يذهب أغلب التونسيين في اليوم الذي يسبق حلول شهر رمضان، إلى الحمامات التقليدية العمومية للاستحمام، في تقليد متوارث يميّز طريقة استقبال هذا الشهر لدى العائلات، وذلك بالرغم من توفر الحمامات الخاصة في منازلهم وانتشار حمامات بخار العصرية.
وتعرف هذه الأماكن اكتظاظاً كبيراً عشيّة شهر رمضان، و”تحقق نسبة ملء قياسية”، والحمامات الشعبية “تصبح مقصدا شعبيا لكل الفئات الاجتماعية بغرض التطهر والاغتسال والشعور بالراحة والانتعاش، قبل استقبال الشهر الكريم”.
وتمسّك أغلب التونسيين بهذه العادة إلى “روحانية المناسبة وقيمتها”، وكذلك لوجود اعتقاد راسخ بأن “الحمّام هو أفضل مكان لطهارة الجسد وراحة البال قبل بدء الصيام والدخول في شهر العبادة وما يتطلبه ذلك من نظافة وغسل”، قائلةً “إنّه أمر لا بدّ منه بالنسبة للكثير من النّاس”.
والحمامات الشعبية ترتبط كذلك بالمناسبات المهمة للتونسيين مثل الأعراس، حيث يذهب العريس إلى الحمّام قبل زفافه وكذلك العروس، والمناسبات الدينية مثل الأعياد وشهر رمضان الذي يكثر فيها الطلب على خدمات الحمّامات حيث تعد واحد من الطقوس التي يحرص التونسيون في مختلف المدن على القيام بها في مناسباتهم الهامة.
وفي تونس، تتركز أغلب الحمّامات التقليدية بالمناطق الشعبية والأحياء السكنية الكبيرة، وعادةً ما يتكون الحمّام من 3 غرف تتفاوت فيها درجة الحرارة من المتوسطة إلى المرتفعة، وفي كل قاعة توجد صنابير مياه باردة وساخنة، ويعمل في الحمام مدلّكون يستعين بهم الزائر لمساعدته في الاستحمام، بمقابل مادي لا يتعدّى 1 دولار.