اختر لغتك

"باكونا" فيروس أشد فتكا من كورونا في العراق

"باكونا" فيروس أشد فتكا من كورونا في العراق

قبائل عراقية تجمّد عادة التقبيل منعا لانتشار كورونا حيث قامت بتوزيع الكمامات الواقية داخل الفصول العشائرية ومنعت تشارك الشرب في فناجين القهوة ذاتها.
 
 
انتشر فايروس كورونا في العراق كما انتشر في دول أخرى عربية وأوروبية، وقد اتخذ العراقيون إجراءات عديدة للحد من انتشاره فمنعوا التقبيل والمعانقة في أفراحهم وأحزانهم. لكن ذلك لم يمنعهم من السخرية لأن فايروسات اجتماعية وسياسية كثيرة سبقت كورونا، مثل سرقة أموال الشعب والمحاصصة والخطف.
 
بغداد- رغم أن الإصابات المؤكدة بفايروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في العراق هي 13 حالة فقط، التي دفعت العراقيين إلى السخرية منه، فقد سبقته فايروسات أخرى كثيرة مثل الطائفية والمحاصصة والخطف، ولكن هذه السخرية لم تمنع العراقيين من تغيير سريع في نمط حياتهم الاجتماعية، الذي لم تغيره ظروف استثنائية مرّ بها بلدهم طيلة الخمسة عشر عاما الماضية.
 
وكعادة العراقيين في السخرية من الشدائد والسياسيين، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ردود أفعال حول هذا الفايروس السريع الانتشار، منها أن كورونا ربما يرفض الدخول إلى العراق بسبب تردّي الأوضاع الصحية، كما أن هناك أمراضا أخرى سبقته مثل مرض “باكونا” أي سرقونا، و”باعونا” و”خطفونا” وذلونا” و”اعتقلونا”، ما سيجعل كورونا ربما يتعاطف مع حال العراقيين الذين يتمنونه أن يصل إلى البرلمان في بغداد، فيعطس أول مصاب به ليأتي على بقية النواب ويقضي عليهم مرة واحدة، ويقضي على فايروسات الطائفية وسرقة المال العام والخطف والقتل على الهوية.
 
ومن النكت الكثيرة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن الفايروس، أن العراقيين يتناولون الأمراض مع كأس الشاي في مقاهي الرصيف، ولا يعبأون بما يجري حولهم لأنهم اعتادوا أمراضا أخرى لا علاج لها.
 
وعادة ما ينتقل كورونا من شخص إلى آخر أثناء فترة حضانة الفايروس، البالغة 14 يوما، عبر الرذاذ الملوث، أو الأيدي الملوثة، أو السطوح الملوثة بالفايروس.
 
ويمتاز العراقيون، خاصة في القرى والأرياف الغالب عليها الطابع العشائري، باحترامهم للعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، سواء المتعلقة بالأفراح أو الأحزان، فضلا عن المناسبات الدينية والعامة.
 
تلك العادات والتقاليد لم تتغير خلال الخمس عشرة سنة الماضية بظروفها الصعبة، ولاسيما في مرحلة تنظيم “القاعدة” الإرهابي، وبعدها الاقتتال الطائفي، ثم مرحلة تنظيم “داعش” الإرهابي.
 
قال الشيخ خليل الإبراهيمي، أحد شيوخ عشائر “بني تميم” في بغداد، “بفضل الإنترنت صار الجميع يدرك خطورة الوضع الصحي جراء فايروس كورونا”.
 
وتابع، “بالتالي الجميع قدّر أن الاستمرار بالتقاليد والعادات العشائرية أو حتى الشعبية في قضية الزيارات وتنظيم الاحتفالات الجماعية والحضور في مجالس العزاء صار له ضرر كبير على المجتمع”.
 
وشدد الإبراهيمي، على أن “مصلحة المجتمع تعلو على التقاليد والعادات، ولأن إمكانيات العراق الصحية غير قادرة على احتواء الفايروس في حال تفشيه، صار واجبا علينا كشيوخ عشائر أن نفكر في مصلحة المجتمع”. وأردف “لذا قررنا التقليل من التجمعات العامة لأي ظرف كان، حتى لا نكون طرفا في انتشار الفايروس القاتل”.
 
وقررت قبائل في محافظة المثنى جنوبي العراق “تجميد” عادة التقبيل في المناسبات، والاكتفاء بالمصافحة منعا لانتشار كورونا، ووزعت الكمامات الواقية داخل الفصول العشائرية وفي المضايف التي يتوافد إليها الناس، كما منعت تشارك الشرب في فناجين القهوة ذاتها.
 
وفق حمدي جميل، وهو صيدلاني (48 عاما) في منطقة بغداد الجديدة، فإنه منذ الإعلان عن تسجيل أول إصابة بالفايروس في العراق، الأسبوع الماضي، تشهد الصيدليات إقبالا كبيرا على شراء أقنعة التنفس الواقية (الكمامات) والمطهرات ضد البكتيريا والفايروسات، رغم أن أسعارها تضاعفت.
 
