اختر لغتك

شيخ النهضة ينذر بالحرب الأهلية

«من يعتبر أن حركة النهضة ليست حزبًا سياسيًا أو يتهمها بالإرهاب إنما يراهن على حرب أهلية»..

 

تصريحات نارية أطلقها الزعيم الأهم والقائد التاريخي لحركة النهضة راشد الغنوشي، والتي جاءت ردًا على وصف أحد نواب الجبهة الشعبية لحركة النهضة بأنها ليست حزبًا سياسيًا وأنها داعمة للإرهاب.

فقال الغنوشي: «هناك مراهنة على إفساد العملية الديمقراطية؛ لأنه عندما تغيّب حزبا سياسيا انتخبه مليون أو مليون ونصف مواطن، وتقول إنه ليس حزبًا سياسيًا وتصفه بأنّه إرهابي وتحمله مسؤولية الإرهاب، يعني ذلك أنك راهنت على حرب أهلية وتريد رمي مليون ونصف في عرض البحر».

 

خيار العنف

تصريحات شيخ حركة النهضة أثارت الجدل داخل الشارع التونسي، هناك من أوّلها بأنها تلويح قوي من النهضة بالالتجاء إلى خيار العنف في مواجهة محاولات عزلها سياسيًا، بينما رأى البعض أنَّ تلك التصريحات عادية لا تهدّد أحدًا، وأن هناك من يؤول الكلام ويتهم النهضة بغير ما تقصده، فتصرفات حركة النهضة دائمًا ما تدل على مدنيتها.

على الجانب الآخر وصف مراقبون تونسيون تصريح الغنوشي بالخطير لما تضمّنه من تلويح باللجوء إلى العنف لفرض بقاء حركته طرفًا مؤثرًا في المشهد السياسي، لافتين إلى أنَّ التصريح يحمل أكثر من رسالة لأكثر من جهة سياسية خاصة للشريك الحكومي نداء تونس وللرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في ظلّ حديث متزايد عن أنَّ النداء يعتزم فك تحالفه مع النهضة والبحث عن تحالف أوسع لقوى مدنية ووسطية تلتقي معه في المقاربة الاجتماعية والاقتصادية للخروج من الأزمة التونسية.

تصريحات رئيس حركة النهضة جاءت بعد يوم فقط من تهديد حركة النهضة في بيان رسمي لها بمقاضاة وسائل الإعلام والصحافيين على خلفية ما اعتبرته مشاركة في حملات تشويه وتحريض ضدها وضدّ قيادييها لدى فتح العديد من الملفات ومنها المساهمة في خلق مناخ مناسب للإرهاب وشبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر ومصادر تمويل الحركة المثيرة للجدل منذ عام 2011.

السياسية التونسية عائدة بن عمر قالت إن تصريح الشيخ راشد الغنوشي هو تصريح عادي وبسيط وقع تأويله وأخرج عن سياقه ليقع اعتماده في الحملة الانتخابية للجبهة الشعبية، فالتصريح ليس به أي تهديد بل العكس، فالتصريح يدعو الجبهة إلى مزيد من التعقل والعودة للمدنية وللآليات الديمقراطية والابتعاد على التصريحات التي من شأنها أن تؤدّي إلى العنف.

وأضافت السياسية التونسية: للأسف هناك من يريد أن يؤول الكلام ويتهم النهضة بغير ما تقصده، وتصرفات حركة النهضة دائمًا ما تدل على مدنيتها، حتى في إطار الحملة الإعلامية الشعواء ضدها، اختارت النهضة اللجوء للقضاء وعدم الرد حتى بالكلام فما بالك بالعنف؟

 

إقصاء النهضة

وتابعت: استغلّ البعض تصريح الغنوشي لممارسة الضغوط والإقصاء، والغريب أن يصدر هذا الإقصاء وهذه التأويلات من شخصيات معتبرة ومن مفكرين أمثال عزمي بشارة وغيره.

وعن حديث البعض عن اضطهاد حركة النهضة قالت بن عمر إنها ليست مسألة اضطهاد، فالنهضة فارضة نفسها داخل المجتمع وداخل الجسم السياسي للبلاد، وهذا أمر واقع ومقبول داخليًا وخارجيًا وهذا ما دعى القوى المعتدلة للقبول بالنهضة والتحالف معها وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، لكن هذا لا يمنع وجود بعض الأطراف الإقصائية مثل الجبهة وغيرهم المدعومين خاصة من الإمارات والذين لا ثقل لهم داخل المجتمع التونسي.

