في تحول غير متوقع، إسرائيل تفتح باب النقاش حول إمكانية تطبيق "النموذج التونسي" كحل للصراع المستمر في قطاع غزة. في وقت حساس تتصاعد فيه حدة المعارك وتتصاعد التوترات، تشير التقارير إلى أن تل أبيب مستعدة للتعايش مع بقاء حركة حماس ولكن بشرط: ألا تكون داخل القطاع. فهل هذا الاقتراح هو الحل السحري أم أنه مجرد محاولة لتحويل وجهة الحرب؟
مقالات ذات صلة:
معركة العودة بين حق البقاء وسياسة التهجير في غزة بعد الدمار
آثار الحرب في غزة: معاناة مستمرة تحت الأنقاض
الإمارات العربية المتحدة: دبلوماسية الإعمار ومساعدات إنسانية لدعم غزة
"النموذج التونسي": من بيروت إلى غزة؟
الحديث عن "النموذج التونسي" يثير الجدل فورًا. ما هو هذا النموذج؟ وما هي الدلالات التي يحملها في هذا السياق؟ تتذكر المنطقة عام 1982، حين أُجبر ياسر عرفات وزعماء منظمة التحرير الفلسطينية على مغادرة لبنان بعد حصار بيروت. كانت تونس هي الوجهة الجديدة للقيادة الفلسطينية بعد وساطة أمريكية. اليوم، تشير إسرائيل إلى هذا الحل كإمكانية لنقل قيادات حماس إلى مكان آخر بعيدًا عن غزة، ربما بهدف تقليل تأثير الحركة على قطاع غزة نفسه.
لماذا هذا الحل الآن؟
بعد سنوات من الحروب والتصعيد العسكري، قد تكون إسرائيل بدأت تتيقن بأن الحلول العسكرية وحدها لا تكفي لإرساء الأمن في غزة. رغم القوة العسكرية الكبيرة، إلا أن الوضع المتدهور والعدد المتزايد للضحايا يعقد الصورة. من هنا، ربما تسعى تل أبيب لتبني "النموذج التونسي" كحل دبلوماسي يهدف إلى إنهاء الصراع دون المزيد من التصعيد، ولكن هل سيتوافق هذا مع جميع الأطراف المعنية؟
ما هي تداعيات هذا المقترح؟
من المؤكد أن تطبيق "النموذج التونسي" لن يكون سهلًا. قد ترفض حركة حماس هذا الاقتراح بشكل قاطع، بل قد يتسبب في تفجير الموقف أكثر إذا اعتُبر بمثابة "طرد" للقيادة الفلسطينية من غزة. وبجانب ذلك، فإن الخريطة السياسية الفلسطينية قد تتغير بشكل جذري، مما يفتح الباب أمام تحديات كبيرة لإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية والعلاقة بينها وبين الفصائل الأخرى.
هل هو بداية الحل أم خيانة للقضية الفلسطينية؟
رغم أن البعض يرى في "النموذج التونسي" فرصة لإنهاء النزاع على المدى البعيد، إلا أن البعض الآخر يرى فيه محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد على الفلسطينيين يضمن بقاء حماس في الساحة السياسية ولكن بعيدًا عن غزة. فما الذي سيحدث إذا تم فرض هذا الحل؟ وهل سيقبل الفلسطينيون هذا الاقتراح تحت ضغط الحرب؟
يبقى أن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان هذا المقترح سيحقق السلام المطلوب، أم أنه مجرد مناورة إسرائيلية جديدة للتهرب من استحقاقات السلام المستدام في المنطقة.