نفذ الاحتلال الإسرائيلي، في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات استهدفت منازل وشققاً سكنية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وسُمع دوي انفجار في مدينة غزة وآخر في رفح جنوباً.
وأوضحت مصادر فلسطينية، أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة استهدف أعضاء في المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وهو ما أكده جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان طلب من خلاله من المستوطنين الدخول إلى الملاجئ.
بدوره أكد الجيش الاسرائيلي في بيان تنفيذ مقاتلاته الحربية الغارات الجوية على القطاع واستهداف القادة الثلاثة في حركة الجهاد التي تعتبرها الدولة العبرية بأنها "إرهابية".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت للصحافيين إن الجيش "حقق ما كنا نرغب بتحقيقه" في الضربات التي شاركت فيها 40 طائرة، على حد قوله.
وفي ردّه على أسئلة الصحافيين بشأن سقوط أطفال ضمن الضحايا، قال هيشت "إذا كانت هناك بعض حالات الموت المأساوية، فسننظر في الأمر".
وأفاد مصدر أمني فلسطيني أن المقاتلات الحربية الاسرائيلية شنت عدة غارات عنيفة على أهداف في قطاع غزة، من بينها منازل لقياديين في حركة الجهاد الإسلامي.
كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لسرايا القدس في مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وفي بيانات منفصلة تم فيها تقديم تفاصيل عن كل من شخصيات حركة الجهاد الإسلامي الذين قتلوا، أكد الجيش الإسرائيلي أنه "سيواصل العمل من أجل أمن المدنيين في دولة إسرائيل".
ولفت الجيش إلى أن غنام كان "من بين أعضاء المنظمة الأعلى رتبة" والذي "أوكلت له مهمة تنسيق نقل الأسلحة والأموال بين منظمة حماس الإرهابية" وحركته.
وأفادت إسرائيل أن البهتيني كان "مسؤولا عن الصواريخ التي أُطلقت تجاه إسرائيل في الشهر الماضي".
وأما عز الدين، وهو في الأصل من سكان جنين في شمال الضفة الغربية، فكان مؤخرا "يخطط ويوجّه لعدة هجمات تستهدف" مدنيين إسرائيليين في الضفة الغربية. وأُفرج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، وأبعدته إسرائيل إلى غزة.
وأفاد مصدر في الجهاد الإسلامي فرانس برس بأن عز الدين كان ضمن وفد من الحركة سيتوجّه إلى القاهرة لحضور اجتماع الخميس، أُلغي اثر الضربات الإسرائيلية.
ولفت هيشت إلى أن الجيش أصدر أوامر للسكان الإسرائيليين المقيمين على مسافة 40 كلم أو أقل عن الحدود مع غزة للمكوث في الملاجئ حتى مساء الأربعاء.
وأفاد الجيش لاحقا بأن قواته دخلت نابلس في شمال الضفة حيث أفاد سكان فرانس برس عن سماع دوي انفجارات خلال عملية الدهم.
واكدت جمعية الهلال الاحمر أن مواجهات نابلس أسفرت عن 145 إصابة بينها 130 حالة ناجمة عن استنشاق الغاز.
وقال شهود عيان إن الجيش الاسرائيلي اعتقل فلسطينيا وانسحب من المدينة.
وأكد ناطق باسم الجيش في بيان أن القوات الإسرائيلية اعتقلت "مطلوبا" في نابلس وعند مغادرتها وقعت "مواجهات" استُخدمت خلالها أعيرة نارية ووسائل مكافحة الشغب.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه "المجزرة المروعة ضد أهلنا في قطاع غزة معتبرا ذلك "إرهاب دولة منظم وامتداد لنكبة عام 48".
وطالب الأمم المتحدة التي تستعد لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة لأول مرة في تاريخها، بإدانة "العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق أبناء شعبنا وتوحيد المعايير في التعامل مع الجرائم التي يرتكبها قادة إسرائيل، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب".
من جانبها، توعدت حركة الجهاد ب"الرد"، مشيرا إلى أن "كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان إن "اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة".