اختر لغتك

في الدورة الرابعة لمهرجان برّ فريقة والثقافة الشعبية بسليانة اقتصاد الذّاكرة في ثقافة المناسبات والمواسم والفنون

تحت عنوان "الأهليّون وثقافة المناسبات والمواسم والفنون" تنظّم دار الثقافة "أحمد بن أبي الضياف" بسليانة وبادارة الاستاذ نبيل الزايدي ومنذ يوم 21 جوان الجاري والى حدود يوم 24 من نفس الشهر وبالشراكة مع جمعية حماية التراث ببرّ سليانة وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية ومندوبيتها الجهوية وولاية سليانة الطبعة الرابعة من "مهرجان برّ فريقة والثقافة الشعبية" وتحت شعار "اقتصاد الذّاكرة" حيث أفتتح المهرجان في بعرض كرنفالي بساحة النزهة ومن خلال عرض للقلال و الطبلة والفروسية فتنظيم مجموعة من المسابقات في الصيد والقنص منها مسابقة في صيد السلوقي والطاّروس و مسابقة في صيد الطّيور ثم تقديم مداخلة لجمعية الصيّادين حول" تقنيات الصّيد والقنص وتطوّرها التاريخي و الطقوس المصاحبة" فتدشين مجموعة من المعارض منها معرض وثائقي حول مراحل تطوّر حياة الصيد والقنص لدى الإنسان من تأثيث دار الثقافة بسليانة ومعرض وثائقي حول الثروة الحيوانية بولاية سليانة من تأثيث المركب البيئي بجبل السرج بالتعاون مع  مصلحة الغابات وديوان تنمية الشمال الغربي فتقديم ادارة الغابات مداخلة حول "المنظومة القانونية المنظّمة لمواسم الصّيد وسبل المحافظة على الثروة الحيوانية".

وفي يومه الاول نظّم المهرجان كذلك لقاء حول "ثقافة الرعاة" من خلال مجموعة من المداخلات للاساتذة  فاضل السياري ولمين الدريدي وحوسين الهمامي حول "قبائل دريد وسيدي عبيد كأنموذج من أقدم القبائل البربرية والعربيّة المستقرّة بفريقة" وحول "الحيوانات المدجّنة وفوائدها" و "طقوس الحلب والجزّ والنسيج" و "الطبّ الرّعوي مع ورشة حيّة في الغرض ثم تقديم الدكتورة مريم سليمان لمداخلة حول الأمراض المنقولة من الحيوان "الى جانب محاضرة بعنوان" ثقافة الانتجاع والاستقرار "للأستاذ بغدادي عون فمداخلة حول" طقوس إبعاد العين عن الحيوان "فمداخلة للدكتورة مريم سليمان حول "الامراض المنقولة من الحيوان" ومن جهتها قدّمت خلال اليوم الاول من المهرجان الفنانة وحيدة الدريدي عرضها الحكواتي "نجع دريد" وفي الطابع النجوي قدّم الفنان محمد الكحلاوي مداخلة فرجوية في الشعر الشعبي حول النجع لتقدّم إثر ذلك مجموعة دار الثقافة سليانة للفنون الشعبية مداخلة موسيقية وفي طابع "الركروكي" قدّم الفنان أحمد بن عيشة مداخلة موسيقية ليقدّم من جهته الفنان منذر الجبابلي مداخلة فنية في طرق الخيّالة ثم أمّن الثلاثي علي بن صالح، اسمهان القصيبي و منيرة صميدة فقرة فرجوية حول طقوس الجزّ والنّسيج ليقدّم إثر ذلك الاستاذ فتحي زغُنْدَة  مداخلة تعليمية تفسيرية حول الطبوع الموسيقية الشعبية وأصولها في الشمال الغربي.

وفي اليوم الثاني من المهرجان قدّم الاستاذ بغدادي عون عرضا حكواتيا حول "الحرب والحب من خلال حكايات الجازية الهلالية" وفي مجال ثقافة الحياة الزراعية انتظمت ندوة فكرية قدّم خلالها الاستاذ السعيدي المنصوري مداخلة حول أنواع الملكيّة بالجهة ليقدّم من جهته الدكتور ابراهيم السعداوي مداخلة بعنوان"مسيرة الهطايا الى فريقة"ثم قدّم نادي التراث بدار الثقافة سليانة مداخلة مشهدية حول طقوس الجني والحصاد لينتظم إثر ذلك معرض للأكلة الشعبية الغذائية والطبية من تقديم الحرفية محبوبة ربيع.