وعن ردّ فعل النداء الحاكم في تونس قالت بن عمر إن السبسي يدرك جيدًا حجم ومكانة النهضة في المجتمع وأنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه وهو شخصية سياسة حكيمة ويتمتع بخبرة كبيرة ولا يجازف بمثل هذه الأمور خاصة وهو يعلم أنها غير صحيحة، السبسي أمامه محطات انتخابية قريبة وهامة ولا يبني تحالفاته إلا على نتائج هذه الانتخابات وليس على تصاريح إعلامية وتأويلات خاطئة.

على الجانب الآخر، قال حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية: إنَّ ما صرَّح به الغنوشي، وإن كان غير مستغرب، فإنه خطير جدًا وغير مسؤول لما تضمّنه من تهديد واضح لكل من يخالف رأي حركة النهضة.

 

صراع الأفكار

وأضاف الهمامي في تصريحات صحفية أنَّ الغنوشي أكّد مرة أخرى أنَّ فكر حركته لا يقوم على صراع الأفكار بقدر ما يرتكز على الالتجاء إلى العنف في محاولة يائسة لتخويف الخصوم السياسيين.

وشدّد على أن التهديد المبطّن لرئيس حركة النهضة ليس موجّهًا للجبهة الشعبية فحسب بل فيه محاولة لإرباك وتخويف وترهيب كافة النسيج المجتمعي بأحزابه وبمعارضيه وبمجتمعه المدني.

وتابع: الغنوشي يؤكد أن فكره لا يقوم على صراع الأفكار بل الالتجاء إلى العنف.

وقال الصحبي بن فرج النائب بالبرلمان عن كتلة الحرة إنّ حركة النهضة وتحديدًا رئيسها الغنوشي عادة ما ينتهج تصريحات غامضة يمكن له تكييفها كيفما شاء، لكن من الواضح أنَّ في تصريحه الأخير رسائل مبطّنة مفادها إما الاعتراف بحركة النهضة حزبًا سياسيًا وإما الالتجاء إلى الحرب الأهلية.

واستبعد بن فرج في تصريحات صحفية أن يكون وراء تصريح الغنوشي بداية لتحريك قواعد حركته نحو العنف، قائلًا إنّ تصريح رئيس حركة النهضة لا يتجاوز إثارة فرقعة جديدة في محاولة لجذب الأنظار إليه ولرصّ صفوف قواعده وإرضائهم بالخطاب الذي يستهوونه (خطاب وحدة الصف ضد العدو الداهم) منذ نشأة التيار الإسلامي بتونس خصوصًا أن أنصاره تشتتوا بعد انتخابات عام 2014.

وشدّد بن فرج على أن مواقف حركة النهضة في المدة الأخيرة عبر البيانات الرسمية أو من خلال تدخلات قيادييها الإعلامية تؤكّد شدّة تخوفها من أن تلقى نفس مصير التيارات الإسلامية في المنطقة، خصوصًا أن الحركة بدأت تستنفد الرصيد الذي حاولت ترويجه بأنها حزب مدني مختلف تمامًا عن تنظيم الإخوان المسلمين.

 

آخر الأخبار

سمكة الأرنب السامة تجتاح سواحل تونس: تحذيرات من خطر قاتل يهدد الصحة العامة!

سمكة الأرنب السامة تجتاح سواحل تونس: تحذيرات من خطر قاتل يهدد الصحة العامة!

زهير القلال: رائد طب التغذية في تونس و"الدكتور حكيم"

زهير القلال: رائد طب التغذية في تونس و"الدكتور حكيم"

تراجع أنس جابر في تصنيف لاعبات التنس المحترفات

تراجع أنس جابر في تصنيف لاعبات التنس المحترفات

الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات تفكك شبكة ترويج المخدرات وتحجز كميات كبيرة

الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات تفكك شبكة ترويج المخدرات وتحجز كميات كبيرة

تترنح غزة فوق فوهة أسئلة مروعة: عام من الحرب في أعتى الصراعات منذ 1948

تترنح غزة فوق فوهة أسئلة مروعة: عام من الحرب في أعتى الصراعات منذ 1948

Please publish modules in offcanvas position.