بغداد (العراق)- الزواج الاعتيادي والكلاسيكي المتعارف عليه منذ ان فتحنا عيوننا هو عقد اجتماعي وانساني بين طرفين بموافقة الاهل والمجتمع والقانون ..الطرف الأول هو الرجل أي (الذكر) والطرف الثاني هو المرأة أي (الانثى) ...والذكر والانثى لا يمكن لأي منهما ان يستغني احدهما عن الاخر جنسيا ... وقد وجدا على الأرض لإدامة ديمومة الجنس البشري بممارسة العملية الجنسية مع بعضهما ...لغرض الانجاب والتكاثر ...
وهنا يبرز سؤال ...هل يمكن للرجل الذكر ان يستغني عن المرأة ؟؟؟ او هل المرأة ليست بحاجة للرجل كذكر ؟؟؟ وهنا اقصد الحاجة الى إقامة علاقة جنسية لتلبية الحاجة الغريزية لجسديهما في الظروف الصحية الطبيعية وكما خلقهما الله ونصت عليها الأديان جميعا... ومن الملاحظ في مجتمعاتنا المحافظة ...انهم يحظرون الكلام عن الجنس او الممارسة الجنسية وكأنه من المحرمات التي لا يجب على الانسان ان يتقرب منها حتى في تفكيره الباطني ...وينسون ان الله اباح العلاقة الجنسية من خلال الزواج ...فالعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ليست حرام او عيب او مخلة بالشرف ولكن بشرط ان تتم تحت مظلة الزواج ... وهنا تغيب حقيقة مهمة عن تفكير الإباء والامهات عندما يبالغون بالمنع .. نلاحظ ان بعض المراهقين بدأ يتمرد على المنع والسبب بسيط وهو ان الانسان حريص على ما منع ...
والامثلة على ذلك كثيرة ...كم من طفل صغير لا يتجاوز عمره سنتان عندما يدخل مع امه للحمام ويجلب انتباهه ان عضو انه التناسلي لا يشابه عضوه التناسلي فيبدأ بطرح الأسئلة العفوية والبريئة ببراءة الطفولة ..وعندما يرى أعضاء امه التناسلية وهي تختلف عما عنده ...تراه يبصبص بفضول وربما يسألها عن ذلك الاختلاف ...فان كانت الام مثقفة او متعلمة ...ستوضح وستشرح له ( قصة عنتر ) ...اما اذا كانت من المحافظات والمتزمتات ..فهي ستثور وتغضب وتصرخ عليه ( انجب ولك عيب ..ولا تعاين ودير وجهك ...وربما ياكله كفخة ) ..وهنا يبرز سؤال جديد ...ايهما اصح تصرف الام الأولى او الثانية ؟؟ اترك الإجابة لقناعة من يقرأ هذه الكلمات ..وحسب التجربة والبيئة التي تربى بها ...
مما سبق نجد الممارسة الجنسية بين الذكر والانثى حاله طبيعية وحاجة غريزية فالإنسان والحيوان كلاهما بحاجة ماسة الى الاتصال الجنسي ولايمكن الاستغناء عنه كالماء والهواء والطعام ...والفرق بين الانسان والحيوان ..الانسان هو حيوان عاقل وناطق ...وتحكمه الضوابط الدينية والاجتماعية ..بينما الحيوانات لادين لها ...فلم نسمع ان فيلا او اسدا على ملة الإسلام او اليهود ..فقط نجدها عند الانسان ..
وانا شخصيا لا أستطيع الجزم كيف كانت العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة في بدأ الخليقة وقبل ظهور الانبياء. وفي الحقيقة لا يعجبني الخوض فيها ولا ارتاح لمناقشتها لان الكثيرين سيتحولون الى فلاسفة براس حضرتنا المسكينة ...ولكن المنطق يقول ..ان العلاقات ربما كانت مشاعة الرجل والمرأة ...رايح جاي يتونسون وما خذين راحتهم ( عقلي يصور لي الحالة السائدة آنذاك هكذا والله اعلم )...
وكما أتصور ان الفحل القوي والذكي وصاحب العضلات مثل رامبو الأمريكي كان هو المسيطر على النسوان ...ومن هنا ومن قال بنظرية شريعة الغاب قول معقول ...او البقاء للأقوى ...واليوم ليس المهم عندي كيف كانت العلاقة بين الرجل والمرأة قبل ظهور الديانات ونزول الكتب السماوية والانبياء والرسل وهذه هي من ضبط العلاقة بين الرجل والمرأة بما عرف بالزواج ...
فكل دين وضع ضوابطه وشروطه الخاصة بالزواج ...ولو التزم الجميع بهذه الضوابط لحافظنا على الاسرة وقدسيتها في المجتمع .. ولكن للأسف يلاحظ ان هناك هجمة معادية وشرسة وذكية ومبرمجة لتدمير وتسخيف الزواج ...
اذن الزواج نعمة وليس نقمة أذا احسن اختيار طرفي الزواج أي الزوجين لبعضهما البعض ... لانهما بزواجهما يكونان اسرة والاسرة أساس وعماد بناء المجتمع ...فان كانت الاسرة صالحة فسيكون المجتمع صالحا وان كانت الاسرة طالحة او فاسدة فان المجتمع سيصبح فاسد ..وقد اكد الدين الإسلامي على نعمة الزواج ( وجعلنا بينهما مودة ورحمة ) ويقصد الرجل والمرأة ... ولم يوصي بزواج الرجل للرجل او المرأة للمرأة كما يروج لها أعداء المجتمع في السنين الأخيرة ...واول من طبقها سرا العرب والمسلمون ..