وفي مجال التعريف بالحياة الصناعية للأهليين والخاصة بعلم المعادن كمعرفة من المعارف الشعبية تم خلال المهرجان تنظيم معرض للصناعات الفلاحية التقليديّة وورشة حية في عصر و تصبير و تجفيف و صناعة الألبان والأجبان والزّبدة من تقديم عروسية رمضان وفتحيّة بو فتح ورشيدة الجبالي كما انتظم معرض خاص بصناعة الآلات الفلاحيّة من  المحاريث والجواريش ومن تقديم محمد التستوري و حمادي جدّي كما انتظم معرض خاص بحدادة المناجل والسّكك والأرسان والسلاسل من تقديم حمادي جدّي ونور الدّين الكريفي الى جانب معرض لصناعة الأفرشة والملابس والحليّ من تقديم قدّور الخروبي ،حنان العياري وعبد اللطيف القصيبي ليقدّم إثر ذلك الاستاذ جمال بن طاهر مداخلة فكرية بعنوان"الاسواق بالارياف التونسية خلال القرن 19" وإثر ذلك قدّم الاستاذ الطيّب العيّاري مداخلة حول أدوات العمل الزراعي الخاصة بريّ التربة و أدوات الحصاد والدّرس و أدوات التذرية و أدوات نقل المحصول وتخزين المحصول و أدوات القياس والموازين كما قدّم الاستاذ محمد الطاهر الخميسي مداخلة حول "الثقافة التجارية"الخاصة بطقوس البيع و أسرار السّوق و أسماء ومراتب التجّار و أنواع السّلع و أنواع المقايضات ومن جهته قدّم الاستاذ تميم المحواشي مداخلة حول " أمناء المهن والحرف" ليقدّم إثر ذلك الاستاذ محمد الجويني مداخلة حول "التضامن في التعامل مع الطبيعة والكون"ومن جهته قدّم الباحث حاتم الماجري مداخلة بعنوان" جزء من أشكال التضامن الاجتماعي التقليدي: مظاهر وآثار وسبل تعزيز التضامن"ومن جهتها قدّمت الباحثة نجاة بدر الدّين مداخلة بعنوان" المعمار والعمران بقرية جامة" من خلال تناولها للطابع المعماري في الفترة الرومانية والبيزنطية و ثقافة المياه في الفترة الرومانية والعمران في الفترة الحديثة(المشتة والدوّار)،المعمّرة وآثاث الطبخ التقليدي والمواصلات وطرق النقل.

أما اليوم 23 جوان الجاري وبساحة حي النزهة فيكون الموعد مع عرض مشهدي في الشعر الشعبي الصوّفي من خلال الذّكر والمديح ومن تقديم سلامية سيدي حمادة ثم يقدّم الباحث أحمد خواجة مداخلة بعنوان " التحوّلات الاجتماعية من مرآة الأغنية الشعبية "كما يقدّم الاستاذ عاطف بوعلاّق مداخلة بعنوان "أغاني دورة الحياة: ثنائية البعث والموت والداخل والخارج والتحرر والقيد في الآغاني الرجالية والنسائية" ثم تقدّم فرقة الفنون الشعبية ببرقو عرضا مشهديا حول أشهر إيقاعات الموسيقى الشعبية(سعداوي،الغربي الباجي ) ثم تقدّم مداخلة للفرقة الجهوية للرقص العصري فتقديم مداخلة شعرية في غرض الغزل من قبل الشاعر صلاح الرحيمي ثم تقدّم مجموعة من المداخلات الموسيقية منها ما هو في لون العروبي الخاص بالطابع الجندوبي مع الفنان عماد اليعقوبي وفي إيقاع  الفزاعي و الزّقارة مع الفنان  يونس البرقاوي و الملزومة مع الفنان عز الدين بن فرج.

وفي مجال الادب الشعّبي المرسل يقدّم الاستاذ عبدة الدّاودي مداخلة عن الخرافة من خلال حكاية غيلان ليقدّم الاستاذ عمر مراد سيرة علي الدّليوي العيّاري ثم يقدّم الفنان عبد الحميد الجلاصي مشهدية غنائية عن حكاية حيزية الهلالية فالاختتام مع مداخلة فكرية يقدّم خلالها الاستاذ عماد بن صالح محاضرة بعنوان"خضصوصية الزيتونة في الثقافة الزراعية المتوسطية عموما والتونسية خصوصا".

ويختتم المهرجان يوم 24 جوان الجاري من فضاء الولي الصالح سالم بن زكري ومن خلال تظاهرة تحمل عنوان" الزردة : خصوصية المبنى وكونية المعنى"وعبر معرض وثائقي وفوتوغرافي بعنوان"تونس في الذاكرة" فتدشين مقام الوليّ بعد صيانته فتقديم مجموعة من المداخلات وهي مداخلة مشهدية حول طقوس المعارضة  من تأثيث فرقة النجوم للفنون الشعبية بسليانة فمداخلة فرجوية للجمعية الوطنية للتنمية والسياحة الثقافية فمداخلة فنية حول طقوس الخشوع من تأثيث عيساوية سمير الشارني فتقديم جمعية الرماية والفروسية بمكثر لمجموعة من الألعاب الشعبية والرياضية فتقديم لوصلات موسيقية وشعرية للثنائي يونس البرقاوي والشاعر جابر المطيري فتقديم مجموعة من المداخلات الفكرية وهي مداخلة حول "تاريخ الولي الصالح (سالم بن زكري ) من خلال الرواية الشفهية والوثائق المكتوبة" من قبل الاستاذ الطيب الزكراوي ومداخلة حول الضّريح و المزارة و هندسة المقام من قبل الاستاذة  زينب العيّاري ومداخلة حول طقوس الزردة و الوعدة و الخرجة  المردوديّة الاقتصادية و الاجتماعية من قبل الاستاذ منصف الكريمي فمداخلة للاستاذ عماد صولة حول  الطّرق الصّوفية و الاستعمار الفرنسي بالبلاد التونسية ثم مداخلة عن كرامات الوليّ عبر الخرافة من تقديم الاستاذ عوّاني الزكراوي فمداخلة عن الحرف والمهن العائلية من تقديم الثنائي فريد وابراهيم الزكراوي فالاختتام بعرض فرجوي بعنوان"وقت الجبال تغني"مع الفنان عدنان الهلالي.

