قد يشطح المرء بخياله إلى حدوده القصوى في فكر العصابات وأساليبها البشعة لجني المال، من السرقة إلى المخدرات والدعارة، ولكن أن يتم أسر نساء لاستخدامهن في الإنجاب وبيع أطفالهن! فهذه سابقة لا يستطيع المرء تخيلها.
أنقذت الشرطة النيجيرية 6 نساء وأربعة أطفال تم احتجازهم من مصنع "إنتاج أطفال" كانوا محبوسين بعد مداهمة المبنى غير القانوني في منطقة موي بولاية أوغون في جنوبي غرب نيجيريا.
حيث قال أبيمبولا أوييمي، متحدث رسمي باسم الشرطة، لوكالة الأنباء الفرنسية: "هاجم رجالنا مركز الولادة غير القانوني بعد أن وصلنا بلاغ، وأنقذوا 10 أشخاص من بينهم 4 أطفال و6 نساء، 4 منهن حوامل"، وفق ما نقل تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وقالت النسوة للشرطة إنهن احتُجزن بالقوة واغتُصبن، ثم بِيع أبناؤهن المولودون حديثاً في السوق السوداء بصورة غير شرعية.
وعادةً ما يُستغل الأطفال الذين يولدون فيما يعرف بمصانع الأطفال في التبني، أو يُزج بهم في عمالة الأطفال، أو يُتاجر بهم في مجال الجنس، أو يُقتلون في بعض الطقوس.
فيما قالت إحدى النساء المستعبدات للمراسلين إن الأولاد حديثي الولادة كانوا يباعون مقابل 250 ألف نيرة نيجيرية (657 دولاراً) والبنات تُبعن مقابل 200 ألف نيرة (525 دولاراً).
وبينما اعتقلت الشرطة فردين في مكان المداهمة، ما زالوا يطاردون الجاني الأساسي، الهارب من السلطات.
من جانبها قالت تسيتسي ماتكاير، الرائدة العالمية في قضية الاتجار الجنسي في منظمة Equality Now، وهي منظمة غير حكومية تعمل على تعزيز حقوق النساء والفتيات، إن مصانع الأطفال هذه تعمل في نيجيريا منذ سنوات عديدة.
كما أضافت الناشطة الحقوقية: "منذ وقت طويل في عام 2006، أفادت تقارير اليونسكو بظهور الحالات الأولى. إنها ظاهرة منتشرة في الكثير من الأماكن في نيجيريا، وسبق الإبلاغ عنها في ولايات أبيا، ولاغوس، وإيبوني".
الناشطة الحقوقية كذلك قالت: "تتقنَّع مصانع الأطفال عادة بقناع ملاجئ الأيتام، أو مراكز الولادة، أو المراكز الدينية، وتتضمَّن شبكةً كبيرة من المشغلين. لا شك أنه أحد أشكال الاستغلال والانتهاك الجنسي".
وأوضحت: "تكون الضحايا من نساءٍ وفتياتٍ ضعيفات للغاية، يُسَقن إلى هذه الأماكن عنوة. ويُحتجَزن رغماً عنهن، ويغتصبن، ويُجبرن على الحمل ثم يُباع أطفالهن لمنفعة مستغليهن".