كتبت: يارا السامرائي
أشاد الدكتور بالعلوم السياسيّة وشؤون الأمن الوطنيّ والعقيد بجهاز الشرطة المصريّة أحمد عكاشة، عبر حسابه الرسمىيّ على منصّة 'فايسبوك'، بالموقف النبيل والإنسانيّ الذي قام به بائع الفاكهة المصريّ عَم ربيع/ربيع أبو حسن الذي كان يلقي ثمار البرتقال على مَتن شاحنات المساعدات المصريّة المتّجهة لأشقاءنا الفلسطينيّين بقطاع غزّة.
أشار عكاشة في منشوره لدور عَم ربيع ووصفه بإنّه نابع من الشعور بالمسؤوليّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة، فضلًا عن إنّه جزء من وظيفة مصر الحضاريّة؛ إذ صرّح كاتبًا: "إنّ الوظيفة الحضاريّة هى أخطر ما تملكه أيّ إمبراطوريّة أو قوى عظمى أو قوّة اقليميّة كبيرة، وهي إيمان شعب واحد كبير العدد ذا موقع جغرافيّ وسيط بأنّ له مسؤوليّة تاريخيّة وسياسيّة واقتصاديّة وعسكريّة وثقافيّة -وهي الأهمّ- تجاه محيطه الإقليميّ".
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
وأضاف الدكتور أحمد عكاشة موضّحًا أكثر منظوره الحضاريّ: "من الصعب أن تتوافر هذه العناصر والشروط في أيّ دولة؛ فقد ترغب السلطة داخل أيّ دولة على ممارسة تلك الوظيفة الحضاريّة، لكن من المستحيل أن تخلق قناعة لدى شعبها أو قبول لدى الشعوب المحيطة بذلك الدور الذى يعبّر عن فيضان من ممارسة للقوّة الناعمة خارج الحدود الإقليميّّة للدولة".
كما ألقى العقيد أحمد عكاشة الضوء على البُعد الاقتصاديّ؛ إذ استفاض كاتبًا: "قد تتوافر موارد ماليّة كبيرة لدولة ما، لكن غنى الموارد ليس الشرط الوحيد للوظيفة الحضاريّة بل أنّ خصائص الأداة البشريّة الممارسة لتلك الوظيفة هي الأهمّ".
كما شدّد عكاشة على ضرورة ممارسة تلك الوظيفة وذلك لأيّ دولة ترغب فى استقرار الهيمنة، منعًا لمواجهة إرادة الرفض والكراهية من محيطها.
وضرب مثلًا ليوضّح أكثر العمق السياسيّ؛ إذ أصاف: "إسرائيل منذ نشأتها وهي تسعى لذلك الدور وتلك الوظيفة، وبالطبع تريد أن تستولى عليها من مصر الوحيدة الصالحة لتلك الوظيفة. وقد حاولت تركيا أيضًا وإيران و السعوديّة وسوريا والعراق، لكن خصائص الجسد السياسىّ لكلّ منهم تمنع من اكتمال ذلك الدور الاقليمىّ وتلك الوظيفة الحضاريّة. هناك من يسعى لتلك الوظيفة وهنا من تسعى الوظيفة نفسها إليه. الوظيفة الحضاريّة تحتاج إلى قدرات ورغبة وفاعليّة، والثلاثة إمّا غير متواجدين أو فى أقلّ نسبة تمنع من دوران المحرّك".
وتابع أحمد عكاشة: "مستقبل الإيناع المصريّ أو بقاء مصر يتوقّف على أداء ذلك الدور.... كما أنّ استهداف مصر وإبقاءها ضعيفة يعود لكونها الوحيدة التى تملك شعب به ١١٠ مليون عَم ربيع صاحب البرتقال".