أصدرت دار نشر «كلاريتى برس» مؤخرًا كتابًا حمل اسم «وكالة المخابرات الأمريكية المركزية والجريمة المنظمة»، للكاتب والصحفي الأمريكي الشهير «دوجلاس فالنتين»، في حوالى 448 صفحة، يصف فيه كيف أدت العمليات القذرة لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» لإفساد أمريكا والعالم.
الكتاب هو رابع كتب «فالنتين»، بعد 3 كتب عن عمليات وكالة المخابرات المركزية، ويبحث خلاله في أنشطة الوكالة، ويكشف كيف تسمح بتدفق تجارة الأفيون والهيروين إلى دول العالم والشرق الأوسط، فضلًا عن علاقاتها مع «وكالة المخدرات الاتحادية» الأمريكية.
ويشرح المؤلف بناءً على مقابلات مع كبار المسئولين كيف تسللت وكالة المخابرات المركزية إلى كل مؤسسات ووكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة والعالم.
وساعدت «سي آي إيه»، بحسب «فالنتين» في انتشار تجارة المخدرات، جنبًا إلى جنب مع سياسة التوسع العسكري في جميع أنحاء العالم، وقال: «عملاء وكالة المخابرات المركزية يبيعون مئات الأطنان من الكوكايين من أجل الحصول على الأموال اللازمة للقوات شبه العسكرية التي أنشأتها واشنطن».
ويضيف: «سي آي إيه» لديها علاقات حتى مع موظفي العمليات الخارجية في العالم، مسلطًا الضوء على أبعاد الأنشطة غير المشروعة وغير القانونية الجارية من وكالة الاستخبارات المركزية، والتي تصدر الإرهاب.
ويشير إلى أن المخابرات الأمريكية تمول الحركات الاجتماعية والسياسية في الداخل والخارج، خاصة في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة والساخنة، وهي قادرة على خداع الرأي العام.
وصدر الكتاب قبل أيام قليلة من تقديم الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استقالته، بسبب علاقاته مع المخابرات الروسية، الأمر الذى أحدث فوضى كبيرة في البيت الأبيض.
وأوضح «فالنتين» في كتابه دور المخابرات الأمريكية في تنظيم الاغتيالات، وزعزعة الاستقرار والتسلل إلى الحكومات الأخرى، مشيرًا إلى دعمها التنظيمات الإرهابية، ومنها «القاعدة» و«داعش» و«طالبان».
وتطرق إلى كيف تؤدي المخابرات الأمريكية أدوارًا هجومية بشكل متزايد خلال العقود الماضية، بما فى ذلك القيام بعمليات سرية شبه عسكرية، خاصة داخل الدول العربية التي وجهت الوكالة كل عملياتها تجاهها، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية، ودخلت أذرعها في كل أنواع الصراعات بالمنطقة الساخنة، ما أدى إلى اختلال التوازن الإقليمي والدولي.
واستغلت المخابرات الأمريكية، بحسب «فالنتين» السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، للقيام بعملياتها القذرة، وهو ما بدا كنوع من أنواع «الجريمة المنظمة».
وأشار إلى أن الوكالة استقطبت العديد من الرموز العربية والشرق أوسطية العلمية والفنية، وغيرها من مجالات الشهرة والتأثير على المجتمعات داخل أوطانهم من مختلف الجنسيات، ومنحتهم التسهيلات الإدارية والأموال، وأعطتهم الجنسية والامتيازات المعنوية.
وتطرق كذلك إلى علاقات المخابرات الأمريكية مع «داعش» وإيران وتركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان ومصر وتونس وأفغانستان وباكستان وجنوب السودان والسودان، وما قامت به أذرعها في تلك الدول، خاصة في اللعب على تعميق التوترات الطائفية، وتجنيد الجهاديين.
وتابع: «نفوذ ووجود المخابرات الأمريكية في سوريا والعراق ساعد بل حرض انتشار الإرهاب، وهو ما ساهم بشكل مباشر في صعود تنظيم داعش، ورعاية جماعات متطرفة عنيفة لزعزعة استقرار النظام السوري».
وأكد أن وكالة الاستخبارات المركزية لديها وسائلها العلنية على تغطية دورها القذر في إشعال الاضطرابات السياسية والحروب، لافتًا إلى استخدامها «البورنو» كأحد أسلحتها، وقال: «هي التى أرست أول مواقع وأفلام بورنو، للفت أنظار الدول، خاصة العربية عن العمل وعن التطوير، وإغراقها في ذلك المستنقع».
كما كشف عن أذرع المخابرات الأمريكية داخل وسائل الإعلام الرئيسية، ومنها «واشنطن بوست»، وقال إن هناك أكثر من 400 من الصحفيين الأمريكيين الذين كانوا يقومون سرًا بمهام لصالح الوكالة.
وأضاف: «من بين المنظمات الإعلامية التي تعاونت مع وكالة المخابرات المركزية، وكالة أسوشيتدبرس، ويونايتد برس إنترناشونال، ورويترز، مجلة نيوزويك، وميامي هيرالد، ونيويورك هيرالد تريبيون، ونيويورك تايمز، وسي بي إس، وتايم».