لم تمض بضع ساعات من عمر علاقة صداقة "افتراضية" بين أوروبي وفتاة، حتى تحولت تلك العلاقة إلى كابوس ورعب، وقف خلالها الأوروبي وجهاً لوجه مع الموت، بعدما اكتشف أن صديقته التي ذهب إليها مساء لاحتساء كوب من القهوة في شقتها، ما هي إلا فخ لاصطياده وابتزازه وسرقته، وأنها بعيدة كل البعد عن الأخلاق والصداقة والمشاعر التي أحس بها خلال محادثته معها عبر أحد برامج المحادثة والتعارف.
وبالبحث في تفاصيل هذه الجريمة التي عرضتها النيابة العامة، أمام المحكمة الجزائية في دبي اليوم، يتبين أن المجني عليه تواصل مع فتاة عبر برنامج للتعارف، واتفقا على الاجتماع في شقتها الواقعة في منطقة جبل علي، ليحتسيا كوبا من القهوة معا، ويعززا صداقتهما الحديثة. وما أن مضت بضع ساعات على تعارفهما، حتى توجه إلى مقر سكنها بعد وصفها له، وبوصوله إلى هناك لم يجد الفتاة التي تعرف إليها وصادقها، بل وجد وحشا على هيئة امرأة فتحت له الباب برفقة رجل آخر أشهر في وجهه سلاحاً نارياً "وهميا"، ثم سحبه من رقبته إلى داخل الشقة، دون أن يمنحه الوقت أو الفرصة للسؤال عن "صديقته" الجديدة التي لم تكن سوى عنصر في تشكيل إجرامي أفريقي يضم زائرتين وموظفا إلى جانب 3 آخرين مجهولين، يمتهنون ويحترفون استدراج الضحايا عن طريق برامج التعارف لسرقتهم بعد الاعتداء عليهم وتهديدهم بالقتل أو الفضيحة.
إفادة المجني عليه
وأفاد المجني عليه أمام النيابة العامة، بأن أفراد التشكيل، أشهروا في وجهه مسدسا اكتشف لاحقا أنه بلاستيكي، واحتجزوه في غرفة، وفتشوه، واعتدوا عليه، ثم استولوا منه على مبلغ من المال بالعملة المحلية وبعملة بلاده، وبطاقات ائتمانية سلمهم إياها مع كلمات المرور الخاصة بها تحت التهديد والوعيد. ثم اخذوا هاتفه النقال منه وحذفوا المحادثة الالكترونية التي دارت بينه وبين الفتاة المشتركة معهم في الجريمة. غير أن ذكاء المجني عليه قاده إلى إعطاء الجناة أرقام مرور غير صحيحة، حتى لا يتمكنوا من استخدامها في سحب الأموال، وحتى يخلص نفسه منهم بعدما أصروا عليه بتزويدهم بأرقام المرور مقابل إطلاق سراحه، وتسليمه متعلقاته.
وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض على 3 من "التشكيل" بينهم" صديقة المجني عليه" التي دلت التحقيقات أنها استأجرت الشقة موضع الدعوى لمدة يومين من أجل صيد الضحايا قبل الانتقال إلى إمارة أخرى حيث تقيم هناك.