تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك لليوم الثاني على التوالي، وسط تكثيف الغارات الجوية وتهجير قسري لمئات العائلات من منازلها.
أفادت هيئة الهلال الأحمر بأن طواقمه استلمت جثة شهيد من منطقة حرش السعادة في جنين صباح اليوم. وأشارت إلى استلامها جثة شهيد آخر أُصيب خلال القصف على مخيم جنين ظهر أمس، حيث تعذَّر وصول الفرق الطبية إليه إلا بعد ساعات من الحادث.
يستمر الطيران الحربي الإسرائيلي في قصف منازل المدنيين في المخيم، فيما تتم إرسال تعزيزات عسكرية إضافية لقوات الجيش إلى مداخل المخيم، مدعومة بجرافات عسكرية صغيرة الحجم تناسب أزقته وشوارعه.
تحاصر قوات الاحتلال المخيم وتفرض حصارًا عليه، مع قطع التيار الكهربائي والمياه عنه جراء التخريب الكبير الذي تعرضت له البنية التحتية، بما في ذلك تجريف الشوارع، واقتلاع أعمدة الكهرباء، وتشويش خطوط الاتصالات.
وأجبر جيش الاحتلال أهالي مخيم جنين على إخلاء منازلهم ومغادرة المخيم، تحت تهديد قصف منازلهم بالصواريخ. وقد تم تحويل عدد من المنازل في أطراف المخيم إلى ثكنات عسكرية، ونشرت قناصة الجيش على أسطح هذه المنازل.
وأفادت هيئة الهلال الأحمر بأن طواقمه قامت بإخلاء حوالي 3000 شخص من منازلهم في المخيم إلى المستشفيات، وذلك في ظل صعوبة كبيرة واجهتها خلال عملية الإجلاء، بسبب استخدام جنود الاحتلال العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين أثناء العملية.
تواصل فصائل المقاومة في جنين صمودها ومواجهتها للعدوان، حيث تخوض اشتباكات مسلحة عنيفة على عدة محاور، وقامت بنصب كمائن للجنود وتفجير آليات الاحتلال باستخدام عبوات ناسفة قوية. وتمكنت أيضًا من إسقاط 3 طائرات مسيرة.
دعت فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى إضراب شامل والنفير العام، وتنظيم مسيرات غضب في جميع محافظات الضفة الغربية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على جنين.
شهدت محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل عام 48 مسيرات احتجاجية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على جنين، وشهدت عدة مدن مواجهات عنيفة على نقاط التماس مع الاحتلال.