مقاتلون من جبهة فتح الشام يهاجمون نقاط تفتيش ومواقع لأحرار الشام بالريف الغربي بإدلب.
دمشق - لم يشفع لحركة أحرار الشام، إحدى أكبر الفصائل الإسلامية في سوريا، قرارها بعدم المشاركة في مؤتمر أستانة، حيث شنت جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، الخميس، هجمات على مقارها في محافظة إدلب غربي سوريا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من فتح الشام هاجموا نقاط تفتيش ومواقع لأحرار الشام بالريف الغربي بإدلب.
وأضاف المرصد، الذي يراقب الحرب من مقره ببريطانيا، أن الجماعتين المسلحتين اشتبكتا في ريف إدلب الغربي وأن فتح الشام سيطرت على معبر حدودي مع تركيا.
من جهتهم أكد نشطاء محليون أن عناصر من النصرة هاجموا عدة مواقع للأحرار واعتقلوا عددا من عناصرها.
وتؤكد مصادر مطلعة أن السبب الكامن خلف هجمات النصرة على مواقع أحرار الشام هو الاشتباه في تورط الأخيرة في التعامل مع التحالف الدولي الذي هناك شكوك كبيرة في وقوفه خلف عمليات اغتيال لقيادات للنصرة.
وسجلت في الفترة الأخيرة عمليات اغتيال متواترة خاصة في صفوف القيادات الميدانية لجبهة فتح الشام في أرياف حلب وإدلب التي تتقاسم الجبهة والحركة السيطرة عليها.
وآخر تلك الاغتيالات استهدفت القيادي الميداني المكنى بـ”أبوإبراهيم التونسي” الذي قتل في غارة جوية على سيارته بالقرب من بلدة عقربات بريف إدلب الشمالي. وتقول مصادر إن أبوإبراهيم التونسي يعد أحد المقربين من أيمن الظواهري، زعيم القاعدة.
وفي رد على هجمات فتح الشام قال مسؤول التفاوض في حلب عن حركة أحرار الشام وعبر حسابه في موقع تويتر “الفاروق أحرار”، “مميعة الأحرار يرفضون الذهاب إلى أستانة لمنع عزل الجبهة واليوم أصحاب المنهج الصافي يردون الجميل على حواجز ومقرات الأحرار”، خاتما تغريدته بوسم “شكرا_فتح_الشام” في إشارة إلى البيان الذي صدر عن مجلس شورى الحركة الذي رفض المشاركة في مؤتمر أستانة لأسباب منها “منع عزل جبهة النصرة”.
وكانت حركة أحرار الشام المقربة جدا من تركيا قررت عدم المشاركة في مؤتمر أستانة المقرر عقده الاثنين المقبل، إلا أنها أكدت دعمها للمشاركين من الفصائل.
واعتبر المراقبون أن القرار جاء لوضع حد للخلافات داخل الحركة التي انقسمت قياداتها بين مؤيدين للمشاركة ورافضين لها.
ولا يستبعد محللون أن يكون إبقاء أحرار الشام خارج تشكيلة المعارضة في أستانة متفقا عليه مع الجانب التركي، لطمأنة النصرة حتى يسهل اصطياد قادتها وعناصرها.
وتصنف جبهة النصرة أو فتح الشام تنظيما إرهابيا.
ويتوقع مراقبون أن تصعد فتح الشام في هجماتها ضد حليفتها أحرار الشام في قادم الأيام، وهذا السيناريو من المؤكد سيطمئن أطرافا عديدة منها روسيا وتركيا التي تريد التخلص من وسم دعم الإرهاب.