كشف لطفي زيتون أن هناك حالة من القلق داخل حركة النهضة وعزمًا على استئناف الحوار
حذّر المستشار السياسي لرئيس حركة النّهضة التونسية، لطفي زيتون، مساء الثلاثاء، من أن ما وصفها بـ”الأزمة السياسية العميقة التي تشهدها البلاد اليوم، تهدّد بوقوع اغتيالات سياسية جديدة، معترفًا في نفس الوقت بوقوع “إخوان تونس” في “مأزق”.
و اعتبر لطفي زيتون، في مقابلة مع تلفزيون “نسمة” الخاص أنّ الأوضاع التي تعيشها البلاد اليوم لا تختلف كثيرًا عن الوضع الذي مرّت به سنة 2013، معبّرا عن أمله بألا تشهد البلاد أحداثًا مشابهة لتلك الفترة من اغتيالات سياسية تعرّض لها في ذلك الوقت الناشطان السياسيان التونسيان شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
و شدّد المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، على أن المشكلة القائمة في البلاد اليوم هي مشكلة سياسية بالأساس، مشيرًا إلى أن تونس تمرّ بأزمة عميقة تصاعدت حدتها خصوصًا بعد خطاب الرئيس التونسي الذي أعلن خلاله عن انتهاء العلاقة مع حركة النهضة الإسلامية.
وأضاف زيتون أن هناك مشكلة اليوم في رأس الدولة، وانقسامًا خطيرًا على مستوى السلطة التنفيذية بين رئاستي الجمهورية والحكومة في تونس، مشيرًا إلى أنّ الانقسام الحاصل في أعلى هرم السلطة التنفيذية، أضرّ بالبلاد وإلى أنّ السعي لتفكيك منظومة الاستبداد أوقع تونس في فخّ تفكيك وحدة الدولة وهيبتها.
وتابع أن الأزمة تحوّلت إلى أزمة مؤسسات صلب الدولة التونسية، وأنّ إحدى مؤسسات رأس السلطة التنفيذية اعتبرت المؤسسة الثانية، فاقدة للشرعية ودعتها إلى تجديد شرعيتها.
وأشار زيتون إلى أنّ حركة النهضة أصبحت في موقف لا تحسد عليه بعد تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، معتبرًا أنه لولا التوافق لما وصلت البلاد إلى سنوات الاستقرار، لافتًا إلى أنّ الاستقرار والتوافق جنّبا البلاد مخاطر كبيرة، و حالا دون حصول فراغ سياسي على غرار مسألة البقاء دون وزير للداخلية، بعد إقالة الوزير التونسي السابق لطفي براهم.
و أقرّ لطفي زيتون، بأنّ ”الحركة الإسلامية غير سعيدة بعد أن أعلن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في خطابه مساء الاثنين أن التوافق انتهى”.
وكشف لطفي زيتون، أن ”هناك حالة من القلق داخل الحركة، وعزمًا على استئناف الحوار”، مضيفًا أنه ”من الضروري توفير الجهود لإعادة التوافق مع رئيس الجمهورية إلى سابق عهده”.
و كان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حذّر من أنّ الوضع الذي تمرّ به تونس اليوم أصعب من الوضع الذي مرّت به أواخر حكم الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة.