دور المرأة المهمش
قالت الناشطة المدنية إيناس بوشناف إن سقوط نظام القذافي قد أعطى بوادر على انفتاح المجتمع الليبي على حقوق النساء أكثر، خاصة بعد أن سارت النساء في طليعة الصفوف الأمامية لدعم قوات الجيش والشرطة ووقفن معهم صفا واحد ضد الإرهاب، وحاولن بكل ما أوتين من عزيمة إيصال أصواتهن للعالم عن طريق المشاركة في مختلف الحوارات الهادفة إلى إنهاء حالة الصراع التي يعيشها الليبيون.
وأضافت بوشناف “ربما تكون مشاركتنا بسيطة، لكننا دائما نسعى لأن نكون في الصفوف الأمامية حتى لا يتم طمسنا، في العملية السياسية وفي إحلال السلام وإنهاء الصراعات”.
وحثت بوشناف نساء بلادها على عدم التوقف عن ممارسة النشاط السياسي ومواصلة نضالهن من أجل أن تأخذ المرأة الليبية مكانتها في مجتمعها وتساهم في صناعة القرار الذي يخدم الصالح العام ويحقق الأمن والسلام.
لكن صورة المرأة الليبية التي تتقدم الصفوف الأمامية لتطالب برحيل القذافي والمزيد من الحرية والمساواة، لم يعد لها أي وجود في المشهد الحالي في ليبيا، وبينما تتراكم الأزمات يوما بعد يوم، لم يتوقف أحد ليسأل المرأة عن رأيها.
وتبدو التحديات التي تواجه المرأة في ليبيا اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه حتى في العهد السابق، فهناك تداخلات عدة أولها تنامي نفوذ التيار الإسلامي الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياة كل امرأة تحاول الخروج عن مبادئه وفق ما صرحت مستشارة التعليم الدولي شهرزاد كبلان.
وعبّرت كبلان عن أسفها لما آل إليه الوضع في بلادها قائلة “لقد كان تسلل الإخوان المسلمين إلى المشهد الليبي سببا رئيسيا في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا، وقد بدأت ملامح هذا التدخل ليلة إعلان تحرير ليبيا ‘كدولة إسلامية’ في 23 أكتوبر 2011”.
وأضافت كبلان “ترسّخ دور الإخوان المسلمين أكثر ليلة الاحتفال بانتقال السلطة في طرابلس في أغسطس 2012 عندما تم استبعاد المذيعة الشابة سارة المسلاتي لأنها لم تكن محجّبة وتعويضها بمذيعة أخرى، هذان الحدثان كان لهما أثر كبير على النساء في ليبيا ومنهما كانت بداية عملية استبعاد النساء من العملية السياسية”.
وتابعت “لقد تم اغتيال صديقتي سلوى بوقعيقيص واختطاف زوجها عصام القلال واغتيال 4 نساء أخريات، وهذه رسالة دامية أخرى للنساء في ليبيا للابتعاد عن العملية السياسية”.
وشدّدت كبلان على أن المجتمع الدولي كان له دور كبير في ترسيخ استبعاد المرأة من العملية السياسية في ليبيا لأنه وفق تعبيرها “لم يصر على تواجد النساء في محادثات السلام بالرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 حول المرأة والأمن والسلام، الذي تم تبنيه في عام 2000”.
وأوضحت “كل المحادثات التي كانت عالية المستوى تم استبعاد النساء منها بشكل مقصود، مثل تلك التي كانت تعقد في الصخيرات، أما المحادثات المنفصلة والمخصصة للنساء فقد كانت تعد في تونس وقد دعيت لها إلا أنني رفضت الانضمام لها لأنها محادثات غير مجدية من وجهة نظري”.
وترى كبلان أن المرأة لها مكانتها في ليبيا، وأنه باستطاعتها إحداث التغيير في بلادها وإرساء الأمن والسلام، وذلك عن طريق العمل الدؤوب وليس بعقد المؤتمرات واللقاءات.