وفي لقاء جمعنا مع مدير هذا المهرجان ومدير دار الثقافة "أحمد بن أبي الضياف"بسليانة الاستاذ نبيل الزايدي أفادنا ان تنظيم هذا المهرجان ينصهر في اطار ما اعتبره"وعيا بدور التراث الثقافي اللامادي في المساهمة في دفع نسق التنمية المحلية المستدامة، وفاعلية مشاركة القطاع الخاص في النوعية حول أهمية تقدير هذا الإرث والمنافع الإنمائية الناشئة في الاستخدام التجاري للتراث الثقافي ومردوديته المباشرة على المجتمعات المحلية، علاوة على الوعي بمخاطر العولمة والتعصب علي التراث الثقافي اللامادي، تنظم جمعية حماية التراث ببرّ سليانة الدورة الرّابعة لهذا المهرجان لتسلّط الضوّء على الثقافة المحلية العمالية من ثقافة الأرض كثقافة الرّعاة والصيد والقنص والمزارعين وثقافة التجّار والبضائع وثقافة السّوق وما يتخللها من أشكال اقتصادية تضامنية تقليدية إضافة إلى خصوصية المعمار والعمران والمواصلات وطرق النقل التقليدية المحلية المتوائمة والجغرافيا كما سنستغور أغوار الذّاكرة المحلية من حيث التقاليد و أشكال التعبير الشّفهي من حيث الأدب الشعبي الموزون والأدب الشعبي المرسل خاصة من خرافات وأمثال وسير خاصة ونحن إزاء طقس اجتماعي ديني معروف بالجهة وهو الزّردة".

وعن اختيار شعار "اقتصاد الذّاكرة " أفادنا أنه ينصهر في اطار ما اعتبره "ايمان المنظّمين بالدّور الاقتصادي المهمّ الذي يمكن أن يسهم في التوظيف السليم لمكنونات الذاكرة الجماعية هذا في جانب أول أما الجانب الثاني فهو في علاقة وطيدة بتثمين التراث المادي للجهة الذي ليس في معزل عن التراث الثقافي غير المادي و خاصّة ما يسمّي بالتراث الحرج من معالم ومواقع مهدّدة بالزّوال مثل مقامات الأولياء حيث اخترنا الاهتمام بمقام الولي الصالح سالم بن زكري الذي يشعّ في المخيال الجماعي للجهة بمآثر الرّجل ثّم بما يقام حول الوليّ من وعدة وزردة ومناسبات اجتماعية ذات مردودية اقتصادية  واجتماعية وثقافية مهمّة جدّا جهوّيا ووطنيا و كونيا مهددة بالزّوال أمام التشدّد و التعصّب المذهبي الذي عرفته المنطقة بعد الثورة كل هذا سيتبلور في مشروع هذا المهرجان من خلال مزج منهجي شكلا ومضمونا بين مشهديّة متكاملة توثّق لهذه العناصر الثقافية ضمن مشروع بالشراكة مع السّكان المحليّين ينتهي بوثيقة أرشيفيّة تحفظ هذا الإرث وتؤسّس لعمل فرجوي ترويجي للخصوصية الثقافية للجهة يسهم في التسويق السياحي الدّاخلي والخارجي لصورتها".

 

آخر الأخبار

بايدن يرفع القيود عن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية في عمق الأراضي الروسية

بايدن يرفع القيود عن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية في عمق الأراضي الروسية

ارتفاع أسعار النفط وسط تصعيد الصراع الروسي الأوكراني وقلق الأسواق بشأن الطلب الصيني

ارتفاع أسعار النفط وسط تصعيد الصراع الروسي الأوكراني وقلق الأسواق بشأن الطلب الصيني

الاتحاد الأوروبي يدرس تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب حرب غزة

الاتحاد الأوروبي يدرس تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب حرب غزة

لماذا نغفو بسهولة على الأريكة ونواجه صعوبة في النوم عند الانتقال إلى السرير؟

لماذا نغفو بسهولة على الأريكة ونواجه صعوبة في النوم عند الانتقال إلى السرير؟

دراسة: جودة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تحدد تأثيرها على الصحة النفسية

دراسة: جودة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تحدد تأثيرها على الصحة النفسية

Please publish modules in offcanvas position.