كشفت دراسة فريدة استمرت لمدة 26 عامًا حول سلوك الذئاب عن اكتسابها لسمة غير عادية بعد إصابتها بطفيل "التوكسوبلازما جوندي"، المسبب لمرض يُعرف بـ "داء المقوسات". وفقًا لنتائج الدراسة، تظهر تلك الذئاب المصابة بالمرض توجهًا بنسبة تصل إلى 46 مرة أكثر لتولي قيادة القطيع. وتشير النتائج أيضًا إلى أن الذئاب المصابة تظهر ميلًا أكبر نحو تحمل المسؤولية القيادية في القطيع.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على تأثيرات المرض على السلوك الاجتماعي للذئاب، حيث يظهر أن تأثير المقوسات يمتد إلى تغييرات في الترتيب الاجتماعي للقطيع. يعزى هذا التحول إلى تغييرات في نفسية الذئاب المصابة، حيث تبدو أكثر إصرارًا على تولي المسؤوليات الرئيسية في القطيع.
بهذا السياق، تبرز أهمية فهم تأثيرات الأمراض على الحياة الاجتماعية للحيوانات البرية، وكيف يمكن للعوامل البيئية أن تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل سلوكها وتفاعلاتها. تعتبر هذه الدراسة خطوة هامة نحو فهم أفضل لديناميات الحياة البرية وتأثير الأمراض على تكوين هياكل اجتماعية جديدة في مجتمعات الحيوانات.