وأضاف جميل أن “أقنعة التنفس الواقية لم تكن في أي وقت ضمن اهتمامات العراقيين، أما اليوم فهي الأساس؛ لأنهم يعتقدون أنها توفر الحماية لهم حال خروجهم إلى الأسواق أو الأماكن العامة”.
 
وتابع، “المشكلة أن هذه المنتجات كانت قليلة؛ لأنها لم تكن مهمة قبل شهر، وبالتالي تضاعف سعرها 10 مرات؛ بسبب قلّته، واستيرادها من الخارج بشكل عاجل”.
 
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون حملة لإنشاء قائمة سوداء بأسماء صيدليات ترفع أسعار الكمامات
 
هذه الأسعار الخيالية دفعت أحد المواطنين في مدينة النجف (جنوب بغداد) إلى استعمال حفاظة أطفال بدلا من الكمامة، كنوع من الاحتجاج على الارتفاع الصاروخي لسعر الكمامات في السوق.
 
فقد ارتفع سعر الكمامة الواحدة من ألفي دينار إلى أكثر من سبعة آلاف دينار عراقي (ستة دولارات).
 
وأطلق ناشطون حملة لإنشاء قائمة سوداء بأسماء بعض الصيدليات التي تستغل الأزمة، “وقد يصل الأمر إلى غلقها باسم الشعب”.
 
قال مهدي العبيدي كاسب (38 عاما)، مواطن في بغداد، إنه “حسب نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن الوضع خطير للغاية، والإجراءات الحكومية المتبعة لمنع انتشار الفايروس لا تتلاءم مع حجم الأزمة”. واعتبر أن “البنى التحتية للمؤسسات الصحية في العراق غير قادرة على مواجهة هكذا فايروس خطير سريع الانتقال”. وشدد العبيدي على أن “الوعي المجتمعي بخطورة الفايروس متدنٍ؛ بسبب عدم قيام الفرق الصحية بجولات في القرى والأرياف ومراكز المدن للتوعية بخطورة المرض”.
 
الإعلان عن ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بـكورونا في إيران المجاورة، دفع الآلاف من العراقيين، ممن كانوا في رحلات علاجية أو سياحية دينية، إلى العودة من إيران عبر المنافذ الحدودية، وسط إجراءات طبية “بسيطة” في المداخل البرية والمطارات.
 
وأظهرت الاختبارات إصابة عائلة عراقية من 4 أفراد بالفايروس في كركوك بعد عودتها من إيران، وكانوا أول عراقيين تثبت إصابتهم بالفايروس، وذلك بعد يوم واحد من إعلان إصابة طالب إيراني بالنجف في أول ظهور حالة مؤكدة بالعراق، وتم نقله لاحقا إلى إيران.
 
وقال منشد الطائي، عامل في منفذ “المنذرية” الحدودي مع إيران بمحافظة ديالى (شرق)، إن “المنفذ يشهد توافد نحو ثلاثة آلاف مسافر يوميا عائدين من إيران إلى العراق”.
 
واستطرد، “لا نمتلك أماكن كافية لحجز 3 آلاف شخص يوميا، ونكتفي بالفحص المتوفر لمعرفة إن كان الشخص مصابا أم لا.. وفي حال الشك في إصابة شخص ما يتم حجزه”.
 
وأضاف الطائي، أن “المشكلة هي أن أعراض هذا المرض لا تظهر على المصاب لمدة أسبوعين، وهنا تكمن خطورة دخول العوائل العراقية القادمة من مختلف المدن الإيرانية”. واحتشد المئات من أهالي ديالى، الأسبوع الماضي، أمام منفذ “المنذرية”، مطالبين بإغلاقه؛ خوفا من انتشار الفايروس.
 
وقررت السلطات العراقية، الأربعاء الماضي، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس، وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدة 10 أيام، ومنع سفر المواطنين إلى تسع دول، هي الصين، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلاند، سنغافورة، إيطاليا، الكويت والبحرين، باستثناء الوفود الرسمية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية.
 
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في نهاية يناير الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفايروس، الذي انتشر في دول عديدة، وأثار حالة من الرعب سادت كل الأوساط العالمية.
 
 

آخر الأخبار

رئيس الجمهورية يستقبل وزير الاستثمار السعودي ويؤكد على تعزيز مناخ الاستثمار في تونس

رئيس الجمهورية يستقبل وزير الاستثمار السعودي ويؤكد على تعزيز مناخ الاستثمار في تونس

"التنور" تضيء المسرح التونسي بتتويج مزدوج في كربلاء

"التنور" تضيء المسرح التونسي بتتويج مزدوج في كربلاء

تقديم مباراة الترجي الرياضي واتحاد بن قردان يثير الجدل

تقديم مباراة الترجي الرياضي واتحاد بن قردان يثير الجدل

حضور تونسي مميز في الدورة السابعة للملتقى العالمي للمتاحف بروما

حضور تونسي مميز في الدورة السابعة للملتقى العالمي للمتاحف بروما

تونس: ندوة تفاعلية حول "الأراضي والبدائل المعمارية كناقل للتحول الاجتماعي"

تونس: ندوة تفاعلية حول "الأراضي والبدائل المعمارية كناقل للتحول الاجتماعي"

Please publish modules in offcanvas position.