شاركت السيدة أسماء الجابري، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، يومي 17 و18 فيفري 2025، في اجتماع لجنة المرأة العربية في دورتها الـ44، التي ترأستها دولة فلسطين، والاجتماع الإقليمي التحضيري للدورة الـ69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة. وقد ركز الاجتماع، الذي دعت إليه جامعة الدول العربية بالتعاون مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، على تقييم تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد ثلاثة عقود من اعتماده.
مقالات ذات صلة:
العنف ضد المرأة: حقيقة الفيديو المتداول وإجراءات وزارة الأسرة
ورشة تقييم استخدام الأدوات المرجعية لتعزيز جهود التنسيقيات الجهوية لمناهضة العنف ضد المرأة
30 عامًا من الالتزامات.. فماذا تحقق؟
على مدار 30 عامًا، التزمت الدول العربية بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع المجالات. وقد ركز الاجتماع على تقييم مدى التقدم الذي أحرزته الدول في تنفيذ الأهداف الطموحة لمنهاج بيجين، الذي يعتبر مرجعًا أساسيًا في تعزيز حقوق المرأة عالميًا.
تضمن جدول الأعمال مناقشة البيان العربي الموحد، الذي يحدد الأولويات الإقليمية حول تمكين المرأة، وحمايتها، وتعزيز مشاركتها في عمليات صنع القرار. كما بحث الاجتماع مدى التزام الدول العربية بأجندة تنمية المرأة (2023-2028) وخطة المرأة والأمن والسلام، بالإضافة إلى برامج التعاون الدولي في هذا المجال.
إنجازات وتحديات مستمرة
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال العديد من الدول العربية تواجه تحديات كبيرة في تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين. فالعنف ضد النساء، والفجوة الاقتصادية، ومحدودية تمثيل المرأة في مراكز القرار، تظل عقبات تحول دون التنفيذ الكامل لمنهاج بيجين.
وقد شددت الوزيرة أسماء الجابري، خلال مداخلتها، على أهمية العمل المشترك لدعم السياسات والبرامج التي تضمن حقوق النساء، خاصة في المناطق الريفية، حيث تعاني النساء من تحديات اقتصادية واجتماعية أكبر.
ما المطلوب في المرحلة القادمة؟
يرى الخبراء أن المرحلة القادمة يجب أن تركز على تعزيز التشريعات، وزيادة الاستثمارات في تمكين المرأة، وضمان إشراكها الفعلي في التنمية الاقتصادية والسياسية. كما يجب تكثيف الجهود لمواجهة التحديات الناجمة عن الأزمات الاقتصادية والنزاعات التي تؤثر بشكل مباشر على النساء والفتيات.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن الدول العربية من الوفاء بوعودها وتحقيق الأهداف الطموحة لمنهاج بيجين، أم أن الطريق لا يزال طويلًا أمام تمكين المرأة بشكل حقيقي ومستدام؟