شهدت منطقة المغرب العربي مؤخراً فيضانات وأمطاراً استثنائية تسببت في أضرار كبيرة ووفاة 12 شخصاً، حيث سُجلت وفاة 11 شخصاً في المناطق الصحراوية بالمغرب وقضى شخص واحد في الجزائر نتيجة السيول الجارفة.
تأثير الظواهر الاستوائية
تأتي هذه الفيضانات في وقت تشهد فيه دول منطقة المتوسط، بما في ذلك المغرب والجزائر، تأثيرات لظواهر استوائية متكررة في السنوات الأخيرة. وأوضح الباحث في التغيرات المناخية، حمدي حشاد، أن السحب الاستوائية في منطقة المتوسط تكونت نتيجة تحول مداري في شمال أفريقيا تفاعل مع نظام جوي بارد في شمال أوروبا. هذا التفاعل أدى إلى تكون سحب ركامية كثيفة وتساقط أمطار غزيرة.
تأثير الفيضانات على المغرب والجزائر
في المغرب، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات ضخمة في المناطق الصحراوية، مما أسفر عن وفاة 11 شخصاً بعد أن جرفتهم السيول. بينما في الجزائر، قُتل شخص واحد نتيجة السيول. هذه الفيضانات تسببت في أضرار كبيرة وأثرت على حياة العديد من الأشخاص في المنطقة.
الوضع في تونس
أما في تونس، فقد شهدت البلاد أيضاً تساقط كميات كبيرة من الأمطار شملت جميع المناطق، خصوصاً الوسط الغربي والشمال الغربي. ورغم أن هذه التساقطات لم تؤد إلى وضع كارثي كما في المغرب والجزائر، فإنها كانت ملحوظة نتيجة امتداد السحب الركامية على طول 3500 كيلومتر من بحر البلطيق إلى سيدي بوزيد. حشاد أوضح أن هذه السحب تتكون نتيجة الارتفاع الكبير في الحرارة وارتفاع البخار المائي، وهو ما ساهم في زيادة كمية الأمطار المتساقطة.
التأثيرات المستقبلية
رغم الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات، فإن التساقطات الأخيرة قد تكون لها آثار إيجابية على المدى الطويل. فمن المتوقع أن تساهم هذه الأمطار في تحسين مخزون المياه في السدود وتنمية المخزون المائي وتغذية المائدة الجوفية، وهو ما يمثل بادرة أمل في مواجهة أزمة نقص المياه التي تعاني منها المنطقة.
تستمر التحليلات والدراسات لمتابعة تأثير هذه الظواهر المناخية على المنطقة واستكشاف طرق للتكيف معها، لضمان التعامل الأمثل مع التحديات البيئية والمناخية القادمة.