تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين، مما يثير الرعب في قلوب المدنيين الأبرياء، ومن بين هذه الجرائم الوحشية، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية أكثر من 60 غارة على قطاع غزة، مستهدفة المدنيين بشكل عشوائي، بمن فيهم النساء والأطفال.
وتشير الأدلة إلى أن إسرائيل تستهدف المدنيين بشكل متعمد، في محاولة لوقف النسل ومنع الفلسطينيين من الإنجاب، وقد تم توثيق هذه الجرائم من قبل منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش؛ ومع ذلك، فإن التوثيق العلمي لهذه الجرائم ناقص في كثير من الأحيان وغير دقيق بسبب قطع الإنترنت وقتل الصحفيين ومنعهم من ممارسة عملهم.
هذا وتدعي إسرائيل بأنها ترد على إطلاق الصواريخ من غزة هو ذريعة كاذبة تستخدمها لتبرير هجماتها الوحشية على المدنيين الفلسطينيين، فقد بدأت هجماتها قبل إطلاق أي صواريخ من حماس، مما يشير إلى أن لديها خططا مسبقة لشن هجوم واسع النطاق على غزة.
علاوة على ذلك، فإن رد إسرائيل غير متناسب بشكل صارخ، فلقد وصل عدد ضحايا الحرب الفلسطينية الإسرائيلية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، 27,585 فلسطينيا قتلوا، بينهم 10,000 طفل و7,000 امرأةوتشير الأرقام أيضا إلى أن هناك أكثر من 66,987 جريحا، بينهم 8,663 طفلاً و6,327 امرأةوهناك أيضًا أكثر من 8,000 مفقود، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل أكبر ودمرت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمنازل، هذا المستوى من العنف لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، ويشير إلى أن هدف إسرائيل هو إبادة الفلسطينيين بالكامل.
ويستخدم الكيان الصهيوني الغاشم حركة حماس ككبش فداء لهجماتها لأنها تعرف أن حماس تحظى بشعبية بين الفلسطينيين خاصة منذ طوفان الاقصى ، فمن خلال مهاجمة حماس، يامل الكيان المغتصب في إضعاف المقاومة الفلسطينية وتقسيم الفلسطينيين؛ ومع ذلك، فإن أفعالها تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أنها توحد الفلسطينيين وتزيد من دعمهم لحماس.
إن هجمات إسرائيل على غزة هي جزء من حملة أوسع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، فلقد احتلت الضفة الغربية منذ عام 1967، وفرضت حصارا خانقا على غزة منذ عام 2007، كما أنها تبني مستوطنات غير قانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في محاولة لخلق حقائق على الأرض تجعل من المستحيل على الفلسطينيين إقامة دولة مستقلة.
يجب على المجتمع الدولي إدانة هجمات إسرائيل على غزة ومحاسبتها على الابادة الجماعية و التصفية الجسدية و القتل الميادني المننهج الأطباء و الصحافيين و الاغتصاب و الاعتداء على شرف نساء و بنات و قتلهم بوحشية، يجب وقف الحصار المفروض على غزة والسماح للفلسطينيين بالعيش بحرية وكرامة، كما يجب أيضا إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة.
لكن للأسف لن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني إلا عندما تحاسب إسرائيل على أفعالها وينتهي الاحتلال بشكل كامل.
ولسوء الحظ أيضا، لقد لعبت خيانة بعض الفلسطينيين للقضية الفلسطينية دورا مدمرا في تسهيل إسرائيل لقتل وتشريد وإبادة الفلسطينيين، فقد استغل هؤلاء الأفراد القضية الفلسطينية من أجل مكاسبهم الشخصية، مما أدى إلى تقويض النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.
داخل فلسطين، تعاون بعض الفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية، وقدموا معلومات استخبارية أدت إلى اعتقال وقتل النشطاء الفلسطينيين، كما قبلوا رشاوى مقابل السماح للمستوطنين الإسرائيليين بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وقد أدت هذه الخيانة إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية وجعلت من السهل على إسرائيل توسيع مستوطناتها غير القانونية.
