أقر خبير عسكري إسرائيلي، بفشل الإجراءات الإسرائيلية في إيقاف إطلاق الطائرات الورقية التي تسببت بوقوع العديد من الحرائق، متسائلا، هل ستتسبب تلك الوسيلة البسيطة باندلاع حرب جديدة؟.
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي لدي صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، إن تفشي الحرائق في محيط قطاع غزة، بسبب الطائرات الورقية وبالونات الهليوم التي يطلقها الفلسطينيون، "تتطلب من الجيش الإسرائيلي تكثيف الرد بشكل تدريجي".
وأشار إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية، قصفت ليلة أمس، "أهداف عسكرية لحماس ردا على الاطلاق المتواصل للطائرات الورقية المسببة للحرائق".
ومع ذلك، فإن جيش الاحتلال "ما زال يوصي الحكومة بعدم اجتياز الخط والامتناع عن محاولة قتل الأشخاص الذين ينظمون هذا النشاط، خشية أن يؤدي ذلك لتصعيد عام على الحدود"، وفق ما أورده هرئيل الذي لفت إلى أن "إطلاق الصواريخ الثلاثة من قطاع غزة إلى النقب الليلة قبل الماضية، ردا على الهجوم الإسرائيلي، يظهر أن هذا هو أيضا تهديد حماس لإسرائيل؛ "إذا أصابتنا بسبب الطائرات الورقية، فسوف نعود إلى الصواريخ".
ونوه أنه "في الصراع الطويل مع إسرائيل، تجد حماس في كل مرة وسيلة أبسط لكنها لا تقل فعالية للضغط عليها"، موضحا أن "تكتيك استخدام الطائرات الورقية والبالونات، أثبت أنه مفيد تماما لحماس، فعلى الرغم أن عددا قليلا منها فقط يؤدي إلى نشوب حرائق، إلا أن هذه طريقة رخيصة وسهلة التفعيل".
وأكد الخبير الإسرائيلي، أن "الضرر النفسي الناجم عن الحرائق، هو أعلى من الضرر الواقعي، كما أن المشاهد الكئيبة في الحقول السوداء تخلق ضغطا عاما على الحكومة الإسرائيلية للمطالبة باتخاذ إجراء".
وأوضح أنه ظهرت عقبات غير متوقعة في تعامل الجيش مع إطلاق الطائرات الورقية منها، أن "إطلاق الطائرات الورقية يتم من مسافة بعيدة عن السياج "الخط الفاصل"، من عمق القطاع ومن مكان لا تصله نيران القناصة"، لافتا أن بعض الوزراء الإسرائيليين، يريدون المصادقة على "عمليات قتل تستهدف مطلقي الطائرات الورقية، لكن الجيش يعتبر هذه الوسيلة - الهجوم الجوي - مفرطة بالنسبة للهدف".
وكإجراء مؤقت، "يعمل الجيش الإسرائيلي على تطوير سلسلة من الوسائل، نجحت جزئيا في إسقاط الطائرات الورقية، لكنه تبين بأن بالونات الهليوم تشكل تحديا يصعب كسره، ومع ذلك يحاول الجيش صياغة تكنولوجيات أخرى".
وأما على المستوى الهجومي، فقد "قصف سلاح الجو الإسرائيلي مخازن للطائرات الورقية، وقصف أيضا مركبات يستخدمها النشطاء، وللمرة الأولى، تم ليلة أمس الأول، قصف أهداف لحماس أيضا، مواقع القوة البحرية والجناح العسكري لحماس ومواقع إنتاج الأسلحة"، بحسب هرئيل.
وبشأن إطلاق القذائف الصاروخية الليلة قبل الماضية من قطاع غزة بعد القصف الإسرائيلي، قال الخبير: "يبدو هذا كتلميح صريح من حماس، التي تحاول إملاء قواعد اللعبة، فهي تريد أن يستمر روتين الطائرات الورقية وأن تخاطر إسرائيل بتصعيد يقود لإطلاق الصواريخ إذا صعدت من خطواتها".
يذكر أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قامت يوم 29 أيار/مايو الماضي، بإطلاق نحو قرابة 150 صاروخا وقذيفة هاون، ردا على العدوان الإسرائيلي الذي تسبب بقتل عددا من المقاومين الفلسطينيين وقصف العديد من مواقع المقاومة، حيث أكدت أنها ستقابل "القصف بالقصف".
في حين، كشف الخبير الإسرائيلي، أن "التوجيه الواضح للقيادة السياسية للجيش، ينص على أن الشمال "جبهة سوريا" أهم من غزة، وأنه في هذه الحالة، يمنع السماح لقطاع غزة، حرف الانتباه الإسرائيلي عن أهداف المعركة الرئيسية وهي؛ طرد القوات الإيرانية من سوريا".
وتابع: "في كل الحالات، من المفضل في القطاع، الانتظار حتى الانتهاء من بناء الجدار المضاد للأنفاق، والمتوقع أن يتم في غضون عام"، مضيفا: "هذا هو ما يقوله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجيش في الجلسات المغلقة، وهذا ما حاول أيضا رئيس الأركان غادي ايزنكوت أن يشرحه أمس الأول لمجلس الوزراء".
واعترف هرئيل، أن "التحركات العسكرية الإسرائيلية ضد خلايا الطائرات الورقية لا تحقق النتائج المرجوة"، مشيرا إلى أن "بعض وزراء الحكومة، يستأنفون على مبررات الجيش لكنهم لا يتحدون نتنياهو مباشرة"، وهو ما يشي بوجود خلاف إسرائيلي حول طريقة تعاطي الجيش مع تهديد الطائرات الورقية.
وأكد أن "حماس وبوسائل بسيطة تنجح هذه المرة، بجباية ثمن أعلى من إسرائيل من ذلك الذي دفعته في التظاهرات"، منوها أن "ما تريده إسرائيل الآن واضح تماما؛ وهو تجديد الهدوء والوقت لتركيز الاهتمام في الشمال".
وتساءل هرئيل، حول ما تريد حركة "حماس"، وهل تبدي قيادتها، "الاستعداد لخوض الحرب؛ هي الأولى في المنطقة التي ستندلع بسبب الطائرات الورقية؟".