المخابرات التركية تخطط لإرسال المزيد من المرتزقة لدعم ميليشيات حكومة الإسلاميين مستغلة انشغال العالم بفايروس كورونا.
تونس - أثار قرار حكومة الوفاق في ليبيا بإغلاق الحدود واتخاذ جملة من الإجراءات للتصدي لفايروس كورونا، التساؤلات بشأن مصير رحلات المرتزقة السوريين والمقاتلين الأتراك إلى طرابلس والتي لا يبدو أنها ستتوقف، لاسيما بعد تأكيد الناطق باسم الجيش اللواء أحمد المسماري وصول ما بين 300 إلى 400 مقاتل سوري إلى طرابلس أسبوعيا.
وقال رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في بيان صدر في وقت متأخر ليلة السبت “نظرا لتسارع انتشار فايروس كورونا في العالم وإعلانه وباءً من قبل منظمة الصحة العالمية، تُعلَن حالة الطوارئ والتعبئة في ليبيا”.
وأضاف “كما سيتم إغلاق الحدود البرية والجوية لمدة ثلاثة أسابيع ابتداء من الاثنين”، والحد من التجمعات الاجتماعية والرياضية والثقافية وإغلاق صالات الأفراح.
وأكد رئيس حكومة الوفاق تخصيص مبلغ 500 مليون دينار (أكثر من 300 مليون دولار) لمواجهة مخاطر الإصابة بالفايروس.
ويسود اعتقاد لدى طيف واسع من الليبيين بأن الحرب القائمة في البلاد، والتي تتسبب في إغلاق مطارات ومعابر حدودية، ساهمت كثيرًا في عدم انتقال فايروس كورونا إلى بلادهم، لكن هؤلاء لا يأخذون بعين الاعتبار رحلات المرتزقة القادمة من تركيا التي سجلت إصابة ست حالات وسط توقعات بأن يكون العدد أكبر بكثير.
ورغم عدم الإعلان عن تسجيل إصابات بالفايروس حتى الآن في ليبيا فإن مصادر لم تستبعد أن تكون الخطوات التي أعلنت عنها حكومة الوفاق لمواجهة فايروس كورونا غير احترازية وإنما تأتي على خلفية تفشي الفايروس في طرابلس عن طريق آخر دفعتين من المرتزقة السوريين القادمين من تركيا.
ومن المتوقع أن تكون عناصر الميليشيات أول ضحايا الإصابة بالفايروس نظرا إلى تعاملهم مع المقاتلين القادمين من تركيا.
وكشفت مصادر عسكرية وسياسية ليبية أن المخابرات التركية تُخطط لإرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا لدعم الميليشيات الموالية لحكومة الإسلاميين في طرابلس مُستغلة انشغال العالم بفايروس كورونا.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن التطورات الميدانية في محيط العاصمة طرابلس، التي تشي بأن حسم معركة طرابلس بات مسألة وقت لن يتجاوز شهر رمضان القادم، دفعت تركيا إلى الإسراع بإرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا في مسعى لتغيير موازين القوى الميدانية لجهة دعم ميليشيات حكومة السراج التي تصدعت صفوفها، وأضحت غير قادرة على تجاوز فشلها في تحقيق اختراقات لمحاور القتال.
وتراهن تركيا على انشغال العالم بتطورات الحرب المفتوحة على فايروس كورونا المُستجد، للدفع بالمزيد من المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا؛ حيث أشارت مصادر سياسية، نقلا عن معلومات استخباراتية، إلى أنه تم رصد تحركات في مدينة إسطنبول التركية لتجميع عدد من المرتزقة الجدد من أجل نقلهم إلى ليبيا جوا، لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، إذ توقعت وصول نحو أكثر من ألفين منهم إلى ليبيا خلال الأيام القليلة القادمة تم تجنيدهم في مناطق عفرين وفي شمال شرقي سوريا.
وأضافت أن المخابرات التركية فتحت خلال الأيام القليلة الماضية مكتبا بإدارة أبوثروت التركماني، في منطقة عفرين، لتجنيد المزيد من المرتزقة، لإرسالهم إلى ليبيا، حيث يتم تجميعهم حاليا في مقر مدرسة “أمير الغباري” بعفرين، لافتة إلى أن أغلب الذين يتم تجنيدهم حاليا ينتمون إلى عدد من الفصائل السورية الموالية لتركيا منها “لواء المعتصم” و”فرقة السلطان مراد”.
وأكد اللواء أحمد المسماري تلك المعلومات، حيث قال خلال مؤتمر صحافي عقده الأحد في العاصمة المصرية، القاهرة، إنه تجري حاليا ترتيبات لتجهيز أكثر من 1500 مرتزق وإرهابي لنقلهم إلى ليبيا.
وشدد على أن إرسال تركيا للمرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا، لم يتوقف، حيث يصل ما بين 300 إلى 400 مرتزق أسبوعيا إلى ليبيا على متن طائرات مدنية تقلهم من إسطنبول إلى مطار معيتيقة.
وأكد الناشط السياسي الليبي كمال المرعاش هذه المعلومات، وربطها بـ”فشل تركيا في الاعتماد على الطيران المُسير لتغيير معادلة القتال حول طرابلس لصالح حكومة الحشد الميليشياوي لفايز السراج، وذلك بعد تدمير أكثر من 15 مسيرة من نوع ‘بيرقدار’ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية”.
واعتبر المرعاش في تصريح لـ”العرب” أن الخطط التركية الجديدة “تعتمد على إرسال المزيد من المرتزقة السوريين وبعدد ما بين 2000 إلى 3000، وبإشراف مباشر من القوات الخاصة التركية، حيث يجري الآن تجهيز هذه القوة لإرسالها إلى ليبيا خلال هذا الأسبوع، استباقا لهجوم الجيش الوطني الليبي بعد إجهاضه هجوما للحشد الميليشياوي خلال اليومين الماضيين”.
وبحسب اللواء أحمد المسماري، فإن عدد الإرهابيين والمرتزقة الذين جلبهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا وصل إلى نحو 7500، منهم حوالي 2000 مرتزق وإرهابي ينتمون إلى جبهة النصرة وداعش.
الجمعي قاسمي
صحافي تونسي