جاء في بلاغ عن وزارة الشؤون الثقافية ورد أمس الأول الاثنين على صفحتها الرسمية أن أعضاء الهيئة الإدارية لمهرجان قرطاج الدولي في دورته الثالثة والخمسين قدموا استقالتهم وذلك بسبب انعدام إمكانيات التواصل والعمل الجماعي مع المديرة الفنية آمال موسى التي تم تعيينها على رأس إدارة هذا المهرجان يوم 5 ديسمبر 2016 كما جاء في نص البلاغ أن وزارة الشؤون الثقافية ستنظر في الموضوع بصورة متأكدة بما يعيد ظروف العمل الجدي لهذا المهرجان و يعطيه كل أسباب النجاح و التوفيق المعهودين.
وحسب ما توفّر لدينا من معلومات فإن وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين اختار آمال موسى على رأس إدارة مهرجان قرطاج الدولي من منطلق ثقته في شخصها كشخصية ثقافية وطنية ولتمكين الشعراء والكتّاب والصحفيين ومن خلال شخصها من إدارة هذا المهرجان حتى يضفون عليها صبغة ثقافية جديدة تجمع مختلف الفنون ومنها الشعر ومن هنا راهن الوزير على مشروع "أيام قرطاج الشعرية" في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا المهرجان الذي بلغ عمره أكثر من نصف قرن غير أن آمال موسى خيّبت الآمال باختيارها الانسحاب وهو انسحاب يرتقي حسب معلوماتنا الخاصة إلى مرتبة الهروب من تحمّل المسؤولية حيث ثبت عدم قدرة هذه الشاعرة والإعلامية على إدارة هذا المهرجان لعدم قدرتها على التواصل مع المؤسسات الرسمية بوزارة الشؤون الثقافية ورفضها التعامل مع المؤسسة الوطنية للتظاهرات الفنية والمهرجانات الدولية بالوزارة التي يشرف على إدارتها الأستاذ علي المرموري وغيرها من هياكل مؤسسات الدولة الرسمية ذات الصلة بعملية تنظيم المهرجان وبذلك تكون آمال موسى قد خيّبت كل الانتظارات في تنظيم تظاهرة ثقافية كبرى وليست مطية لبلوغ مرتبة الوزارة والحصول على منصب وزيرة للشؤون الثقافية عبر المرور بهذا المهرجان كما تعتقد لتسجّل بذلك نقطة سوداء في تاريخها الثقافي وهو للأسف ما لم نكن ننتظره منها، فبتصرفها هذا وقعت في فخ عدم تقبّل المفهوم والدور الجديد لوزارة الشؤون الثقافية وهياكلها والتي لم تعد لا هي ولا مهرجان قرطاج "وكالة أفراح" بل بدأت منذ إشراف الدكتور محمد زين العابدين المشرف على سير هياكلها وبرامجها تتحول إلى وزارة تؤسس لمشروع ثقافي ذي أهداف مهمة وناجعة.
وما زاد الطين بلّة هو تعمدها خلال الندوة الصحفية التي التأمت صباح أمس بأحد مقاهي مونبليزير (قرب مقر إدارة مهرجان قرطاج الدولي) الاعتداء بصفة مجانية على الملحقة الصحفية للوزارة سيماء المزوغي بداعي أنها تابعة للوزير والحال أنها صحفية مستقلة عملت لسنوات بالصحف ومشهود لها بالكفاءة والنزاهة، كما وزعت التهم على أغلبية أعضاء هيئة المهرجان دون دليل أو إثبات، زد على ذلك ادعاءها أن الوزارة غيرت الأقفال والحال أنها (أي امال موسى) لا تملك نسخا من المفاتيح، بمعنى أنها تريد دخول مكان لعقد ندوة صحفية دون صفة ودون وجه حق ودون ترخيص قانوني.
منصف كريمي
