من البرامج التلفزيونية التي أطلت علينا في شهر رمضان المبارك، البرنامج الكوميدي في شكل خدعة الكاميرا الخفية "آلو جدة" الذي تبثه قناة التاسعة، و الذي لم يستسغ العديد طريقة طرحه.
في قراءتنا الأولية للشريط الإعلاني لهذا البرنامج الذي يشارك فيه الإعلامي الذي نكنّ له الاحترام مكي هلال، يبدو كوميديا، ولكن مع متابعة الحلقات يبدو أن هناك لعبة تحبك بحرفية كبرى.
تتمثل اللعبة في إحضار المخلوع بن علي بصوته لا غيابيا ويتدخل عبر السكايب مع سياسيين تونسيين ناشطين في الساحة أو أسماء أخرى لها وزن عند عامة الشعب التونسي، ليطلب العودة إلى تونس وعفا الله عما سلف، وكذلك لتحريف بعض الحقائق وإن لا نتهم أحدا بسوء النية فالنتيجة واحدة.. وكذلك تمرير كلمة انقلاب في أكثر من مناسبة في الحلقة الواحدة على لسان وسيم "ميقالو" لإقناع المتلقي أن الشعب التونسي لم يقم بثورة بل صار ترويجا لفكرة انقلاب سياسي أو عسكري على "المظلوم" بن علي ونعلم جميعنا أن المعلومة تستساغ بطرحها مرات متتالية في شكل غسيل أدمغة لإظهار بن علي في شكل الوطني.
من منظار آخر، بعض الذين خدعوا في هذه الحصة يكشفون حقائق ربما تكون نقطة مضيئة في تاريخ البلاد في هذه المرحلة الحساسة كما يمكن أن تعيدنا سنوات إلى الوراء، كذلك نكتشف ردة فعلهم في حالة عودة بن علي إلى تونس على شكل سبر آراء. هذا طبعا نتحدث عن ما شاهدته أعيننا وسمعته آذاننا بعد عملية المونتاج وما خفي كان أعظم.