمل فيه الكفاءات ، في مختلف الاختصاصات سواء الهندسة أو العلوم الإنسانية، مشيرا إلى أن المجتمع العلمي لا يعطي الكفاءات حق قدرها، ولا يوفر الظروف الملائمة للإنتاج، كما لا يتم توظيف الإنتاج لصالح المجموعة الوطنية.
وأضاف أن رفوف المكتبات في الجامعات مليئة بالبحوث، إضافة إلى الآلاف من براءات الاختراع التي يتم تسجيلها وتبقى حبيسة أسوار الجامعات ومراكز البحث.
وانتقد سعيد أيضا ما اعتبرها “سياسة انتقائية للهجرة” يتوخاها الغرب بسبب القيود المفروضة على نطاق واسع على هجرة التونسيين وحرية التنقل ما يدفع الكثيرين إلى ركوب القوارب والتوجه إلى السواحل الأوروبية بطرق غير قانونية.
ويعيش أكثر من مليون و700 ألف تونسي في الخارج، بينما قدر المرصد الوطني للهجرة في تونس عدد المغادرين للبلاد سنويا بنحو 36 ألف مهاجر.
