اختر لغتك

يوسف الشاهد «زعيما».. فكرة «تخيف» الأحزاب

يوسف الشاهد «زعيما».. فكرة «تخيف» الأحزاب

لا تزال مواقف الأحزاب تراوح مكانها بخصوص حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها حكومة الوحدة الوطنية ضد أباطرة التهريب في تونس بعد عمليات إيقاف شملت شخصيات عدة من مختلف المناطق ببلادنا.

 

ولئن أظهرت الحكومة موقفا واضحا بخصوص المسالة فان أحزابا لا تزال تحت وقع الصدمة حيث لم تكن لتعتقد حتى في أحلامها أن يمنح رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي وصفوه بالعاجز وغير القادر على اعتماد هذه الخطوة ليضع الجميع أمام حتمية ساندتها أطراف مختلفة ودفعته للذهاب إلى الأقصى  وأطراف أخرى ساندته حرجا حتى لا تحشر في زاوية يصعب الخروج منها بعد.

وبين الموقف الأول والثاني انتعشت آمال عدد ضروري من الانتهازيين الذين سارعوا للارتماء في أحضان الشاهد بتعلة مساندته على ضرب الفاسدين والحال انهم تمترسوا سابقا خلف عطايا المفسدين.

فقد أوضــحت "مسيرة" أول أمس في القصبة حجم المغالطات التي تبنتها قيادات سياسية من داخل النداء نفسه فمجرد بحثهم عن موقع أمام عدسات المصورين والصحفيين إنما هو إثبات حقيقي أن سعيهم للمشاركة في تحرك القصبة إنما هو تغطية عن فساد محتمل وتعبيرة حية عن حجم الهلع والخوف الذي يعيشونه داخلهم.

 

قلبوا الفيستة

لم يكن حجم المشاركين بتحرك يوم الجمعة بالعدد الكافي حيث لم يتجاوز 1500نفر،عدد هبوط بعد أن أوضــحت السلطة عن الأسباب الحقيقية لاعتقال رجل الأعمال شفيق جراية اثر بلاغ صادر عن وكـــالة الدولة العامة للفضاء العسكري والتي أثبتت تورط الجراية في مسائل تهم سلامة وامن الدولة ولا علاقة لاعتقاله بالفساد ليتنفس بعضهم الراحة.

وفي هذا السياق فقد أَرْشَدَت القيادية بحركة نداء تونس رباب السباعي في تدوينة لها على "الفايس بوك" إلى ما اعتبرته نفاقا كبيرا وكتبت في هذا المضمار " فيق الجراية صاحب فضل على برشه ناس حاضرة الصباح في المسيرة وقلبت الفيستة وولات فجأة "ضد الفساد" إلى درجة أني حسيت انو شفيق شارك في تنظيم المسيرة.. قلة اصل وقلة معروف.. ياكلو الغلة ويسبو الملة.. إن أكرمت اللئيم تمرد.. وبعد يقولو ناقفو مع يوسف.. نحب نعرف قبل مع شكون كنتو واقفين... الشعب يعرف.. ويقولو اخترنا تونس.. ياخي قبل نهار 23 ماي كنتو مختارين بلاد أخرى؟.. والناس اللي تقول لا تتركوا يوسف وحيدا مع الذئب.. يقال انو الذئب بريء من دم يوسف."

 

هل تخلى النداء عن الجراية؟

باستثناء بيانه السياسي فان موقف نداء تونس مازال غير واضح بخصوص عملية اعتقال شفيق الجراية وعلاقتها بأمن الدولة حيث جاء بيان النداء مبهما و مشوشا ليعكس الوضع الحقيقي للداخل الندائي.

شفيق جراية وفي بيان له على قناة "الحوار التونسي" وإذاعة "موزاييك" ركــز انه مول وساهم وشارك في كل ما يهم الحزب وأساسا اجتماع صفاقس 2014 أي مع الحملة الرئاسية للباجي قائد السبسي والتي دخل "شيخ القصر" محملا على الأعناق في وقت اعتقد فيه الجميع أن صفاقس واقعة تحت هيمنة حركة النهضة ومعقل أساسي لها.

شفيق جراية ركــز أكثر من مرة انه مول النداء ودفع مساهمات كبيرة للتغطية على مصاريف اكرية المقرات.

كذلك لعب جراية دورا محوريا في حسم الصراع بين حافظ قائد السبسي وبقية خصومه وأساسا محسن مرزوق الذي كان أول من أوضــح حجم تدخل الجراية في الحزب سواء قبل مؤتمر سوسة 2016 أو حتى بعده مع ارتفاع الخلافات بين "حافظ" ورئيس الهيئة التسيرية رضا بلحاج.

 

المناشدون الجدد

لم تكن حملة يوسف الشاهد ضد الفساد بمعزل عن تقاطعات عموم "القطيع" السياسي الذي سارع إلى "المناشدة" وإصدار شعارات تبنت خيار"مقاومة" الفساد والحال أن جزءا من المناشدين غارقين في فسادهم سواء كانوا داخل أحزابهم أو داخل كتلهم النيابية.

وقد نسى هؤلاء المناشدون أن ما قام به الشاهد وما سيقوم به ما هو إلا واجب وليس منة منه  خاصة وانه أظــهر  منذ تعيينه من قبل رئيس الجمهورية على رأس الحكومة الوطنية أن خياراته الرئيسية تقوم على كسب الغــارة ضدّ الإرهاب، والتصدّي للفساد، ورفع نسق النموّ، إلى جانب التحكم في الموازنات المالية، والعناية بالنظافة والبيئة.

وفي واقع الأمر  تظهر جل الأحزاب والأطراف الوطنية الفاعلة رافضة لمثل هذه المناشدات، هكذا موقف نفهمه من خــلال مقاطعة الجبهة الشعبية  وحركة النهضة وأفاق تونس والجمهوري والمسار والاتحاد العام التونسي للشغل لتحرك أول أمس بالقصبة.

فهل ينجح الشاهد في إقناع الجميع بأهمية خطوته الحاصلة؟ وفي حال قبلت الأحزاب والمنظمات ما هي الضمانات التي يمكن للشاهد أن يقدمها لعموم شركائه في الحكومة؟ وما هي شروط أحزاب الائتلاف الحاكم وبقية الفواعل الاجتماعية لمساندة الشاهد؟ وهل يقبل الشاهد بإعلان عدم ترشحه للانتخابات القادمة حتى لا يعطي انطباعا بان ما يقوم به ما هو إلا حملة انتخابية سابقة لأوانها؟

 

آخر الأخبار

الحكم بالسجن 9 سنوات لصهر بن علي في قضية فساد مالي

الحكم بالسجن 9 سنوات لصهر بن علي في قضية فساد مالي

الإصلاح التربوي في تونس: أزمة بنيوية تتطلب إعادة التفكير الجذري في المنظومة التعليمية

الإصلاح التربوي في تونس: أزمة بنيوية تتطلب إعادة التفكير الجذري في المنظومة التعليمية

السجن لرجل أعمال ورئيس جمعية رياضية بتهم فساد مالي

السجن لرجل أعمال ورئيس جمعية رياضية بتهم فساد مالي

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

Please publish modules in offcanvas position.