أما خارج فلسطين، استغل بعض الفلسطينيين القضية الفلسطينية من أجل جمع الأموال والتقدم في حياتهم المهنية، فلقد أسسوا منظمات غير حكومية وهمية وشنوا حملات تبرع زائفة، وحولوا الأموال المخصصة لمساعدة الفلسطينيين إلى حساباتهم الشخصية، وقد أدت هذه الأعمال إلى تقويض ثقة الجمهور في القضية الفلسطينية وجعلت من الصعب على المنظمات الفلسطينية الشرعية جمع الأموال.
علاوة على ذلك، فقد خان بعض الفلسطينيين القضية من خلال التعاون مع إسرائيل في قمع الاحتجاجات الفلسطينية، لقد عملوا كعملاء سريين، وقدموا معلومات عن النشطاء الفلسطينيين، وحتى شاركوا في اعتقالهم وتعذيبهم، وقد أدت هذه الخيانة إلى إرهاب الفلسطينيين وإسكات المعارضة المشروعة للاحتلال الإسرائيلي.
نتيجة لخيانة هؤلاء الفلسطينيين، أصبحت إسرائيل قادرة على مواصلة احتلالها غير القانوني لفلسطين دون خوف من العواقب، فلقد حولوا فلسطين إلى أرض قاحلة وبور، حيث يعيش الفلسطينيون في فقر ويأس.
من الضروري محاسبة الفلسطينيين الذين خانوا القضية الفلسطينية، اذ يجب فضح أفعالهم الخسيسة ويجب تجريدهم من مناصبهم، كما يجب أيضا اتخاذ خطوات لمنع تكرار مثل هذه الخيانات في المستقبل.
هذا ويجب أن تكون القضية الفلسطينية قضية وحدة وتضامن بين جميع الفلسطينيين، كما يجب أن نعمل معا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ولتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا.
هذا كما أن من قلب مخططاتهم الخبيثة، يسعى الصهاينة إلى إحكام قبضتهم على القدس، جوهرة فلسطين المقدسة، ويهدف مخططهم الشرير إلى تدمير المدينة المقدسة، محو تاريخها وتراثها العريق.
ووفقا لنبوءاتهم المشؤومة، يعتزمون ذبح "البقرة الحمراء"، وهو طقس ديني يعتقدون أنه سيطهرهم ويمهد الطريق لدخولهم إلى القدس تحت الأرض، و يزعمون أن المياه الجوفية تحت القدس هي الهيكل الحقيقي، وأن ما فوق الأرض يجب أن يترك للسكان المحليين، بينما يُخصص ما تحتها لهم.
إن هذا المخطط هو جريمة ضد الإنسانية والتاريخ، إنه انتهاك صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في وطنه، و لن يسمح لهم ابدا بتدنيس المدينة المقدسة أو محو هوية للفلسطينين الوطنية.
سيقاوم للفلسطينيون الأحرار مخططاتهم بكل ما أوتو من قوة، و سيحموا القدس، رمز هويتهم وتاريخهم، بكل ما ملكوا، ولن يسمح لهم أبدا بتحويل المدينة المقدسة إلى بؤرة للاستعمار والاضطهاد.
إن مخطط الصهاينة لتدمير القدس هو محاولة لإنكار تاريخها وإعادة كتابة السرد التاريخي للمنطقة، إنه انتهاك صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في وطنه، ويجب بذل كل جهد ممكن لمنع الصهاينة من تحقيق مخططهم الشرير والحفاظ على قدسية القدس للأجيال القادمة.
إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين تمثل إبادة جماعية وحشية يجب إيقافها على الفور، اذ يجب مساءلة إسرائيل عن أفعالها الوحشية، ويجب على المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين من هذا الكابوس المروع.
ايمان مزريقي