بقلم: عزيز بن جميع
يُعدّ رضا القروي من أعمدة الفن التونسي، ممثل بارع وقيدوم قدّم للمسرح والتلفزيون أعمالًا خالدة تجاوزت حدود الزمن، وأثرت في وجدان الجماهير بفضل أدائه المميز وموهبته المتفردة. ورغم إرثه الفني الحافل، يعيش القروي اليوم على هامش المشهد الثقافي، في ظل غياب غير مبرر عن الساحة الفنية.
مقالات ذات صلة:
رضا القروي: لم أسمع بأي كاستينغ في رمضان لأنه يباع خلسة
السجن لنبيل القروي وثلاثة آخرين في قضية فساد مالي بتونس
رضا القروي: مسرحي غول وقيدوم يحتفل بعيد ميلاده في أجواء من الفرح
لقد أسهم رضا القروي في تشكيل ذاكرة فنية تونسية، حيث قدم أدوارًا عميقة جسدت شخصيات تحمل أبعادًا إنسانية واجتماعية وثقافية. ومع ذلك، يظل غيابه عن المسرح والتلفزيون والإذاعة علامة استفهام كبيرة، تعكس جانبًا من معضلة التهميش التي تُقصي أحيانًا الكفاءات البارزة لصالح موجات من التوجهات السريعة والزائلة.
إن عودة رضا القروي إلى الواجهة ليست مجرد استحقاق لفنان قدير، بل ضرورة ثقافية تعيد الاعتبار لقيمة الإبداع الأصيل. فهل تتدارك المؤسسات الفنية هذا النقص وتفتح الأبواب أمام أحد أعمدة المسرح والدراما التونسية ليواصل مسيرته بإثراء المشهد الفني كما عهدناه؟
الوقت ليس متأخرًا لإعادة رسم ملامح المشهد الثقافي بألوان من التجارب الأصيلة التي يمثلها رضا القروي، الرجل الذي أضاء بموهبته دروب الإبداع في تونس.