في مأساة مروعة، يعيش الحسن وزوجته في قرية مولاي إبراهيم الجبلية جنوب وسط المغرب حالة من الحزن العميق بعد فقدانهما لزوجته وأبنائهم الأربعة في أعقاب أعنف زلزال يضرب المملكة. ووصلت حصيلة الضحايا إلى أكثر من ألف و300 قتيل وفقًا للإحصاءات الرسمية حتى اللحظة، معظمهم في مناطق جبلية نائية.
الحسن كان جالسًا في حالة من الصدمة والحزن في مستوصف صغير بالقرية، وكانت الكلمات تعجز عن الخروج من فمه. قال بصوت هزيل: "فقدت كل شيء". لم يتم دفن جثامين زوجته وأحد أبنائه بعد، وأضاف: "لا حول لي الآن، لا أريد سوى الانعزال عن العالم وأن أحزن في صمت".
تقع قرية مولاي إبراهيم في إقليم الحوز الذي تكبد نحو نصف عدد الضحايا (694) من إجمالي القتلى. هذا الإقليم هو بؤرة الزلزال المدمر، ومعظمه مكون من بلدات صغيرة وقرى نائية في جبال الأطلس الكبير، ومعظم المباني فيها لا تلبي متطلبات مقاومة الزلازل.
تواصلت جهود الإنقاذ للبحث عن ناجين محتملين أو جثث ضحايا مدفونة تحت أنقاض المنازل المدمرة. وفي المقابل، قام بعض سكان القرية بحفر قبورًا لدفن الموتى على مرتفعات.
يُعتبر هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المغرب، حيث وصلت قوته إلى 7 درجات على مقياس ريختر. شكل هذا الزلزال صدمة كبيرة ورعبًا في مدن متعددة، ولكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة القريبة من بؤرته.
تعبّر النساء والرجال في هذه القرى عن حزنهم العميق وصدمتهم. تقول حسناء: "إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة". وتضيف: "رغم أن أسرتي نجت، إلا أن القرية برمتها تشهد فقدانًا لأحبائها. كثيرون من جيراني فقدوا أقاربًا لهم، إنه ألم لا يمكن وصفه".
ترى أخرى أنها محظوظة لأن أحد أعمامها نجا من الموت بمعجزة. وتتذكر المرأة المروعة أحداث الزلزال وتقول: "شهدت مباشرةً بقايا الزلزال، وما زلت أشعر بالرجفة. إنه مثل كرة نار تأتي وتحرق كل ما تصطدم به. لا أزال مرتعدة حتى الآن، إنها مأساة لا يمكن تحملها".