حيث قضى محمد رسول الله طفولته في بادية بني سعد بمنطقة مكة المكرمة، كانت هناك شجرة، ظن زوار المملكة العربية السعودية، أنها تعود للنبي فكان يتبرك بها مئات المعتمرين من كل عام، حينما عهد به جده عبدالمطلب إلى حليمة السعدية لترضعه.
أمس الثلاثاء، صدر قرار مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة خالد الفيصل، بإزالة الشجرة التي تقع في منطقة بني سعد - 75 كلم جنوب مدينة الطائف- مخافة الشركيات، حيث كان معتمرون يقصدونها بهدف التبرك بها، بسبب ما يُشاع عن ارتباطها بالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
الشجرة ليست وحدها، بل هناك مواقع أخرى في نفس المنطقة، أزالتها الآليات، منها الشجر والحجر الموجودة بالمنطقة.
وجاء قرار إزالة المواقع في منطقة بني سعد، بعدما آثار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أزمة في المملكة، وأظهر قيام معتمرين هنود بالتبرك بشجرة عتيقة في بادية بني سعد بمنطقة مكة المكرمة، يعتقدون أنها تعود إلى زمن النبوة.
الفيديو أظهر مجموعة كبيرة من المعتمرين القادمين من الهند، وهم يتمسحون في الشجرة ويقبلونها، بل ويتبركون بكل شيء موجود في المكان المحيط بها من أشجار وأحجار.
من جانبه، اعتبر المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مكة المكرمة الشيخ علي سالم العبدلي، أن القرار يعد انتفاضة لمحاربة البدع الشركية، في حين ذكر علماء سعوديون في مجمع الفقه الإسلامي، لم يرد في مصادر الشريعة الإسلامية أي فعل لتبرك بأية شجرة موجودة في قرى بني سعد.
ويعتقد الكثيرون أن الشجرة العتيقة التي تمت إزالتها، كان يجلس إليها الرسول في طفولته أثناء احتضانه من قبل حليمة السعدية، وأن المكان برمته شهد تجواله صلى الله عليه وسلم وله آثار فيه وأن حليمة شهدت البركة تظهر على ذلك المكان بسبب وجود النبي فيه، حيث أنه غير بعيد عن منزل حليمة السعدية الواقع في قرية الدهاسين حاليا.
وعن بركات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نقلت السير النبوية عن السيدة حليمة السعدية، مرضعة النبي: "تقول عن أول وصول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى ديارهم وقد كانت جدباء، وما أن وضعت الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم على صدرها حتى إمتلأ ثديها باللبن، فأخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يرضع منها حتى شبع، ثم أخذت ولدها فأرضعته، وأنه كان لها ناقة عجوز فإذا بضرعها يمتلئ لبنًا فحلب منها زوجها وشرب، وأعطا زوجته حليمة فشربت، وكان لها اتان ضعيفة- أنثى الحمار- تركبها فأصبحت تسرع بها حتى لاحظ نسوة بني سعد ذلك، فقلن لها: أليست أتانك الضعيفة يا بنت أبى ذؤيب؟! فقالت: بلى، ولكنها بركة غلامي الرضيع".
وحكت السيدة حليمة السعدية كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم طفلًا مميزًا يفوق أقرانه في كل شئ، فتصف أنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله كيف جلس وهو عنده أربعة أشهر، وأنه وقف على قدميه وأستند على الجدران، ومشى وعنده خمسة أشهر، ومشى مشياً طبيعياً ، ونطق بجميع الألفاظ العربية وعنده ستة أشهر، قالت: وكان من يراه وعنده ستة أشهر، يظن أن عنده أربعة أعوام.