تابع جمهور غفير جدا من التونسيين والجزاشريين والأجانب مساء الأربعاء 26 جويلية الجاري فعاليات الدّورة الـالثامنة والخمسين لكرنفال "أوسو" على طول كرنيش سيدي بوجعفر بجوهر الساحل سوسة بعرض للفرقة الشرفية للجيش الوطني التونسي.
وانطلق الكرنفال وسط تعزيزات أمنية مشدّدة، وحسب تقديرات القائمين على التظاهرة فقد تجاوز عدد الجماهير الحاضرة الـ 200 ألف متفرج جاؤوا من مختلف جهات البلاد للتمتّع بأجواء الكرنفال الشهير الذي يعتبر واحدا من أقدم الكرنفالات على مستوى العالم وأهمها في الضفة الجنوبية للمتوسط.
وتنوعت فقرات الاستعراض بين عروض فلكلورية، ولوحات راقصة وأخرى بهلوانية فضلا عن مشاركة لمجموعة "زولو" التي تمثّل تراث إحدى القبائل الإفريقية وفرقة جزائرية وأخرى ليبية، مع مشاركات من فرنسا وروسيا وبوركينا فاسو.
وانطلقت عربة "بابا أوسّو" ككل دورة مصحوبة بعربتين أخرتين أمام تصفيق الجماهير الحاضرة لينزل الممثل بوراوي الوحيشي ويقوم ببعض الحركات أمام المتفرجين في تقليد قديم للكرنفال، وتتالت العربات بعد ذلك وفيها عربة "خيرات البحر" وعربات تخمل مجسّمات عملاقة لحيوانات مثل الفيل والغوريلا فضلا عن الديناصورات، تلتها عربات لمؤسسات عمومية مثل عربة شركة النقل بالساحل وعربة بلدية سوسة والتي تمّ تسميتها بعربة "فرحة سوسة" وغبرها.
كما شارك في فقرات الكرنفال عدد هام من السيّاح المقيمين في فنادق جهة سوسة حاملين الأعلام التونسية.
ولم يخف وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين سعادته بنجاح الكرنفال وقال في تصرياحت إعلامية أنّ "الكرنفال يبعث برسائل حب وسلام للعالم" معتبرا أنّه "يتماشى مع انتظارات الجماهير الغفيرة الحاضرة اليوم التي يزداد عددها من دورة إلى أخرى".
وفي سهرة الخامس والعشرين من جويلية الجاري شهد جمهور غفير جدا فاق 150 ألف شخص إطلاق الشماريخ في كرنيش بوجعفر حيث تابعوا لأكثر من نصف ساعة فقرات من الألعاب النارية التي عادت بعد غياب سبع سنوات.
ويعتبر مهرجان "أوسو" من أعرق التظاهرات في تونس، ويعود تاريخ تأسيسه لسنة 1958.
ويطلق أهالي سوسة على هذا المهرجان اسم "بابا أوسو"، ويصنعون له مجسمًا على شكل رجل ضخم ملتحٍ ذي شعر طويل، وهو كنية عن إله البحر.
ويعود "كرنفال أوسو" إلى تاريخ بعيد حسب ما يؤكده أغلب المؤرخين، حيث من المرجح أنه انطلق منذ العهد الفينيقي، واقترن في العصر الحديث بذكرى وطنية وهي عيد الجمهورية الذي يصادف يوم 25 جويلية.