فمن منكم رأى حمارا يتزوج حمار .. او بغلة تزوجت بغلة ..والاعتيادي ان يتزوج الحصان فرسا ..لانجاب المهر ..ولله في خلقه شؤون ...نلاحظ ان البغل عندما يتزوج بغلة ...فهي لا تحبل ولا تنجب ...بينما يقال ان الفرس ( اذا كطع عقلها ) وتزوجت حمارا ...فهي تحبل ( تحمل منه ) وتنجب بغلا ...واعود وأقول ولله في خلقه شؤون ..ويبدوا ان حمير البشر والبشر الحمير ...حرفوا حكمة الله في خلقه ...عندما شرعنوا زواج الرجل رجلا ...ويترك المرأة ( فاكة حلكها للسماء تنتظر النصيب ) ...وأنا أعتقد ان المرأة والزوجة الصالحة والحريصة على زوجها وعائلتها هي نعمة من نعم الله على الرجل والبشرية جمعاء .. ولكن لله في خلقه شؤون .. وخلق حميرا لا يقدرون قيمة المرأة والزوجة ..
وما اريد قوله ...ان الزواج نعمة ربانية وعلاقة إنسانية نبيلة ورائعة ولكن البعض من مرضى النفوس والشواذ خلقيا وعقليا ...يخططون لتدمير المجتمعات الصالحة ...وافضل من يقوم بلعب هذا الدور القذر ...هم رجال تجلببوا بجلباب الدين ..واستمرأوا واستسهلوا اصدار فتاوي بشرعنة عملية الزواج السهل واللا منضبط وبعيدا عن شرع الله وعن التقاليد المتعارف عليها اجتماعيا ...وغايتها هي افساد قدسية الزواج من خلال افساد العلاقة الزوجية بين الزوجين بإباحة كل الممارسات اللا طبيعية والمتعارف عليها بين الذكر والانثى ومن خلال ترويج الأفلام الإباحية التي تروج لكل أنواع الشذوذ الجنسي ...
ان هؤلاء الفقهاء المرضي نفسيا وجنسيا وانطلاقا من فسادهم الذاتي والكامن بين افخاذهم ومن خلال دغدغة واستغلال الجوع الجنسي البديهي والطبيعي عند الفتاة والفتى ولاسيما في عمر المراهقة وغليان الشبق الجنسي بأصدار فتاوي دينية لتسهيل عمليات الزواج او حتى البعض يمارس العلاقة الجنسية قبل الزواج بحجة الحب والعشق والغرام ...بينما في حقيقة الامر هما يشبعان جوعهما الجنسي سرا وبعيدا عن عيون الاهل والناس على وعد بالزواج ...
او يتزوجان بلا أحم ولا دستور ولا شاهد ولا هم يحزنون وببساطة متناهية (هي تقول له زوجتك نفسي وهو يجيبها زوجتك نفسي ويحضر الشيطان وينسون الرحمن وفي خضم عاصفة الضم والتقبيل والحنان ...تنكسر السدة ويحدث الفيضان .. ويسيل ماء الحياة في الوديان وأخيرا انتصر الشيطان ... وتشعر الفتاة المسكينة بالندم والحسرة والخسران وتردد بصمت مع نفسها يا ريت اللي صار لا جره ولا كان ... وتغزوها احاسيس الكأبة والذل والخذلان ... اما احاسيس الفتى فكلها فرح وسعادة وامتنان وهو فرحان وزهوان بتفريغ سمومه ببنت الناس بين السرة والفخذان) ..
ولنرجع للفتاوي التي حولت الزواج من نعمة الى نقمة ..بمختلف التسميات التي ما انزل الله بها من سلطان ...زواج مسيار وزواج على الطاير والزواج الوقتي وزواج المتعة ...واخرها واتعسها ما اطلق عليه مؤخرا جهاد النكاح ...وفي راي الشخصي والمتواضع انهم يريدون تدمير الزواج وبالتالي تدمير وتفتيت أواصر الاسرة وبالتالي افساد المجتمع وزعزعة كيانه ..
انني وكما اسمع هذه الأيام ان مجتمعنا العراقي مهدد اسريا واخلاقيا واجتماعيا وراس البلاء هم ادعياء الدين ومن يستغل الدين في السياسة للوصول الى غاياتهم الخبيثة والدنيئة ...ولكي نحارب هذه الظاهرة المرضية علينا بالتوعية والثقافة الجنسية العلمية الصحيحة وحماية حقوق المرأة في المجتمع وتوفير فرص العمل للشباب وعلى العوائل تسهيل متطلبات الزواج وعدم وضع العراقيل والعقبات بوجوههم ... الفتاة او الفتى وتسهيل زواجهما ومساعدتهما على الحياة ...فالجنس ضرورة وحاجة ماسة كالماء والهواء والطعام ..للفتى وللفتاة ...فان لم تساعدهم الحكومة والمجتمع واسرتهما فبالتأكيد سندفعهما الى ارتكاب الأخطاء حال توفر الفرصة لهما بالاختلاء بعيدا عن انظار الاهل والناس ...
حتى الزواجات التي تتم بموافقة الاهل وعلم المجتمع ومثبتة قانونيا أصابها الخلل ...ونجد الكثير منها يفشل وينتهي بالطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله ...وهذا ما تؤكده كل الاحصائيات التي تنشرها المحاكم المختصة او التي تنتهي بالانتحار. ولأسباب عديدة لامجال لذكرها الان ...وعلى قادة المجتمع الانتباه لهذه الظاهرة السلبية المؤلمة وانعكاسها على المجتمع العراقي ولاسيما على أطفال المستقبل واتخاذ إجراءات سريعة لحماية الاسر واهمها العامل الاقتصادي والتربوي ..