يوم بعد يوم، تتجلى براجماتية جماعة الإخوان، ويتضح للصغير قبل الكبير أن ما تفعله الجماعة فى العلن يختلف تمامًا عما تخطط له فى السر، فالجماعة التى ظلت تهتف سنوات ما قبل 25 يناير "على القدس رايحين شهداء بالملايين وخيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" لديها علاقات وطيدة بإسرائيل، ليس هذا فحسب، بل أن هناك قيادات إخوانية ظهرت مؤخرًا مع أعضاء سابقين بالكنيست الإسرائيلي وذلك في إمارة الإرهاب "الدوحة".
مؤخرًا ظهر رفيق عبد السلام القيادي بحركة النهضة -إخوان تونس- وصهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، بجوار "آرئيل مرغاليت" عضو الكنيست السابق، خلال مؤتمر معنون بـ" إثراء المستقبل الاقتصادي في الشرق الأوسط" بالدوحة، الأمر الذي آثار حالة من الجدل داخل تنظيم الإخوان.
وأشار "الخرباوي" في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والذي يعمل مستشارا للأسرة الحاكمة في قطر، وتربطه علاقة قوية بجماعة الإخوان، هو الوسيط ما بين الإخوان والمخابرات الإسرائيلية، موضحا أن فتح ملف العلاقة بين الإخوان وبإسرائيل يحتاج إلى دراسات وأبحاث لأنها علاقة قديمة رغم أن الجماعة تتظاهر في العلن بأنهم يبغضون إسرائيل ويحرقون علمها لكن في السر تربطهما علاقة تاريخية.
وعن الشخصية التي قادت العلاقات بين الإخوان وإسرائيل، قال الخرباوي:"عندما كنت داخل الإخوان، كان بين الحين والآخر تأتينا الأخبار داخل الجماعة بأن عصام العريان قابل شخصيات إسرائيلية مرموقة في مؤتمرات خارج مصر، وكان هذا ما بين فترتي 87 و94، فخلال هذه الفترة كان يلتقي العريان الذي يعتبر مهندس هذه العلاقة المشبوهة بسياسيين وصحفيين وباحثين من إسرائيل في دول ومؤتمرات تعقد في ماليزيا وغيرها من الدول.
وبالنسبة لفكرة أن الجماعة كانت تزعم في فعالياتها بأنهم ضد إسرائيل، قال الخرباوى: "الجماعة تعمل بشعار الضرورات تبيح المحظورات، ولذلك لا تجد لديهم أي غضاضة في أن يلتقوا بشخصيات إسرائيلية من أجل مصلحة التنظيم، مضيفًا: "على ما أذكر أن عصام العريان القيادي الإخواني قد التقى بشخصية مؤثرة في تل أبيب بماليزيا وأكد له أن الجماعة ليس لها مانع من إقامة علاقة مع إسرائيل وتنفيذ اتفاقية كامب ديفيد حال وصولهم لحكم مصر وذلك قبل ثورة 25 يناير، وأنهم كتنظيم الإخوان يرون أن إسرائيل أمر واقع وبالتالي يجب التعامل معها ولا يمكن إنكارها، مشيرًا إلى أن عصام العريان قد نادى عام 2012 عندما كانت الجماعة في الحكم بعودة اليهود لمصر للحصول على حقوقهم.
وحول إعلان جماعة الإخوان إجراء تحقيق مع رفيق عبد السلام صهر راشد الغنوشي بسبب ظهوره بجوار عضو سابق بالكنيست الإسرائيلي، فسر الخرباوي هذا الأمر قائلا: "هناك خطابان داخل جماعة الإخوان عامة، الخطاب الأول وهو على مستوى القيادات وهو الذي يؤكد أنه ليس مانع من وجود علاقة بين التنظيم وإسرائيل، بينما الخطاب الثاني هو الموجه لقواعد الجماعة والأفراد هو أن تل أبيب عدو وليست صديقا، لذلك ستقوم الجماعة بإجراء تحقيق صوري مع صهر الشاطر من أجل استيعاب غضبة الشباب".
الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان، قال: "للأسف الخطاب الذي وجهه الدكتور محمد مرسي إبان توليه حكم البلاد إلى شيمون بيريز الذي قال فيه: "صديقكم الوفي محمد مرسي نتمنى الرغد لبلادكم" تكشف حجم المأساة، متسائلا أين هذا من نظرتنا التي تعتبر إسرائيل محتلة لفلسطين التي تمثل أرض العروبة والإسلام وأنه من غير الممكن أن تترك الأمة العربية هذا الكيان يعبث في الأرض فسادا من قبل 48 وحتى اليوم.
وأضاف حبيب في تصريح خاص لليوم السابع: أطلقت على هذا الخطاب أيامها خطاب الفضيحة وبعدها حينما وقف بارك أوباما في القدس يتكلم عن أنه يجب أن تكون القدس عاصمة أبدية لإسرائيل لم يتنفس أحد من الإخوان بأي كلمة وكانوا على قمة السلطة في مصر وقلت أين هؤلاء من الشعارات التي كان يرفعونها أثناء الحملة الانتخابية ومنها "على القدس رايحين شهداء بالملايين".
وردا على سؤال هل تعتبر حديثك دلالة ومؤشرات على وجود علاقة تربط الإخوان بإسرائيل قال حبيب: طبعا فيه كلام ذكره عبد العظيم حماد في كتابه قصة الوحي الأمريكي والارتباط البناء بين أمريكا والإخوان وذكر فيه تفصيلات في غاية الخطورة.
هذا الخبر منقول من : اليوم السابع