جدّد سجن النساء في منوبة العهد مع احتضان امتحان الباكالوريا خلف قضبانه بعد أكثر من 17 عاما على أول اجتياز للامتحان به، إذ ترشّحت سجينتان شابتان، لامتحانات الدورة الرئيسية متسلحتين بأمل في نيل هذه الشهادة والتعويض لأولياء تحطّمت أحلامهم بتجربة السجن الليمة.
عادت السجينة (س) البالغة من العمر 30 عاما والتي دخلت السجن منذ ثلاث سنوات، لتحلم بالنجاح ، بعد فشل في مناسبتين متتاليتين في 2011 و2012، على أمل تحصد الشهادة ، في خضم التجربة التي سلبتها حريتها ولتستغلّ الفراغ الكبير في الزنزانة بالمراجعة والمطالعة.
تقول في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، إنها انقطعت منذ 10 سنوات عن الدراسة، ثم التحقت بدورة في التكوين المهني ثم اشتغلت مدة أربع سنوات ، انتهت بإنهاء عقدها لتحال على البطالة ولتزلّ بها القدم في 2019 ، أين أودعت السجن بحكم مطوّل.
لم تيأس، ولم تقف عند محطة السجن والفشل والشعور بالإحباط، لتجتاز هذه السنة امتحان الباكالوريا بإصرار على النجاح ولا شيئ غير النجاح.
تؤكد (س)، أن المسؤولية مضاعفة في خوض الامتحانات في السجن، اذ لا تنتظر الأم والأب النتيجة فقط، بل ادارة السجن وكل العاملين فيه وكل المودعات في انتظار تحقيق حلمها بإتمام دراستها ونيل شهادة في اللغة الألمانية.
وفّرت لها إدارة السجن قاعة الأنشطة للمراجعة، وتكفل الجميع بالتنسيق مع عائلتها لطبع المراجع والدروس وتوفير كل مستلزماتها في شعبة الآداب.
أما المترشحة الثانية (م) ذات العشرين عاما، تخوض الامتحان في شعبة الباكالوريا بمعنويات عالية، وذلك رغم صدمة دخول السجن قبل 5 أيّام فقط من بداية الامتحان، والتي حرمتها كتلميذة نجيبة حاصلة على معدّل جيد، واجتازت الباكالوريا رياضة، من الامتحان بمعهد ثانوي بأحد أحياء العاصمة.
تقول إن ادارة السجن حرصت على تسجيلها في آخر لحظة وضمان إجرائها الامتحانات، كما وفّرت لها الدروس بالتنسيق مع والديها، وأملها أن تجتاز الامتحانات بنجاح، وأن تمحو آلام عائلتها التي سبّبتها لها.