في الأوساط الدبلوماسية والسياسية الليبية، تبقى قضية التطبيع مع إسرائيل من القضايا الحساسة والمحورية. وقد أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مجددًا موقف بلاده الرافض للتطبيع بأي شكل من الأشكال مع الكيان الصهيوني، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء في العاصمة طرابلس.
تأتي تلك التصريحات في أعقاب اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي يائير لابيد في العاصمة الإيطالية روما، والذي أثار موجة من الجدل في الساحة الليبية.
رئيس الحكومة الليبية أكد على انحياز وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش إلى مصالح الشعب الليبي والدفاع عن مصالح البلاد. وشدد على أن الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة في متابعة هذا الأمر وإجراء التحقيقات اللازمة لفهم تفاصيل ما حدث في روما.
كما أشار الدبيبة إلى وجود أطراف سعت للاستفادة من هذه الحادثة لتحقيق مصالحها السياسية الشخصية ولزعزعة الاستقرار في البلاد. ودعا إلى ضرورة الحفاظ على ثوابت الشعب الليبي، وخاصة القضايا الوطنية والعربية.
يجدر بالذكر أن اللقاء بين المنقوش ووزير الخارجية الإسرائيلي كوهين أثار غضباً واسعاً في ليبيا، حيث خرج مئات من المواطنين في عدة مدن للتعبير عن رفضهم لهذا اللقاء.
وفي سياق متصل، ينص القانون الليبي رقم 62 الصادر عام 1957 على حظر أي تواصل أو اتفاق مع أي هيئات أو أشخاص ينتمون إلى إسرائيل بجنسيتهم أو يعملون لحسابها، ويعتبر ذلك مخالفة للقانون.
في النهاية، يبقى موقف ليبيا من التطبيع مع إسرائيل قضية حساسة تشكل جزءًا من تحولات المنطقة وتأثيراتها على الساحة الليبية. ومن الواضح أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية تظل ملتزمة بموقفها الرافض لأي تطبيع مع إسرائيل، مما يجعل هذا الملف موضوع تتباحثه الأوساط السياسية والدبلوماسية في البلاد بشكل دائم.